احتفلت «الجمعية الطبية الوطنية للعرب الأميركيين» (ناما) بعيدها الـ33 في فندق «ديربورن ماريوت» يوم 15 تشرين الثاني (نوفمبر) بحضور عدد كبير من الطلاب العرب الأميركيين الراغبين بممارسة مهنة الطب في المستقبل.
ومنذ إنشائها، عملت «ناما» على مساعدة الجيل الجديد من أبناء الجالية العربية للإنخراط في ميدان الطب، وقد خصصت لهذا العام برنامجاً للمنح الدراسية لهذا الغرض.
الدكتور سام فواز، رئيس فرع «ناما» في ميشيغن، أكد أنه يضع على رأس لائحة الأولويات مسألة تجنيد وتهيئة الجيل الشاب من المهنيين العرب في مجال الصحة. وأضاف الطبيب في في مستشفى «بومانت» بمدينة رويال أوك أن هدفه «توفير شبكة واسعة من الاطباء والممرضين واخصائيي العلاج الطبيعي على أمل خلق كيان ديناميكي موحّد وفعال في ميشيغن، لافتاً الى أنه «اليوم أكثر من أي وقت مضى نحن بحاجة ماسة وملحة لتوحيد جهود العرب الاميركيين… هذا أمر حتميّ لكي نؤمن مصلحة الأجيال الصاعدة».
الطالبة زينب الصغير تتلقى أول منحة دراسية من «ناما» |
وهذا العام دشنت «ناما» في عشائها الذي حضره قرابة الـ٥٠٠ شخص برنامج منح دراسية للطلاب المسجلين في اختصاصات صحية أكاديمية، وقد حصلت على أول منحة الطالبة زينب الصغير، المسجلة سنة أولى طب في «جامعة ميشيغن»-قسم تقويم الأسنان.
والصغير هي لبنانية أميركية ولدت في ديربورن وتخرجت من «ثانوية فوردسون» العامة. وفي كلمة لها شكرت الجمعية الطبية بكامل أعضائها مشيرة الى أن «ناما» قد اختطت مثالا في المساعدة على تسهيل الطريق امام جيل الشباب العربي الاميركي الطامح الى مزاولة المهن الطبية. «انتم تعرفون اهمية وجودنا وتقومون بمساعدتنا على المساهمة في هذا النسيج العظيم للتجربة الخدماتية الصحية الأميركية». وتمنت الصغير أن تبقى «ناما» على عهدها كقدوة حسنة في رفع سقف طموح الجيل الجديد من الاخصائيين العرب في مجال الطب، مؤكدة: «أننا لن ننسى من أين أتينا كجالية ومن قام بدعمنا واتاح لنا مزاولة المهن التي كنا نحلم بها».
الدكتور يحيى باشا حظي هذا العام بجائزة «المهني الصحي المثالي» لسنة 2013 وهو مؤسس ورئيس «مختبرات الباشا» للتشخيص الطبي التي توسعت كثيراً لتخدم سكان منطقة ديترويت الكبرى عبر فروعها في ديربورن ورويال أوك وسترلينغ هايتس التي تحتوي على أحدث الأجهزة المتطورة للتشخيص والفحص الطبي الدقيق.
وأشاد باشا في كلمته بكل من ساهم في مسيرته المهنية وعلى رأسهم أفراد عائلته وقال الطبيب السوري الأميركي للحضور: «أعتقد كلكم تستحقون الكثير من التقدير لأننا وإياكم نعمل ليلا ونهاراً.. وهذا أمر صعب لولا تفهم العائلة.. لا أحد يمكنه أن يستمر من دون السند العائلي».
وتقدر جمعية «ناما» وجود الآلاف من الاطباء وأطباء الاسنان والصيادلة وغيرهم من المهنيين العرب المجازين صحيا في مختلف انحاء البلاد. وهناك 26 فرعاً للجمعية الطبية تعمل في مختلف المدن لتوفير شبكة تواصل مهني فعالة وتطوير الثقافة الصحية المحلية.
