واشنطن – حذر مسؤولون فيدراليون أميركيون من إنضمام عدد من الأميركيين إلى الحرب الدموية الدائرة في سوريا بإعتبار أن ذلك يزيد من فرص تبنيهم أفكاراً متشددة بسبب مخالطتهم للجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وبالتالي يعودون إلى الولايات المتحدة وقد تحولوا بفعل القتال في المعارك إلى مصدر خطر شديد على أمن أميركا.
وتقول وزارة الخارجية الأميركية بأن ليس لديها تقديرات عن عدد الأميركيين الذين يقاتلون ضد النظام السوري. غير أن تقديرات صادرة عن مؤسسة «آي أتش أس جين» البريطانية للاستشارات الدفاعية وكذلك عن خبراء يعملون في مؤسسة بحثية لا تهدف للربح مقرها في لندن، أشارت إلى أن عدد الأميركيين المنخرطين في الحرب السورية يصل إلى بضع عشرات، حسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».
وإتهم ثلاثة أميركيين خلال هذا العام بالتخطيط للقتال ضمن صفوف جبهة النصرة، التي تضعها الولايات المتحدة على لائحة الإرهاب. غير أن أحدث حالة في هذا الصدد هو أميركي، باكستاني الأصل، يعيش في ولاية نورث كارولاينا قبض عليه وهو في طريقه إلى لبنان.
وقال السناتور توماس كاربر عن ديلاوير «نعرف أن مواطنين أميركيين والكثير من المواطنين الكنديين والأوروبيين حملوا السلاح وقاتلوا في سوريا واليمن الصومال. لكن يبقى التهديد الحقيقي والأخطر أنه من الممكن أن يعود أولئك الأشخاص إلى أوطانهم لينفذوا هجمات».
وكان مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) قد ألقى القبض على باسط شيخ (29 سنة) في مطار راليه-دورهام الدولي بتهمة مغادرة البلاد للانضمام إلى جبهة «النصرة».
وعاش شيخ، الذي يقيم بطريقة شرعية في الولايات المتحدة، حياة هادئة في ضاحية من ضواحي مقاطعة راليه على مدى خمسة أعوام من دون أن تكون له أي سوابق إجرامية قبل القبض عليه في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢.
وفي آب (أغسطس) أيضاً، علق شيخ على رسائل جرى تحميلها بواسطة موظف سري في مكتب التحقيقات الفيدرالي على صفحة «فيس بوك» تروج للتطرف الإسلامي. وتضيف الشهادة أنه نشأت صداقة بين شيخ ومسلو. وأخبر شيخ مسلو أنه خطط للسفر في رحلة طويلة باتجاه سوريا لينضم إلى «كتيبة إمدادات تقدم المساعدات الطبية». وبعد أيام قليلة، قال شيخ بأنه حصل على تذكرة ذهاب للسفر إلى تركيا على أمل الإتصال بالأشخاص الذين من الممكن أن يساعدوه في دخول سوريا. وحسب الشهادة، قال شيخ بأنه تراجع عن تلك الخطوة لأنه «لا يملك الشجاعة لترك والديه»، وأضاف أنه سافر إلى تركيا العام الماضي على أمل الإنخراط بالقتال في سوريا، لكن همتّه ثبطت بسبب التجربة التي خاضها مع من إدعى أنهم جزء من «الجيش السوري الحر».
وبعد أن عبر شيخ عن دعمه لـ «جبهة النصرة» وإهتمامه بالسفر إلى منطقة النزاع، اقترح موظف مكتب التحقيقات الفيدرالي على شيخ أن يتصل بشخص ما في تلك الجماعة (عميل سري آخر لمكتب التحقيقات الفدرالي). وحسب الشهادة، أجرى شيخ الاتصال بالفعل، واصفاً «جبهة النصرة» بأنها الأكثر انضباطا. وكتب شيخ «أنا لست خائفا، على العكس أنا مستعد لتلك التجربة».
وتقرر إستدعاء باسط شيخ إلى المحكمة في كانون الثاني (يناير). وربما يواجه حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً وغرامة تصل إلى ٢٥٠ ألف دولار إذا ما أدين.
Leave a Reply