أعلن قائد شرطة ديترويت، جيمس كريغ، في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء الماضي، عن تغييرات واسعة في المناصب الإدارية، في إطار جهوده لإعادة هيكلة دائرة الشرطة في المدينة، بعد لقاءين عقدهما مؤخراً لتباحث سبل تعزيز الأمن في ديترويت.
وقال كريغ، الذي تولى منصبه في أيار (مايو) الماضي، إن التعيينات الجديدة التي اعتبرها «الخطوة الثانية» من خطته الشاملة، ستؤدي الى تقليص الرواتب بحوالي مليون دولار سنوياً، وبحسب التعديلات أصبح للدائرة ثلاثة نواب لقائد الشرطة بدلاً من ستة، كما تم تقليص عدد القادة الميدانيين من ١٧ إلى ٩.
وكان كريغ قد التقى حشداً من سكان المدينة، صباح السبت الماضي في «كنيسة ترايمف» الواقعة على شارع غراند بوليفارد في ديترويت، حيث دعا قائد الشرطة الى تعزيز تعاون الأهالي مع الشرطة لتحقيق مستويات أعلى، من الأمن ومكافحة الجريمة في الأحياء. وتعمل شرطة المدينة حالياً الى جانب شرطة الولاية وشريف مقاطعة وين، وبمساعدة وكالات فدرالية، على الحد من مستويات الجريمة في المدينة لكن هذه المهمة تبدو صعبة للغاية دون تعاون أوسع من الأهالي.
وفي لقاء كنيسة «ترايمف» الذي جاء بعد أقل من أسبوع على لقاء كريغ برجال أعمال عرب أميركيين يملكون مصالح تجارية في ديترويت، فاجأ قائد شرطة المدينة الحضور بكشفه النقاب عن تعرضه لمحاولة خطف سيارته قبل أسبوعين، وقال «هل تصدقون هذا؟ .. أحمد الله اني كنت متيقظاً».
وتحت شعار «دعوة القائد للعمل»، حث كريغ الأهالي على التجاوب مع الدوريات التي تجوب الأحياء والإنضمام الى النوادي المتعاونة مع الشرطة والاطلاع على الاجراءات المتبعة لمكافحة الجريمة.
وقال كريغ «في العام 2012 أعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) أن ديترويت هي ثاني أخطر المدن الأميركية (بعد فلنت).. هل هذا يجعلنا سعداء؟ هل هذا ما نرغب به لمدينتنا؟». وأكد كريغ أن المدينة ستشهد تحسناً أمنياً في عهده، لافتاً الى أن ديترويت شهدت وعوداً قدمها 10 الى 15 قائداً للشرطة في السنوات الخمسة الماضية «جميعهم وعدوا بأشياء جميلة، لكن الاستقرار لم يتحقق، الآن حان وقت التحقيق».
من جانبه، روى الإعلامي أنجلو هندرسون، أحد مؤسسي منظمة «ديترويت ٣٠٠» المعنية بالتنسيق بين السكان والشرطة، تفاصيل عن حوادث عنف دموية وقعت في المدينة خلال الأشهر الماضية، بضمنها مقتل صبي (15 عاماً) تعرض لإطلاق نار وهو جالس في شرفة منزله، وآخر (23 عاماً) قتل بعد مطالبته سائق آخر بتخفيف سرعته، حيث تعرض لإطلاق نار في شارع يعج بالاطفال أدى الى وفاته (تفاصيل ص ٧).
وكشف كريغ للأهالي عن قرب إطلاق برنامج مخصص لشرطة الأحياء، سيتم بموجبه فرز عناصر من شرطة المدينة للإهتمام بأحياء معينة تقع ضمن نطاق القسم الذي يعملون فيه، مع العلم أن لشرطة ديترويت ١٣ قسماً موزعة في أنحاء المدينة.
وكان كريغ قد عقد اجتماعاً مع رجال أعمال عرب أميركيين في قاعة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، حيث تم تداول وجهات النظر حول تعزيز الأمان في محيط المتاجر ولاسيما محطات الوقود. ودعا كريغ الحضور الى الحفاظ على بيئة عمل نظيفة، فيما أبدى أصحاب المصالح التجارية امتعاضهم الشديد من تدني مستوى الخدمات التي توفرها الشرطة، وخاصة بطء الاستجابة لاتصالات الطوارئ أو حتى انعدامها في بعض المناطق. وتعهد كريغ في ختام اجتماع «بيبلوس» بالقيام بـ«نفضة» لآليات الإتصال بالشرطة لتحسين الإستجابة للحالات الطارئة.
ولكن أبرز ما كشف عنه كريغ في ذلك اللقاء، كان قرب إطلاق برنامج جديد يسعى الى إجبار محطات الوقود ومتاجر البقالة على الحفاظ على شروط خاصة بالنظافة، مشيراً الى أن عدم الإهتمام بتوفير بيئة عمل نظيفة يجذب السلوك الإجرامي.
وكان كريغ الذي تولى منصبه قادماً من قيادة شرطة مدينة سنسناتي بولاية أوهايو، قد أعلن عن تغييرات عديدة في الدائرة منها فتح أقسام الشرطة 24 ساعة يوميا، وإعادة ورديات العمل الى 8 ساعات بدلا من 12 يومياً، وذلك اعتباراً من 14 من الشهر الجاري.
ووفق إحصاءات «أف بي آي» بلغ معدل جرائم القتل في ديترويت، خلال العام ٢٠١٢، حوالي ٥٤,٦ جريمة قتل لكل ١٠٠ ألف نسمة من سكان المدينة، (٣٨٦ قتيلاً)، بزيادة ١٢ بالمئة مقارنة بالعام ٢٠١١. وبحلول آب (أغسطس) الماضي بلغ عدد القتلى في ديترويت خلال العام الجاري ١٩٧ قتيلاً رغم الجهود المشتركة التي تبذلها شرطة المدينة، الى جانب شرطة الولاية والمقاطعة والوكالات الفدرالية، لمكافحة الجريمة في إطار خطة «ديترويت وان» الأمنية.
Leave a Reply