آخر فرع افتتح للجمعية كان في مدينة سان دييغو حيث اقيم قبل يوم واحد من عشاء ميشيغن حفل افتتاح بالمدينة الواقعة في جنوب ولاية كاليفورنيا، جمع حوالي 170 شخصاً، كذلك اقام مكتب إلينوي حفل عشائه السنوي في التاسع من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وشهد الحفل الذي أقيم في ديربورن وجود معظم المستشفيات والمراكز الطبية الكبرى في منطقة ديترويت مثل «هنري فورد» و«بومانت» و«مركز ديترويت الطبي» و«سانت جون»… واعتبر فواز أن حضور هذه المؤسسات الطبية العملاقة دليل على اعترافها بأهمية العرب الأميركيين العاملين في المجال الطبي.
بدوره، قال الدكتور غسان سعيد البروفسور في جامعة «وين ستايت»و الذي سيتولى رئاسة «ناما» في العام ٢٠١٤ خلفاً لفواز، إنه سيحافظ على مسيرة الجمعية وإسهاماتها المهنية والإنسانية، وسيعمل على زيادة عدد الأعضاء المنتسبين اليها.
وتتضمن مهمة «ناما» الاساسية التركيز على الجهود الانسانية في بلاد المعمورة والتثقيف الطبي المستمر. ومنذ نشوب ما يسمى بـ«الربيع العربي» عام 2011 دبّ الخلاف بين العديد من الدول وتفشت الانقسامات بينها، لكن «ناما» حسب رينيه آهي، المدير التنفيذي لمكتب الجمعية في ميشيغن، لم تتهاون وتبرعت خلال السنوات الأربع الماضية بزهاء نصف مليون دولار الى منظمات خيرية غير ربحية في دول مثل مصر والاردن ولبنان وفلسطين وسوريا والولايات المتحدة نفسها لمساعدة اللاجئين.
وقالت آهي: «بالنسبة الى سوريا فإن قلوبنا تنفطر ألماً على العنف المستمر هناك»، وأضافت أن الجمعية أرسلت هذا العام أربع بعثات طبية تطوعية الى الأردن، وقد تلقت آخر بعثة تبرعات بقيمة 20 ألف دولار تم جمعها في حفل الجمعية بالعاصمة عمان لدعم المتطوعين في البعثة.
وقد قام 140 متطوعا من الولايات المتحدة و90 متطوعا من الاردن بمعالجة حوالي 10 آلاف سوري جريح في مخيمات اللاجئين وخارجها، كما تبرعت «ناما» بأكثر من 20 ألف دولار للجمعية «الطبية الدولية» لايصال المساعدات الطبية الى داخل سوريا واشترت سيارتي اسعاف مجهزتين بتقنيات طبية كاملة لاستخدامها داخل سوريا.
اما في لبنان تخطط الجمعية لاسعاف اللاجئين السوريين الى لبنان ابتداءً من 14 كانون الثاني (يناير) المقبل وحتى الـ 20 منه وفي الاردن من 21 آذار (مارس) حتى الـ28 منه.
كما ساهمت «ناما» بافتتاح «المعهد الفسلطيني لأمراض السكري» الى جانب التبرع لضحايا اعصار «ساندي» الذي ضرب الساحل الشرقي للولايات المتحدة في العام ٢٠١٢، كما وفرت أول أجهزة لغسل الكلى في الصومال.
كذلك تبرعت الجمعية بـ20 ألف دولار لمساعدة الاطباء اللاجئين من العراق لكي يخضعوا للامتحان الطبي في الولايات المتحدة ومنحت «ناما» المركز العربي (أكسس) مبلغ 40 ألف دولار لتمويل برنامج مساعدة مرضى الصحة العقلية من اللاجئين العراقيين في ميشيغن.
Leave a Reply