أقيم مساء يوم السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري حفل عشاء في مركز «ماكس فيشر للموسيقى والفنون» في ديترويت للاحتفاء برواد الأعمال (انتربينور) من الإثنيات والجاليات المتنوعة في جنوب شرق ميشيغن، وذلك بحضور حاكم الولاية الجمهوري ريك سنايدر و350 من المدعوين من رجال الاعمال وأصحاب المشاريع والمهنيين والنشطاء والشخصيات البارزة.
نظم الاحتفال تحالف «نيو ميشيغن ميديا» برعاية ودعم من منظمة «المبادرة الاقتصادية الجديدة» (نيو إكونومي إنيشيتف» التي ترصد أموالاً لدعم تنمية الأعمال المتعددة والمتنوعة في محاولة لدعم إقتصاد ميشيغن عامة ومنطقة ديترويت على وجه الخصوص. أما تحالف «نيو ميشيغن ميديا» فهي مظلة تضم كبرى الصحف للمجموعات الإثنية والأقليات في منطقة ديترويت الى جانب صحيفة العرب الأميركيين «صدى الوطن» فإنها تضم صحيفة اليهود «جويش نيوز» وصحيفة الأفارقة الأميركيين «ميشيغن كرونيكيل» وصحيفة الجالية اللاتينية «لاتينو برس» و صحيفة الآسيويين «ميشيغن كوريان» وجميعها أسبوعية مختلفة اللغات. وهذه الصحف دأبت خلال السنوات الماضية على نشر تقارير على صفحاتها تسرد النجاحات التي حققها رجال الأعمال من المهاجرين في جاليتها المتعددة.
سنايدر يحتفي برواد الأعمال من جاليات ديترويت.. وسط حضور عربي بارز |
كان لافتاً في الحفل الذي تميز بأناقة واضحة ثناء حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر على إبداعات وإبتكارات اصحاب المشاريع الجديدة في ميشيغن، حيث قال «الاحتفال بالنجاح شيء رائع» وتابع «أقول لكم من تجربتي كمستثمر وصاحب عمل قبل ان أكون حاكماً إنكم دخلتم تجربة جريئة يصعب على الناس العاديين تصورها بل الأهم من ذلك انكم حققتم النجاح، هذا شيء يسجل لكم ويستحق الاحتفاء به» مشيراً الى أن هذا الحفل جاء ليؤكد أن الاعمال التجارية لأبناء الجاليات والأقليات محركٌ رئيسي للإقتصاد في جنوب شرق ميشيغن.
وألقى الزميل أسامة السبلاني كلمة في الحفل قال فيها «ما ترونه اليوم هو ثمرة لتعاوننا وجهودنا كفريق، وحين انظر الى ضيوفنا في هذه القاعة وما يتمتعون به من مواهب وقدرات، لا يسعني إلا إن استبشر بمستقبل باهر لميشيغن». وقال السبلاني «انظروا حولكم في هذه القاعة ستجدون المواهب والنجاحات بكل أشكالها وتنوعها». وكانت صحيفة «صدى الوطن» والصحف الإثنية الأخرى في تحالف «نيو ميشيغن ميديا» قد نشرت في سلسلة تقارير على مدار سنة ونصف السنة قصص النجاح الذي حققه اصحاب مشاريع جديدة في الولاية ابتداءً من العام ٢٠١١ وذلك في إطار مبادرة رعتها «نيو إكونومي إنيشيتف».
وبدوره، قال سنايدر «بإمكاننا خلق بيئة خاصة نستطيع من خلالها أن نظهر للعالم كيف يمكننا العمل معاً .. والنجاح معاً» وقال «هذا رائع.. التنوع قوة تمنحنا فرصا إضافية».
