ديربورن – أقام «المركز الإسلامي في أميركا» في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر الجاري) حفل عشائه نصف السنوي لجمع التبرعات وذلك بالتزامن مع الذكرى السنوية التاسعة عشر لرحيل مؤسس المركز المرحوم الإمام محمد جواد شري.
وكرم المركز، الذي يعد من أكبر مساجد المسلمين في الولايات المتحدة، كلاً من روبرت بارتل رئيس مجلس «قيادة حوار الاديان» لدوره في التقريب بين أتباع الديانات السماوية، والزميل أسامة السبلاني ناشر «صدى الوطن» الذي كان المتحدث الرئيسي في الحفل حيث استعرض حياة ونضالات الإمام الراحل وإنجازاته ولا سيما في نشر الدين الإسلامي وبناء جسور التواصل بين المسلمين والديانات الأخرى.
وتوجه السبلاني بالتحية والعرفان الى الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر الذي كان تبرّع بمبلغ 50 الف دولار في عام 1959 لتأسيس هذا الصرح الكبير. وقال السبلاني بأن ما يجمع بين شري وعبد الناصر أنهما رحلا عن هذه الدنيا وتركا إرثاً طيباً -كل من موقعه- وحسابات مصرفية شخصية فارغة من الأموال، وإنجازات لا نزال تقطف ثمارها الأجيال.
كما كرم المركز الحاجة نعمت هيدوس طرفة، عقيلة الناشط والمؤلف طلال طرفة، وذلك على خلفية نشاطها الدائم في المركز الإسلامي على مدى أكثر من اربعة عقود إضافة الى دعمها المادي والمعنوي للأعمال الخيرية والدينية، وقد حضر حفل العشاء أكثر من ألف مشارك من بينهم رسميون وشخصيات تربوية وإجتماعية وروحية وقيادات من الجالية العربية والاسلامية ونشطاء.
وبعد تسلمها الجائزة التقديرية، اغتنمت طرفة، التي تعمل كصلة وصل بين المراكز الدينية والمسعفين الطبيين، الفرصة لتشكر الاطباء والممرضين والمرشدين الاجتماعيين الذين يمدون يد العون لها في مساعدة المرضى والمحتاجين وقالت: «أردت أن اشكر هؤلاء الناس الذين أتاحوا لي ان أقوم بعملي وإني ممتنة للمركز كثيرا». وأضافت إن بعض أطباء الجالية يكرسون أنفسهم لمساعدة المرضى حتى في عطلتهم»، وأكدت أنها تستغل معارفها وصداقاتها لمساعدة المرضى خاصة الذين يعانون من الاكتئاب والذين يحتاجون الى معالجة من قبل أخصائيين، وانها تساعد في نقل المرضى الى العيادات والمستشفيات وتقوم بالترجمة لمن لا يتقن الانكليزية.
وقالت: «عندما أرى شخصا بحاجة الى المساعدة فاني أتصوره كشقيقي وكأنه طلب مساعدتي».
ويقول طلال طرفة زوج نعمت «إنها تتواصل مع عدد من المنظمات الخيرية بصفة شخصية، وهي نقطة البداية لعملها الخيري الذي تمارسه بسرية وكتمان شديدين، ولا أعرف الناس الذين تساعدهم، وهي لا تفعل ذلك من اجل الشهرة وحب الظهور».
وتحدث عريف الحفل موسى حمقة وهو مساعد مدير ثانوية «نورث فارمنغتون» العامة وعضو مجلس أمناء المركز الاسلامي موجها تحية الى الشيخ الراحل محمد جواد شري على اسهاماته للجالية وإرثه الذي ساعده على فهم الإسلام وتنمية شخصيته وأسس لنجاحاته
وتحدث أيضاً رئيس مجلس الأمناء المنتخب حديثاً خليل قدوح الذي أكد على تطوير العمل المؤسساتي في المركز الإسلامي وذلك من خلال إدخال جيل جديد من المسلمين الى عضوية مجلس الأمناء في محاولة لضخ دماء جديدة في المركز الذي إحتفل العام الماضي بيوبيله الذهبي.
وتحدث في الحفل أيضاً إمام المركز الإسلامي ومديره السيد حسن القزويني وتطرق الى ضرورة تفاعل المسلمين في مجتمعاتهم وبناء جسور التواصل بينهم وبين جيرانهم. وطالب أبناء الجالية الإسلامية بالإنخراط في الحياة السياسية الأميركية ترشحاً وإنتخاباً مشجعاً الناخبين المسلمين على ممارسة واجبهم وحقهم في الإقتراع للدفاع عن مصالحهم والإقلاع عن الشكوى التي لا تثمر ولا تغني من جوع. وقد تم جمع أكثر من 250 الف دولار لدعم ميزانية «المركز الإسلامي» وتغطية نفقات نشاطاته.
Leave a Reply