ديربورن هايتس – بعد مرور أكثر من ١٢ يوماً على مقتل الشابة الأميركية السوداء أمام عتبة أحد المنازل في ديربورن هايتس، لا تزال مدعي عام مقاطعة وين، كيم وورثي، تدرس إمكانية توجيه تهم جنائية لقاتل رانيشا ماكبرايد (١٩ عاماً)، الذي يقول إنه عندما تفاجأ بوجودها أمام باب منزله الكائن على شارع آوتر درايف، انطلق من بندقيته (شات غان) عيار ناري عن طريق الخطأ أدى الى مقتلها، حسبما أدلى للشرطة.
واحتلت هذه الحادثة حيزاً بارزاً من الإعلام الأميركي على المستوى الوطني، خاصة وأن رانيشا كانت تحاول طلب المساعدة بعد تعرضها لحادث سير على بعد بضعة بلوكات من مكان مقتلها. وقد نظم ناشطون أميركيون سود اعتصاماً أمام مبنى شرطة ديربورن هايتس طالبوا فيه بالإقتصاص من القاتل الذي ظل مجهول الهوية، حيث اكتفت الشرطة بالإعلان عن سنّه (٥٤ عاماً). وهذا ما اعتبرته إحدى قريبات الضحية خلال مشاركتها بالإعتصام نوعاً من التنميط العنصري، وقالت إنه أطلق النار على رأسها لمجرد قرعها باب منزله، وقالت لو أنه كان خائفاً لأمكنه الإتصال على «911».
وكشف تقرير الطب الشرعي في مقاطعة وين، أن وجهة رانيشا فيه جرح بقياس ٣.٥-٢ إنش تسبب بمقتلها. وأكدت الشرطة أن العيار الناري لم يصب رانيشا في مؤخرة رأسها حسبما إدعى أهلها، وقالت إنها سلمت الملف للإدعاء في مقاطعة وين، والذي بدوره طلب من الشرطة اجراء مزيد من التحقيقات.
ولكن الأبرز في ما كشف الإدعاء، الخميس الماضي، كان ثمالة رانيشا حيث تبين أن مستوى الكحول في دمها يفوق المعدل المسموح به بثلاثة أضعاف.
وكان المحامي الذي يمثل عائلة الضحية، جيرالد ثراسويل، قد قال الأربعاء الماضي إنه «لا يهمّ إن انتظرنا أسبوعين أو ثلاثة قبل إلقاء القبض على القاتل» في إشارة منه الى تريث الإدعاء العام بتوجيه التهم.
وقد تجمع حوالي 50 شخصاً أمام شرطة ديربورن هايتس إحتجاجا على مقتل رانيشا ماكبرايد. وقال أفراد من أسرة الضحية إنها تعرضت قبل مقتلها لحادث مروري وإتجهت حوالي الساعة 2:30 صباحاً إلى منطقة الجوار طلبا للمساعدة بعد أن فرغت بطارية هاتفها من الشحن، وإن الرجل الذي قتلها هو نفسه صاحب المنزل الذي توقفت عنده طلبا للمساعدة. وقالت دريم هامبتون وهي كاتبة صحفية وإحدى المنظمات للاحتجاج «نريد أميركا أفضل لأطفالنا»، وأضافت «يمكن أن أكون أنا أو إبنتي أو إبني مكان رانيشا»، وحينها هتف المحتجون «نريد القصاص من قاتل رانيشا» و «لا عدالة.. لا سلام».
من جانبه هتف مدير «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» (كير)-فرع ميشيغن، داوود وليد، «هل لو كانت الضحية امرأة بيضاء والقاتل رجلاً أسود، لكان جالسا الآن في منزله يشاهد التلفاز»؟ وقال: «ما نريده هو القبض على هذا الرجل». وكان من بين الحضور سام ريدل من «شبكة العمل الوطنية» جاء ليقدم تعازيه للناس، وقال «احرصوا على حياة النساء والاطفال قدر ما تستطيعون».
وقد لاقى نبأ مقتل رانيشا الفتاة السوداء على يد رجل أبيض دون أن تمتد يد العدالة للقصاص منه إهتماما على المستوى الوطني، حيث تناولته اقلام المعلقين في العديد من وسائل الإعلام الأميركية، مذكرة بذلك حادثة مقتل الشاب الأسود ترايفون مارتين في سانفورد (فلوريدا) العام الماضي والذي أطلق عليه النار جورج زيمرمان الأبيض وأرداه قتيلا، حيث قدم هذا الأخير للمحاكمة بتهمة القتل غير العمد وبرئت ساحته، وحينها اثار الخبر ردود أفعال مستاءة على المستوى العالمي.
Leave a Reply