عواصم – حذّر وزير الخارجية الأميركية جون كيري إسرائيل خلال جولة له في الشرق الأوسط، من أن فشل مفاوضات التسوية مع الفلسطينيين قد يؤدي إلى اندلاع انتفاضة ثالثة، لكنه عاد وأكد، من عمان، أنه برغم الصعوبات فقد تم تحقيق «تقدم مهم».
عباس مستقبلاً كيري. (رويترز) |
وعاد كيري ليشدد على أن الزعماء الفلسطينيين والإسرائيليين أكدوا مجدداً التزامهم بالمفاوضات برغم التوترات الواضحة. وتساءل «ما هو بديل السلام؟»، ليجيب بأنه استمرار النزاع، ما يعني العنف والمزيد من المواجهة.
وفي وقت سابق، أبلغ كيري الملك الأردني عبد الله الثاني أن اجتماعاته مع كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ساهمت في إيضاح الكثير من النقاط.
وكان كيري حذر، في مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية و«تلفزيون فلسطين» قبل مغادرته القدس متوجهاً إلى عمان، من نتائج عدم نجاح المفاوضات. وتساءل «هل تريد إسرائيل انتفاضة ثالثة؟»، مضيفاً «إذا لم نستطع إيجاد طريقة للتوصل إلى السلام، فإن إسرائيل ستواجه العزلة المتزايدة، وستشن حملة متصاعدة لنزع الشرعية عنها على الصعيد الدولي. وإذا لم نحل قضية المستوطنات فسيكون هناك شعور متزايد بأنه ليس بإمكاننا تحقيق السلام».
وخلال المقابلة، انتقد كيري قرارات حكومة نتنياهو الاستيطانية، وقال «دعوني أسأل: كيف من الممكن وأنت تقول إنك تعمل من أجل السلام وتريد السلام… أن تعلن أنك تخطط للبناء في مكان سيصبح في المستقبل فلسطين؟ إن ذلك يبعث رسالة مفادها أنكم (الإسرائيليين) بطريقة ما غير جديين». ولذلك، فإن الحل الوحيد للاستيطان هو التوصل إلى اتفاق لأنه فقط من خلاله من الممكن «معرفة أين تقع إسرائيل وأين تقع فلسطين». ورفض كيري خلال المقابلة حل الدولة الواحدة لشعبين، مشيراً إلى أن هذا السيناريو لا يمكن أن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر.
وحثّ كيري إسرائيل على الاستفادة من موقف السلطة الفلسطينية الحالي، وقال «إن الوضع الراهن لن يستمر حتى الغد أو العام المقبل. في حال عدم الوصول إلى حل، فإن العالم العربي والفلسطينيين وجيرانهم سيبدأون بالدفع باتجاه طرق أخرى، والأمر الأخير الذي تريده إسرائيل هو العودة إلى العنف».
وفي سياق آخر أعلنت لجنة التحقيق السويسرية عن وجود مادة «البولونيوم» في رفات الرئيس الراحل دون أن تؤكد أو تنفي أنها السبب في الموت. في وقت أكد فيه الخبراء السويسريون أن التحاليل أظهرت نتائج تتسق مع تسمم بمادة «البولونيوم»، وينبغي أن تؤدي إلى تحقيق قضائي، بالرغم من أنها لا تشكل دليلاً دامغاً على أن الزعيم الراحل توفي نتيجة ذلك. وقال مدير مركز الطب الشرعي في مستشفى لوزان الجامعي باتريس مانغين، في مؤتمر صحافي، أن «ملاحظاتنا تنسجم مع افتراض التسمم … وعلى أي حال هي أكثر انسجــاماً معه منها مع الافتراض المضاد (عدم التسمم)».
ومن باريس قالت سها عرفات أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يوم الأربعاء الماضي بعدما تسلمت نتائج تحاليل للطب الشرعي في سويسرا لعينات من جثته ان عرفات مات مسموما بالبولونيوم المشع عام 2004. وأضافت: «نحن نكشف جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي». ولم تتهم دولة أو شخصاً وقالت إن الزعيم التاريخي لمنظمة التحرير الفلسطينية كان له أعداء كثيرون.
وبدورها أصرت إسرائيل، مجدداً على تبرئة ساحتها من فرضية اغتيال عرفات، وقال وزير الطاقة سيلفان شالوم، الذي شغل في العام 2004 منصب وزير الخارجية وكان عضواً في الحكومة المصغرة المعنية بشؤون الأمن، «لم نتخذ قط قراراً بإيذائه بدنياً»، مضيفاً «في رأيي هذه زوبعة في فنجان. وحتى لو كان سمم فلم تكن إسرائيل بالقطع التي سمّمته. ربما كان هناك أحد في الداخل لديه مصلحة في ذلك». ومن جهته، قال رعنان غيسين، وهو المتحدث باسم حكومة الاحتلال في عهد رئيس الوزراء الأسبق ارييل شارون، إن الأخير «أمر بالقيام بكل شيء لتجنب قتل عرفات الذي كان محاصراً في العام 2002 في المقاطعة على يد جنودنا». وأضاف أن «تعليمات شارون كانت بأخذ الاحتياطات اللازمة كافة حتى لا يتم اتهام اسرائيل بقتل عرفات»، مشيراً إلى أن «هذا هو السبب وراء سماح شارون بإجلائه الى مستشفى في فرنسا عندما ثبت أنه كان يحتضر».
Leave a Reply