منيت الجالية العربية في هامترامك بخسارة كبيرة في إنتخابات الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي التي أسفرت عن خسارة المرشح اليمني الأميركي د. عبدالكريم الغزالي لسباق رئاسة البلدية أمام الرئيسة الحالية كارين ماجوسكي بفارق ضئيل، ولكن الأسوأ كان عدم فوز أي مرشح من الجالية بمقعد في المجلس البلدي الذي سيفرغ تماماً من أي تمثيل عربي مع انتهاء ولاية الغزالي مطلع كانون الثاني (يناير) ٢٠١٤.
مبنى بلدية وشرطة هامترامك الواقع على شارع إيفالين. (عدسة عماد محمد) |
وقد خسر الغزالي السباق بفارق ٩٨ صوتاً، أما المرشح العربي الأقوى في سباق عضوية المجلس البلدي، فكان رشاد المسمري الذي خسر بفارق أضيق (٣٤ صوتاً) في ظل إقبال ضعيف على الإنتخابات لم يتخط نسبة 24 بالمئة، من أصل 11859 ناخباً مسجلاً.
وتُعرف هامترامك التي تقع داخل مدينة ديترويت بأنها إحدى أكثر المدن تنوعا عرقياً ودينياً على مستوى الولايات المتحدة. وحسب إحصاء العام 2010، يقطن المدينة 22 ألف نسمة، 41 بالمئة منهم مولودون خارج الولايات المتحدة. ويتركز في المدينة البولنديون الأميركيون الى جانب عدد من المهاجرين من دول أوروبا الشرقية، كما يشكل العرب الأميركيون، ومعظمهم من اليمن، جزءاً مهماً من نسيج المدينة الى جانب البنغاليين.
وتخضع البلدية حالياً لادارة، كاثي سكوير، وهي مديرة طوارئ مالية معينة من قبل حكومة ولاية ميشيغن، للإشراف على تسيير الشؤون المالية للمدينة التي تعاني من عجز كبير.
ولم يحالف الحظ الانتخابي الدكتور غزالي الذي ينهي الشهر المقبل ولايته الثاني كعضو في المجلس البلدي. وكان الغزالي قد أصيب بوعكة صحية قبل أسبوع من يوم الإنتخاب، وقد شوهدت عليه أعراض المرض أثناء إدلائه بصوته في أحد أقلام الإقتراع بالمدينة.
وكانت حظوظ الغزالي مرتفعة جداً، خاصة وأنه تفوق على ماجوسكي في الجولة التمهيدية التي أقيمت في آب (أغسطس) الماضي. إلا أن بيل ماير، مؤسس جمعية «وان هامترامك»، التي تسعى إلى ترويج التعددية في المدينة، والذي كان أحد داعمي الغزالي، قال لـ«صدى الوطن» إن ظروف المرشح العربي الصحية «حرمته من التواصل مع الناخبين في مرحلة حاسمة وحساسة من السباق». كما أن «الهجمات السياسية» التي تعرض لها الغزالي حول عدم سداده لضرائب عقارية مستحقة على أملاكٍ له في المدينة، قد يكون لعب دوراً سلبياً ضد الغزالي رغم ثبوت براءته من هذه التهم. وقلل ماير من الجدل المثار حول هذه المسألة وقال انها كانت خطأً تقنياً تم تضخيمه من قبل خصوم الغزالي واحدى الجرائد المحلية. وأضاف: «الغزالي رجل مبدئي وصاحب اخلاق وكل الاتهامات بحقه باطلة ولم يكن يحاول أن يغش البلدية، لقد رأيت عمله بنفسي وهو لا يرد أحداً ونادرا ما يتحدث بسوء عن شخص آخر».
وأردف ماير أن الدكتور الغزالي «لم يصرف الكثير من المال على حملته الانتخابية او يتورط بحملات دعائية سلبية، انه ليس سياسيا بل انسان يريد ان يساعد جاليته ومجتمعه».
أما المسمري فقد خسر رهانه الانتخابي للوصول الى المجلس البلدي بفارق 34 صوتاً فقط. وقد قال لـ«صدى الوطن» إن الانقسامات الدينية والعنصرية ساهمت في تقرير مصير الانتخابات، «فهذه الانقسامات موجودة في المدينة وبعض المجموعات تعمل معاً والعديد من الناخبين يصوتون حسب خلفياتهم المتماثلة مع المرشحين وليس على اساس ما يمكن أن يقدموه للمدينة وأهلها».
المسمري الحائز على شهادة في «العدالة الجنائية» من جامعة «نورث ويسترن» في ولاية الينوي، اشار الى عدم خيبة امله من اقبال الجالية اليمنية: «لان الحملة الإنتخابية كانت جيدة والناخبون في الجالية العربية واليمنية خصوصاً صوتوا بأعداد جيدة ولكن النتيجة لم تكن متوقعة».
وأقر المسمري بوجود انقسامات سياسية سابقة داخل الجالية اليمنية، لكنه شدّد على أن الجالية كانت موحّدة في هذه الانتخابات وان النقص الذي اعتراها يمكن التغلب عليه من خلال تنوير الشباب واعدادهم حول أهمية المشاركة السياسية وحثهم على الانغماس في العمل السياسي. ولاحظ المسمري ان المرشحين اليمنيين والبنغاليين، وهم مسلمون، عملوا معاً وان سبب عدم فوزه هو قلة عدد الاصوات الغيابية التي صبت لصالحه.
المسمري، الذي طالب المسؤولين المنتخبين بتوظيف يمنيين في دوائر البلدية، وجه انتقادات لاذعة لبعض الحملات الإنتخابية التي استخدمت العنصر الإثني للفوز، مشدداً أنه «على السياسيين التوجه إلى كل فئات المدينة، وعلى جميع المسؤولين الحكوميين تمثيل كافة شرائح الناس حتى تصبح هامترامك مدينة واحدة»، وأضاف لقد حاولت ان أعمل مع كل الناس إلا أن العرق ما زال عاملاً موجوداً بقوة في السياسة هنا».
يذكر أن المجلس البلدي الجديد لمدينة هامترامك يضم ثلاثة أعضاء من الجالية البنغالية.
Leave a Reply