هل يمكن أن تعود ديترويت الى الأضواء؟ سؤال يصبح أكثر واقعية مع التطورات التي تشهدها مدينة السيارات والتي كان آخرها البدء بتطبيق خطة طموحة تستمر ثلاث سنوات لإعادة إنارة شوارع وأحياء المدينة. وقد أعلنت هيئة الانارة العامة في ديترويت مؤخراً عن إطلاق العمل بالخطة التي تستهدف تقليص عدد أعمدة الإنارة الى 46 ألفاً بما يتناسب مع تراجع عدد سكان المدينة. وتنوي الهيئة التي شكلها مدير الطوارئ المالية، كفين أور، اقتراض مبلغ 210 ملايين دولار لتمويل الخطة، 60 مليوناً منها على شكل قروض مصرفية و150 مليوناً بمثابة سندات، ويشكل هذا المبلغ ثلثي الرقم الذي وضعته شركة «ماكينزي» للاستشارات التي قيّمت كلفة إصلاح شبكة الانارة بحوالي ٣٠٠ مليون دولار.
وسوف تقوم فرق الصيانة باستبدال الكابلات والمعدات والمحطات الفرعية والاضواء القديمة في مختلف المناطق وفق أرقام الرمز البريدي واحداً بعد آخر، وحال استكمال كل منطقة سيتم تلزيم مسؤولية الادارة والصيانة لهيئة الإنارة بدلاً من دائرة الانارة التابعة للبلدية التي سيتم إلغاؤها، على ان يتم لاحقاً تجريد البلدية من مسؤولية توفير الكهرباء للمستهلكين وتلزيمها لشركة «دي تي إي أنيرجي».
وقال المدير التنفيذي للهيئة، أوديس جونز، إن السلطة ستعتمد بداية بشكل شبه كامل على المقاولين أكثر من اعتمادها على موظفين تابعين لها، وتنوي الهيئة دعم السندات بـ12,5 مليون دولار من ضرائب الخدمات التي تتم جبايتها من المستهلكين والتي تصل الى 40 مليون دولار سنوياً تذهب جميعها لتعزيز دائرة الشرطة.
ستة أسباب وراء تهالك شبكة الإنارة
– الأضواء والأعمدة متقادمة: حيث أن الكثير منها صدئة ومملوءة بالتجاويف، كما أن الدوائر الكهربائية والمفاتيح، عمرها الافتراضي انتهى منذ مدة طويلة ولم يعد يصنع لها قطع الغيار، وديترويت واحدة من عدة مدن كبرى لا زالت تستخدم أضواءً تعمل بنظام بخار الزئبق الذي عفا عليه الزمن.
– القوى العاملة: يوجد في الدائرة حاليا 85 موظفاً في مقابل 700 في السبعينات من القرن الماضي، وهذا العدد غير كاف للقيام باعمال الصيانة والترميم.
– الشبكات متهالكة: تقول دائرة الإضاءة إن المشكلة الأساسية هي في شبكات التوصيل تحت الأرض والتي تشمل الأسلاك والمحولات والشبكات الفرعية وعددها 31 وهي المسؤولة عن توزيع الكهرباء والإضاءة. ويذكر أن 37 بالمئة من أضواء الشوارع تابعة لشبكة البلدية المتقادمة و63 بالمئة تابعة لشركة «دي تي إي أنيرجي» الحديثة والتي توزع الكهرباء للشوارع الفرعية والضواحي، في حين أن البلدية مسؤولة عن صيانة جميع الأضواء في المدينة وعددها حالياً 88 ألفاً.
– غياب الاستثمار: هناك اتفاق بالاجماع على أن إنارة الشوارع عانت من سنوات الصيانة المؤجلة وتداعي الاستثمار في شراء معدات جديدة.
– التمويل: أقر الناخبون سندات بـ223 مليون دولار على مدى 35 عاماً بغية تحديث الانارة لكن معظم هذه الأموال لم ينفق على هذا القطاع.
– سرقة الاسلاك النحاسية: حيث عمد لصوص الخردة الى سرقة الاسلاك النحاسية من المولدات، خاصة عندما ارتفع سعر هذا المعدن في 2005 و2006 واصبحت بعض الشوارع غارقة في ظلام دامس.
Leave a Reply