يذكر أن سلسلة التقارير المنشورة تضمنت نجاحات أصحاب المشاريع في مجالات متنوعة مثل: شركات التكنولوجيا، المطاعم، والأفران المؤسسات التعليمية، مكاتب المحاماة، المدراء العقاريون، الأسواق التجارية، المرافق الصناعية، العيادات الطبية، محلات بيع الملابس، شركات التصميم والعديد من المجالات الأخرى إضافة الى مبدعين في شركات أميركية عملاقة ينتمون الى مجتمعات متنوعة.
من جانبه، دعا تاك يونغ كيم، ناشر صحيفة «ميشيغن كوريان»، وهي الصحيفة الوحيدة الناطقة بلسان الآسيويين الاميركيين في الولاية، رجال الاعمال الى الاحتفاء بأنفسهم، وقال «حين أنظر من على هذه المنصة أرى طيفاً إثنياً وثقافياً متنوعاً ومواهب متعددة، وهذا ما يدفعنا للاحتفال».
حضر الاحتفال بدعوة من «صدى الوطن» أكثر من 60 شخصا من المهنيين ورجال الاعمال العرب الاميركيين مصحوبين برفاق لهم، وقال السبلاني للحضور «انظروا حولكم في هذه القاعة المكتظة، سترون المواهب بمختلف الأنواع والأشكال، هذا هو مستقبل ميشيغن المشرق». وأضاف «اسمحوا لي بالتفاخر قليلاً بالجالية العربية وما اسهمت به من نجاحات… لدينا المخترعون، افخر المطاعم وأطيب المأكولات، ألمع المحامين، أشهر الأطباء، لدينا المصرفيون، المربون، الحرفيون، العاملون الاجتماعيون، الخبازون .. وأيضاً أصحاب النفوذ وصنّاع القرار».
تابع السبلاني بإعطاء أمثلة على البعض في القاعة ممن حققوا نجاحات مشهودة من امثال، علي السبلاني، صاحب ورئيس شركة «انفيجن تيك» التي لها مصانع في كاليفورنيا والمانيا ومقرها الرئيسي في ديربورن وتختص في صناعة ماكينات النسخ ثلاثية الأبعاد، والدكتور مازن حمود وهو كبير المهندسين في شركة «فورد» للسيارات، والدكتورة هيفاء فاخوري رئيس والمدير التنفيذي للمجلس العربي الأميركي والكلداني (أي سي سي) والتي لها إسهامات في اعادة نهوض مناطق وأحياء من ديترويت، ومحمد (جيف) حمود مصصم «جيب غراند شيروكي» وسيارة «كرايسلر» من طرازي 200 و300، وعبد بزي مدير تطوير الإنتاج في شركة «جنرال موتورز –أون ستار».
يشار الى أن تسليط الضوء على المشاريع التجارية الجديدة لأبناء الجاليات في ميشيغن ونشر النجاحات التي يحققها اصحاب هذه المشاريع فكرة رعتها ومولتها «شبكة الاعلام الجديد في ميشيغن» (نيو ميشيغن ميديا) و«المبادرة الاقتصادية الجديدة» (أن إي آي).
وقد القى المدير التنفيذي لـ«نيو ميشيغن ميديا» الدكتور هايغ أوشاغان كلمة أكد فيها على أهمية إبراز الدور الفاعل لما حققه أبناء الجاليات في الماضي وما يحققونه في الحاضر والمستقبل لازدهار ميشيغن، وضرورة عدم اغفال هذا الدور.
وقال بانكولي طومبسون وهو رئيس تحرير صحيفة «ميشيغن كرونيكيل» الناطقة باسم الأميركيين الأفارقة في الولاية، إن «نيو ميشيغن ميديا» بحد ذاتها «تؤكد على نظرية أن كل ما نحتاجه هو فكرة». وأضاف «وهذه الفكرة ولدت من الحاجة إلى إعطاء صوت لمجتمعاتنا المختلفة، ولإيجاد قواسم وبرامج مشتركة.
