عواصم – لن تقتصر خطورة الأزمة المالية الأميركية على الولايات المتحدة فحسب، بل ستمتد أثارها على العديد من الدول حول العالم ولاسيما الإقتصادات الناشئة، وفي مقدمتها الصين، أكبر مقرض للولايات المتحدة. فقد عبر تشو غوانغ ياو نائب وزير المالية الصيني عن قلق بلاده من اقتراب انتهاء مهلة رفع سقف الدين الأميركي في ١٧ تشرين الأول (أكتوبر) الجاري دون التوصل إلى اتفاق في الكونغرس، وذلك في ظل مخاوف من تغيير البنك المركزي الأميركي خطة التحفيز التي يضخ بموجبها ٨٥ مليار دولار شهرياً عبر شراء سندات خزانة وأخرى مدعومة بالرهن العقاري.
وبالنسبة لبلوغ سقف الدين وتعثر الولايات المتحدة عن سداد ديونها لأول مرة في التاريخ، قال ياو إن تخلف واشنطن عن السداد سيلحق أذى كبيراً بالمصالح الاقتصادية للصين، وأنه من مصلحة أميركا بصفتها أكبر اقتصاد عالمي وصاحبة أبرز عملة احتياطي في العالم أن تحافظ على الجدارة الائتمانية لسنداتها السيادية.
وتعتبر الحكومة الصينية من أكبر المستثمرين في شراء سندات الخزانة الأميركية على اختلاف فئاتها. وأوضح وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو أن بلاده ستكون بحاجة إلى سداد ثلاثة مليارات دولار نقدا للوفاء بالتزاماتها إذا لم يوافق الكونغرس على رفع سقف الدين العام قبل ١٧ الجاري.
وفي سياق التغيير المحتمل للسياسة النقدية للبنك الفدرالي، أوضح صندوق النقد الدولي في تقرير نشر الأسبوع الماضي أن الدول حول العالم لا بد أن تتخذ خطوات احترازية استعدادا للتغيير المحتمل لسياسة البنك المركزي الأميركي «غير التقليدية»، في إشارة الى خطة التحفيز المالي. وقال الصندوق إن تغيير برنامج التحفيز الأميركي ليس مضمونا بعد، ولكن الدول الأخرى يجب أن تتخذ تدابير لتأمين استقرارها. وأشار التقرير إلى أن كندا، كوريا الجنوبية واستراليا، دول لا تشارك في أية سياسات نقدية غير تقليدية وتعد مجهزة بشكل جيد للصمود أمام أية تقلبات، ولاحظ أن عادة الدول الأكثر تقدماً تكون في وضع أفضل من دول الأسواق الناشئة. وفي تقرير آخر، قلص صندوق النقد الدولي توقعه للنمو العالمي للعام الحالي والقادم وحذر من أن تخلف الحكومة الأميركية عن سداد التزامتها قد «يضر بشكل خطير» اقتصاد العالم. ويرى أن الإقتصادات الناشئة ستنمو 4,5 بالمئة هذا العام، حيث خفض توقعه لكل من الصين، المكسيك، الهند وروسيا. وقلص صندوق النقد الدولي توقعه للنمو الصيني إلى 7,6 بالمئة هذا العام منخفضاً من 7,8 بالمئة حسب توقعات تموز.
Leave a Reply