طرابلس – أعلن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان، أن الليبيين لن يسمحوا لأحد باستغلال الدين لتحقيق مصالح سياسية، متهماً جماعة «الإخوان المسلمين» بالسعي لإسقاط الحكومة في بلاده، لتعويض ما خسرته في مصر. وأضاف زيدان، في لقاء متلفز أنّ الليبيين «متدينون تديناً وسطياً»، ويرفضون استغلال الدين في سبيل مصالح سياسية.
وجاءت كلمة رئيس الوزراء الليبي، الحليف للغرب، في ظل اشتباكات بين الجيش النظامي والميليشيات الإسلامية في طرابلس وبنغازي، مهد الإنتفاضة على النظام السابق. وشدد زيدان على أن حكومته لن تتراجع عن قرارها بتجريد كل البلاد من السلاح. وقال: «إن تسليم بعض الجماعات لسلاحها والخروج من طرابلس، هي خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لإيقاف كل أشكال التسلح فى المدن الليبية».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ قد التقيا زيدان في العاصمة البريطانية لندن، حيث أعربا عن استعدادهما لمساعدة ليبيا على استعادة استقرارها اثر الاضطرابات الأمنية المتواصلة التي تشهدها.
وقال كيري، وهو يقف إلى جانب هيغ وزيدان، :«تحادثنا مع رئيس الحكومة في الأمور التي يمكن أن نقوم بها معاً، بريطانيا والولايات المتحدة وأصدقاء آخرون، لمساعدة ليبيا على عودة الاستقرار الذي تحتاجه».
من جهته، أكد هيغ التزام بريطانيا القوي جداً بمساعدة حكومة ليبيا وشعبها من دون أن يعطي تفاصيل حول هذه المساعدة.
وفي بنغازي، أعلن الجيش الليبي الاثنين الماضي حالة «النفير العام» في بنغازي، ودعا كافة العسكريين الى الالتحاق بثكناتهم ووحداتهم العسكرية بشكل فوري، بعد مواجهات قتل فيها ثلاثة عسكريين في اشتباك مع جماعة سلفية جهادية في كبرى مدن شرق ليبيا.
واوضح المتحدث الرسمي باسم القوات الليبية أن الاشتباكات بدأت «بعد أن تم استهداف إحدى دوريات القوات الخاصة والصاعقة كانت متمركزة في جزيرة دوران منطقة البركة وسط المدينة بالقرب من مقر جماعة «أنصار الشريعة».
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الليبي عبد الله الثني «إن بلاده ستبني نظاما للمراقبة بالأقمار الصناعية بخبرة إيطالية لمساعدتها في تأمين حدودها في إطار خطط لطرابلس لوقف تدفق المتشددين الإسلاميين والمهاجرين غير الشرعيين».
وأدى ضعف الرقابة على الحدود وافتقار جيش ليبيا الصغير للتدريب والعتاد إلى تحويل البلاد إلى ممر لتهريب الأسلحة للقاعدة في دول الصحراء الأفريقية وحولها كذلك إلى ممر للمقاتلين «الإسلاميين» المتوجهين للمشاركة في الحرب في سوريا.
وتشهد ليبيا انفلاتاً أمنياً واسعاً منذ أشهر. وتسبب هذا الانفلات في اغتيال العديد من الشخصيات العسكرية والامنية ورجال سياسة وإعلام ورجال دين اضافة الى شخصيات ناشطة في المجتمع المدني.
Leave a Reply