بغداد – سجلت أعداد ضحايا اعمال العنف في العراق خلال أيلول (سبتمبر) الماضي زيادة كبيرة عنها في الشهر الذي سبقه، بعدما شهدت الاسابيع الأخيرة هجمات دامية استهدفت خصوصا مجالس عزاء شيعية وسنية. وتجاوز عدد القتلى خلال السنة الجارية حتى الآن مجموع القتلى عام 2012.
باتت موجة العنف المتصاعدة منذ أشهر تجر العراق نحو العودة الى سنوات النزاع الطائفي بين عامي 2006 و2008، وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من ازدياد اعداد اللاجئين في الداخل نتيجة العنف الطائفي.
وقال المحلل الأمني في مؤسسة «أي كي إي» البريطانية جون دريك إن شهر أيلول شهد زيادة في التفجيرات التي تستهدف الاماكن المزدحمة»، مضيفاً: «يبدو ان المجموعات الاسلامية تحاول استدراج الشيعة الى رد فعل غاضب».
وأحصت وزارات الصحة والدفاع والداخلية التي حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على أرقامها، الثلاثاء الماضي، 885 قتيلاً من المدنيين والعسكريين والشرطة في أيلول، في مقابل 356 مدنيا وعسكريا وشرطيا في آب (أغسطس). كما اصيب 1140 شخصا الشهر الماضي، وقتل 86 «إرهابيا» واعتقل 523.
وأظهرت أرقام الأمم المتحدة بدورها ارتفاع معدلات العنف خلال الشهر الماضي، اذ قتل، استناداً الى بيان صادر عن بعثة المنظمة الدولية، 979 شخصاً في أيلول في مقابل 804 في آب. وفي حصيلة اعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استناداً الى مصادر رسمية، كان أيلول الشهر الأكثر دموية في 2013، اذ قتل فيه 880 شخصاً، في مقابل 693 في آب.
وسجل أيلول هدفاً جديداً للهجمات اليومية هو مجالس العزاء الشيعية والسنية، داخل المساجد وخارجها، اذ تعرض عدد كبير من هذه المناسبات لهجمات انتحارية اكثرها دموية في مدينة الصدر ببغداد حيث قتل 73 شخصاً. وكان السبت 21 أيلول الاكثر دموية الشهر الماضي عندما قتل 91 شخصاً بينهم ضحايا تفجير مدينة الصدر. واختتم الشهر بموجة هجمات دامية الاثنين بتفجير مجموعة سيارات مفخخة في بغداد، قتل فيها 47 شخصاً.
وأعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عن هذه الهجمات في بيان نقلته مواقع جهادية. وقال تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» في بيانه انه «استمراراً لسلسلة الغزوات النوعية التي انطلقت من حملة «حصاد الاجناد»… قامت المفارز الأمنية لولاية بغداد وبصورة متزامنة بضرب أهداف منتخبة». وأوضح أن أفراد التنظيم «أشعلوا الارض وزلزلوها تحت اقدام الرافضة محطمين كل الخطط الامنية التي يتبجح بها الصفويون»، محذراً من أن «المجاهدين لن يقفوا مكتوفين وقد سفر مشروع ايران الخبيث عن وجهه القبيح في العراق والشام». ومطلع الشهر الجاري قتل تسعة اشخاص بينهم ثمانية من رجال الامن في عمليات متفرقة احداها انتحارية في بغداد وشمالها بالموصل.
وفي ظل تصاعد أعمال العنف الطائفية، ابدت المفوضية السامية للامم المتحدة للاجئين في بيان «قلقها المتزايد من الاوضاع بسبب موجة الهجمات الاخيرة من العنف الطائفي التي تهدد باشتعال شرارة تهجير داخلي للعراقيين الفارين من التفجيرات والهجمات الاخرى». ففي هذه السنة «نزح نحو خمسة آلاف عراقي بسبب التفجيرات وتصاعد التوترات الطائفية، وغالبية هؤلاء فرّوا من بغداد في اتجاه محافظات الانبار وصلاح الدين».
وقال مبعوث الامم المتحدة لدى العراق نيكولاي ملادينوف: «مع استمرار استهداف الارهابيين للعراقيين من دون تمييز، ادعو جميع القادة السياسيين لتعزيز جهودهم لتشجيع الحوار الوطني والمصالحة».
Leave a Reply