واشنطن – اعتبرت غالبية من الأميركيين، لأول مرة خلال 40 عاماً، أن بلادهم تفقد من نفوذها وتمارس سلطة أقل مما مضى في العالم، بحسب استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي. وأجرى «معهد بيو للأبحاث» الاستطلاع على أكثر من ألفي شخص، بين 30 تشرين الأول (أكتوبر) و6 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين. وأورد المعهد في دراسته أنه «للمرة الأولى خلال حوالي 40 عاماً من الاستطلاعات، تعتبر غالبية من الأشخاص (53 بالمئة) أن الولايات المتحدة تلعب دوراً أقل أهمية وقوة على صعيد العالم منه قبل عقد من الزمن».
من جهة أخرى، يرى حوالي 70 بالمئة من المستطلعة آراؤهم، أن قدر الاحترام للولايات المتحدة في العالم تراجع ووصل إلى مستويات مماثلة لما كان عليه في نهاية ولاية الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الثانية.
وتوجه الدراسة انتقادات شديدة إلى السياسة الخارجية التي ينتهجها حالياً الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ يعارضها 56 بالمئة من المستطلَعين، في مقابل 34 بالمئة يؤيدونها. وتابع التقرير أن «الأميركيين لا يوافقون بصورة خاصة على إدارته (أوباما) للوضع في سوريا وإيران والصين وأفغانستان».
وتشكل «مكافحة الإرهاب» أحد المجالات النادرة التي تفوق فيها نسبة المؤيدين لأداء أوباما نسبة المعارضين له (51 في مقابل 44 بالمئة).
ولأول مرة منذ حوالي نصف قرن، أظهر الاستطلاع أن 52 بالمئة من الأميركيين يعتبرون أنه يجدر بالولايات المتحدة «الاهتمام بشؤونها الخاصة على الصعيد الدولي وترك الدول الأخرى تحاول تدبر أمورها بأفضل ما يمكنها»، في مقابل 38 بالمئة يعتقدون عكس ذلك. والذين يرون أن الولايات المتحدة تتحرك «أكثر مما ينبغي» لمحاولة تسوية مشاكل العالم (51 بالمئة)، يعتبرون بصورة عامة أن المسائل المحلية، ولا سيما الاقتصاد، ينبغي أن تشكل الأولوية الرئيسة للإدارة الحالية. غير أن 77 بالمئة من المستطلَعين يشددون على أن المبادلات والعلاقات التجارية مع البلدان الأخرى تبقى مفيدة لبلدهم.
Leave a Reply