وكان تحدث في الاحتفال ناشرو الصحف الخمس حيث عبروا عن مشاعرهم تجاه دعم وتعزيز نجاح الأقليات فرادى وجماعات. وقال المدير التنفيذي «للمبادرة الاقتصادية الجديدة» (أن إي آي)، ديفيد ايغنر، إنه «كان سعيداً بلقائه ضيوف الاحتفال» وأضاف أنه لا يمكن تسيير عجلة الإقتصاد والمجتمع دون رجال الأعمال، وأصحاب الأعمال الصغيرة والمحرك الاقتصادي، «دافعي الضرائب الذين هم يحركون العجلة»، وقال «علينا إعادة إطلاق هذه العجلة مثلما ذكر الحاكم سنايدر بالإعتماد على الافكار المبتكرة والمشروعات الجديدة»، وقال «إن روح المبادرة تجري في عروقنا وأحياناً يعاد تحفيزها بطريقة مدهشة».
وقدر السبلاني بالجهود التي بذلها إيغنر في مساعدة «نيو ميشيغن ميديا» من خلال دعم تحالف الناشرين الخمسة الذين يشكلون مجلس ادارة الشبكة. وقال إيغنر ان منظمته حين تشاركت مع الشبكة لأول مرة كان صعباً عليها التعريف بأصحاب المشاريع الجديدة من خلال الإعلام الأميركي الرئيسي، و«كانت وسيلتنا الوحيدة» الصحف الاثنية لخلق هذه الكوّة. وكنتيجة لجهود «المبادرة» قال إيغنر «انظر الآن الى صحيفة «ديترويت فري برس» أو «ديترويت نيوز»، أراهنك إذا وجدت عددا لا يتضمن احدا من اصحاب الاعمال والمشاريع الجديدة، ستلاحظ التغير الثقافي الذي طرأ على هاتين الصحيفتين الرئيسيتين، هذا لم يكن ممكناً لولا هؤلاء الناشرين الخمسة الذين بادروا بالخطوة الأولى وبدأوا بالنشر عن رواد المشاريع»، وقال موجها كلامه للحضور «هذا لم يكن ممكنا لولا التعريف بكم في صحف الجاليات أولاً». وطلب إيغنر من «نيو ميشيغن ميديا» دعوة المزيد من رجال الأعمال ومن المسؤولين المنتخبين أيضاً في احتفال السنة القادمة ليروا بأنفسهم مدى التأثير الذي تحدثه الأعمال الصغيرة المملوكة للإثنيات والجاليات في اقتصاد الإقليم.
وتحدث في المناسبة أيضاً، آرثر هورويتز، ناشر صحيفة «جويش نيوز» الناطقة بلسان اليهود الاميركيين في ميشيغن حيث قال «لدينا رجال أعمال مميزون ورائعون والأهم انهم يشكلون رافعة لمدينتنا وإقليمنا وولايتنا ومجتمعاتنا».
أما عريف الإحتفال فكان الإعلامي المعروف تشاك ستوكس وهو مدير التحرير والعلاقات العامة في قناة «أي بي سي» المحلية قناة 7 فتقدم بكلمة شكر فيها الكتاب والمحررين في الصحف الاثنية على المقالات والتقارير التي كتبوها عن اصحاب المشروعات التجارية. من جانبه قال إلياس كوتيريز وهو ناشر صحيفة لاتينو الناطقة بالاسبانية” اشكركم على ثقتكم بمنظمتنا وبصحفنا, مشيرا الى احد الضيوف وهي راكويل لوبيز التي انتخبت قبل يوم من الحفل لتكون اول اميركية من اصول لاتينية في مجلس ديترويت البلدي، وقال «التغيير قادم حاملا معه طاقة جديدة وكل جديد لكل شخص.
وقد شارك إحياء الحفل مجموعة من الموسيقيين من بينهم عازف القانون فيكتور غنام وهو أحد العازفين في «أوركيسترا ميشيغن العربية».
Leave a Reply