«أميركا» هذه البلاد الواسعة الشاسعة يتألف نشيدها القومي من بضعة أبيات شعرية جميلة ولطيفة، تبدأ بالدعاء الى الله أن يبارك أميركا، البلاد المحبوبة وأن يقف الى جانبها ويهديها وينير لياليها بضوئه الساطع، من الجبال إلى الوديان، ومن المحيط إلى المحيط، وينتهي النشيد بأن يزيد الله بركاته على أميركا، البيت المبارك الجميل.
وأميركا أيضاً، من البلدان القليلة التي تحتفل بيوم الشكر. يوم الشكر لله على نعمه وبركاته التي وهبها لهذا البلد الحلو والرائع والمترامي الاطراف ويعيش فيه العديد من الناس بألوانهم ودياناتهم ومعتقداتهم، كل حسب عقيدته وإيمانه، تجمعهم الحضارة الأميركية في يوم واحد، يوم عيد الشكر للإحتفال بمعية أهلهم وأحبائهم في عطلة رسمية تمتد لأربعة أيام.
لئن شكرتم لأزيدنكم، ولأن أهل هذه البلاد شاكرون، زادهم الله بسطة في الموارد والعلوم التي كرسوها لخدمة وطنهم ولكل انسان يعيش في أميركا تحت مظلة القانون والحرية.
تشبه الولايات المتحدة الأميركية، بحضارتها وإشراقها، سجادة جميلة رائعة، حاك نقوشها البديعة، في تناغم وتناسق، المهاجرون إليها من مختلف بلدان العالم، والوجه الخفي للسجادة يمثل العمل الشاق والجاد والمخلص في تكامل خيطان الحبكة ببعضها وبكل ألوانها لابراز الوجه المتحضّر والمتقدم والمشرق دوماً، نتيجة مثابرة وعمل الجميع لخير الجميع، جيلا بعد جيل. هذه الحضارة الأميركية العظيمة تقف وراءها عقول تفكر وتبحث وتبدع، وتقدم عصارة أبحاثها وعلومها لخدمة البلاد والعباد.
هذه هي قمة العبادة، ومنتهى الشكر لله، أن يكرّس الإنسان جهده وعلمه لخدمة أهله ووطنه، لذلك كانت المصانع والمؤسسات والجامعات والمواصلات والتواصل بسهولة بين الولايات كافة، من دون أن يسألك أحدٌ إلى أين أنت ذاهب، أو من أين أنت قادم.
إلى جانب الحرية المسؤولة، فإن المقياس الحضاري الأكبر في أميركا، هو الأسلوب الراقي في معاملة المرأة والطفل والمسن والفقير.
المرأة، ومنذ سنوات طويلة، قلما تشكو من سوء المعاملة، ولا يحد من طموحها ولا ابداعها في أي مجال كان، كونها أنثى. وأقرب مثل على ما أقول، اسألوا المحامية العربية الجميلة سوزان دباجة التي فازت مؤخرا برئاسة المجلس البلدي في ديربورن.
المدارس الزامية للأطفال، واللقاحات الصحية العامة لحمايتهم من الامراض الفتاكة، والانسان الفقير يستطيع العيش بكرامة في ظل الحرية والتعددية، هو وأولاده ودون أن يكون تابعا لزعيم دنيوي أو ديني.
في معظم المدن الأميركية، العديد من البرامج التي تقدم للمسنين الكثير من المباهج، وتخصيص الأعياد والتسهيلات الحضارية التي تفتقر اليها بلداننا الشرق أوسطية، هذا عدا عن الرعاية والاهتمام بالمتوجعين مرضا أو إعاقة أو التقدم بالعمر.
ليست الصورة وردية دوما فهناك ثمت مآخذ على الحياة في أميركا وجوانب سلبية في نمط السلوك والعيش تجعل بعض القادمين من بلاد الشرق يلعنون «اليوم والساعة» التي وطأت فيها أقدامهم أرضها، ربما يفعلون ذلك شوقا وحنينا الى بلاد العربان التي يتسلل اليها الاميركيون طلبا للرزق والحرية! ويصطف الاجانب في طوابير طويلة أمام سفاراتنا العربية طلبا لتأشيرة هجرة توفر نعيم العيش الذي يعيشه الأهل والأحبة في بلاد الأعاريب!!.
سيءٌ جداً من يرمي حجراً في بئر شرب منه، وبالشكر تدوم النعم.
يا رب –في عيد الشكر، وفي كل يوم– شكراً لك، بارك واحفظ أميركا، بيتنا الدافىء الجميل.
Leave a Reply