واشنطن، لندن – كشفت مصادر عن استخدام المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركي إدوارد سنودن كلمات مرور حصل عليها بطريقة «عفوية» من زملاء له في قاعدة تجسس في هاواي لجمع بعض المعلومات السرية التي سربها لوسائل الاعلام.
وذكر مصدر مطلع على العديد من التحقيقات التي تجريها الحكومة الأميركية في الأضرار التي لحقت بسبب التسريبات، أنه تم تحديد هوية قلة من موظفي الوكالة الذين أمدوا سنودن بتفاصيل كلمات المرور الخاصة بهم وخضعوا للاستجواب وفصلوا من وظائفهم.
وذكر مصدر ثان أن سنودن ربما أقنع 20 إلى 25 من زملائه في مركز العمليات الإقليمية بالوكالة في هاواي بإعطائه تفاصيل الدخول وكلمات المرور بإبلاغهم أنه يحتاج إليها في عمله كمحلل برمجيات.
ويعد الكشف عن هذه المعلومات أسوأ فضيحة اختراق لبيانات سرية في تاريخ الوكالة الممتد 61 عاماً، حيث كشف عن نظام تجسس عالمي تشرف عليه الوكالة ويطال زعماء دول أجنبية. وتفيد المعلومات بأن سنودن عمل في قاعدة للمخابرات في ولاية هاواي لنحو شهر في الربيع الماضي حصل خلاله على عشرات الآلاف من الوثائق السرية للوكالة، قبل أن يلجأ الى روسيا عبر هونغ كونغ.
البريطانيون أسوأ من الأميركيين فـي التنصت
وقد بينت الوثائق التي سربها سنودن أيضاً ما يدين دولاً أخرى لطالما انتقدت التجسس على الشعوب من قبل الأنظمة الإستبدادية. فقد كشفت الوثائق عن ما يدين بريطانيا بتهم التجسس والتنصت على مواطنيها، حتى أن سنودن نفسه وصف البريطانيين بأنهم اسوأ من الأميركيين في هذا المجال.
ويعتبر «المقر الحكومي لمراقبة الاتصالات» هو المرادف البريطاني لوكالة الأمن القومي الأميركية، وهو في صلب العلاقة الخاصة الاميركية-البريطانية في مجال عملية التجسس. وقدمت وكالة المراقبة البريطانية ومقرها شلتنهام في غلوسترشاير (جنوب غرب بريطانيا) في مبنى ضخم يطلق عليه اسم «دونات»، على انها من الجهات الرئيسية المسؤولة عن عمليات التنصت الكبرى على الاتصالات في العالم، بحسب تقارير نشرتها صحيفة «الغارديان» استناداً إلى وثائق سنودن.
وقد نجح سنودن بتحميل عشرات آلاف الوثائق السرية من الوكالة الأميركية و50 ألفاً من الوكالة البريطانية.
وكشفت الوثائق أن بريطانيا وضعت برنامج مراقبة باسم «تيمبورا» بموازنة قدرها مليار جنيه وقواعد سرية، منها واحدة على الاقل في الشرق الاوسط بحسب الصحيفة. والخميس الماضي، حاول رئيس «المقر الحكومي لمراقبة الاتصالات» أيان لوبان استيعاب الفضيحة بالقول أمام لجنة برلمانية أنه لا وجود لعملية مراقبة على نطاق واسع للشعب البريطاني. وقال: «لا نمضي وقتنا في التنصت على الاتصالات الهاتفية او قراءة البريد الالكتروني لغالبية السكان».
Leave a Reply