القاهرة – مع كل يوم جديد يمر على المواجهة المفتوحة بين الإخوان ومختلف قوى الدولة في مصر، تتضاءل تحركات الجماعة «السلمية» لتفتح الباب لمزيد من استخدام العنف المسلح ضد قوات الأمن والجيش المصريين، في محاولة يائسة لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الرئاسة، كما يقولون.
سياسياً، ومع تعليق المساعدات الأميركية للقاهرة قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في حديث نشرته صحيفة «الأهرام» المصرية، الأربعاء الماضي، إن اضطراب العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط كله. وأضاف فهمي ان امتداد مرحلة عدم الاستقرار سينعكس سلبا على المنطقة بأكملها بما فيها المصالح الأميركية. ومضى يقول «نحن الان في مرحلة حساسة تعكس حالة اضطراب في العلاقات ومن يقول غير ذلك ليس صادقاً في قوله».
وانتقدت مصر قرار الولايات المتحدة الاسبوع قبل الماضي تعليق بعض المساعدات العسكرية والاقتصادية للقاهرة وإن كانت واشنطن أكدت أن هذا لا يعني قطع العلاقات مع مصر. وأكدت الحكومة أن مصر لن ترضخ للضغوط الأميركية قائلة إنها ترى القرار غريبا في وقت تواجه فيه البلاد حربا ضد الإرهاب. ويقول مراقبون إن التفجيرات الأخيرة في القاهرة وبورسعيد وسيناء وغيرها من المدن المصرية، فضلا عن المواجهات مع قوات الأمن، تكشف بوضوح عن أن الإخوان قد «عادوا الى العمل والمواجهة على قاعدة الفكر السلفي الجهادي، وهو نفس ما تدعو اليه القاعدة»، الأمر الذي يفسر احتدام الصراع وارتفاع حجم الخسائر البشرية الناجمة عنه في الأيام القليلة الماضية.
وقد وجهت منظمة العفو الدولية الاثنين الماضي، اتهاما إلى قوات الأمن المصرية باستخدام «القوة القاتلة والرصاص الحي» لتفريق متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي خلال التظاهرات التي جرت في الذكرى الأربعين لـ«حرب أكتوبر». واعتمدت المنظمة في تقريرها على دلائل جرى جمعها من مسؤولين طبيين وشهود عيان ومتظاهرين مصابين تشير إلى ان الأمن استخدم الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين المؤيدين لمرسي ومعظمهم «سلميين» ما تسبب في مقتل 49 شخصا في القاهرة وحدها في 6 تشرين الأول، بحسب المنظمة.
ويحاول «الإخوان» تجيير الاشتباكات لصالحهم إعلاميا عندما يصورونها للرأي العام المحلي والدولي بأنها انتهاكات لحقوق الإنسان وذلك في محاولة لتدويل صراعهم مع الدولة المصرية.
Leave a Reply