تشهد مدينة تايلور مساء كل يوم سبت ولغاية أواخر آذار (مارس)، تجمعاً شبابياً رياضياً حاشداً من أبناء الجالية العربية في إطار الدورة الشتوية الثانية في لعبة كرة القدم «الميني فوتبول» التي تنظمها مجموعة من الأندية والفرق اليمنية هذا العام على ملاعب تايلور المغلقة بعد أن أقيمت الدورة الأولى في مدينة كانتون، الشتاء الماضي.
مطالب بتوفير ملاعب رياضية مغلقة في ديربورن وهامترامك |
ومنذ سنوات ظلت قاعة «سبورتس <ـلكس» الرياضية التي تتضمن ملعبين لكرة القدم «الميني فوتبول»، ملتقى شتوياً للجالية اليمنية خصوصاً والعربية بشكل عام، فقد دأبت «المؤسسة الرياضية اليمنية الأميركية» على تنظيم دورات شتوية خلال السنوات الماضية قبل أن تقرر نقل دورتها الى ملعب ملفينديل المغلق هذا العام.
وبعد دورة أولى ناجحة في كانتون، قرر المشرفون نقل الدورة الى تايلور حيث يتوافد أسبوعياً أكثر من 500 شخص بين لاعب ومشجع ومنظم وزائر يتوزعون على الملعبين والمدرجات لمتابعة منافسات البطولة التي تضم 16 فريقاً مقسمين الى درجتين، حسب إمكانيات الفرق.
المناسبة ليست رياضية فحسب، بل هي اجتماعية بالدرجة الأولى، كونها وسيلة للحفاظ على التواصل بين أبناء الجالية. إذ يقول منظمو الدورة لـ«صدى الوطن» إن الهدف الأساسي من المشاركة «ليس الفوز بل اللقاء الإجتماعي بين الشباب»، ورغم أن «الإتحاد» يمنياً، «إلا أن هناك سعياً دائماً من أجل جذب الشباب من جميع الجاليات العربية الموجودة في المنطقة».
أحد اللاعبين المشاركين في الدورة، وليد المشرع، من اليمن، يقول إن الدورة آخذة بالتوسع «وهي إمتداد للدورة الأولى في كانتون التي شهدت مشاركة 10 فرق، أما اليوم فعدد الفرق المشاركة وصل الى 16 فريقاً».
ولفت المشرع الى أن الدورة تستقطب لاعبين وجمهوراً من ديربورن وهامترامك وديترويت وكانتون، وملفينديل، «وهم من مختلف الجاليات العربية فهناك من اليمن، العراق، لبنان، تونس، وليبيا..». ويضيف المشرع أن «هذا النوع من الدورات يخلق مجالاً لتقوية أواصر الأخوة والعلاقات الإجتماعية بين أبناء وشباب الجاليات العربية المتنوعة التي تعيش هنا في بلاد الغربة». ثم ختم بالقول «في نهاية المطاف الكل فائز بغض النظر عمن يفوز بالكأس».
قد تتفاجأ أيضاً بأن الحضور لا يقتصر على سكان منطقة ديترويت بل هناك من يأتي ولاية أوهايو مثل جمال الدعيس، الطالب في «جامعة توليدو»، الذي يحمله حبه لكرة القدم أسبوعياً على القدوم الى تايلور «من أجل تشجيع ودعم فريق الإتحاد» ويقول «من دون وجود مثل هذه الدورات يبقى الشباب في الشوارع»، «نحن هنا لسنا أصدقاء بل أخوة».
محمد حويشات لاعب كرة القدم السابق من سكان ديربورن تعدى عمره الخمسين ويعتبر اللاعب الأكبر سناً بين المشاركين في الدورة، قال إن «المشاركين اليوم هم من مختلف الأعمار من طلاب المدارس والجامعات نتعرف على بعض في الشارع، العمل، المسجد، المدرسة ومن ثم نأتي للمشاركة واللعب هنا».
يقوم مدربو الفرق المشاركة أيضاً بإكتشاف المواهب من المنتزهات والمدارس والشوارع، فعبد الرحمن الجناية (14 سنة، من العراق) طالب في الصف السابع بمدرسة «فوردسون» في ديربورن، وهو خير مثال على هذه العملية، حيث قال «كنت ألعب أنا وزملائي كرة القدم في المنتزه وجاء مدربان وطلبا مني اللعب في الفريق فشاركت في الدورة وأطمح لإحتراف اللعبة».
التنظيم الإداري.. عتب ومعاناة
يقول المنظم والإداري في الدورة، عبد الناصر نجار، ممثل نادي «الإتحاد» إن البطولة تخضع للعديد من القوانين والنظم الداخلية حيث يجتمع إداريو ومدربو الأندية المشاركة أسبوعياً (الأحد أو الإثنين) من أجل تقييم سير المباريات والدورة بشكل عام، كما أن هناك قانون داخلي للدورة تمت صياغته من قبل الأندية المشاركة يتضمن قانون عقوبات لتنظيم البطاقات والمخالفات في اللعب، حفاظاً على الأجواء الرياضية.
بالنسبة للأمور المالية للدورة يكشف النجار أن تكلفة إستئجار الملاعب بلغت 14 ألف دولار، وكل فريق يقوم بدفع رسم إشتراك في الدورة يبلغ 850 دولاراً من أجل تغطية جزء من تكاليف الدورة التي تشمل الجوائز والتحكيم والتنظيم بالتداول بين الفرق المشاركة.
وتوجه نجار بالعتب على الجمعيات والمنظمات الأهلية من الجالية التي لا تمد يد العون لدعم الدورات الرياضية التي تقام في أوساط الجالية العربية رغم نقص الموارد.
ويؤكد نجار على أهمية هذا النوع من النشاطات لدورها الإجتماعي الكبير في توعية وتوجيه الشباب وإبعادهم عن فعل السوء في أوقات الفراغ عبر ممارسة الرياضة والمشاركة الفعالة في المجتمع من خلال الرحلات والمخيمات التي تنظمها الأندية الرياضية.
وأضاف نجار بأن هناك معاناة من عدم توفر ملاعب جيدة وملائمة للعب في ديربورن وهامترامك حيث تتركز الجالية العربية، «وهذا ما يثير تساؤلات الجميع»، خاصة وإن تنظيم الدورات في هاتين المدينتين سيجذب المزيد من أبناء الجالية العربية.
وكشف نجار أنه حمل ومسؤولين آخرين مطلباً بتوفير ملعب رياضي مغلق في ديربورن، الى الأعضاء العرب في المجلس البلدي، الذين تم انتخابهم مؤخراً، وقال «تحدثت باسمي وباسم الأندية اليمنية المشاركة معنا في الدورة مع الأعضاء المنتخبين مايك سرعيني، سوزان دباجة وديفيد بزي وشرحت لهم معاناة الوسط الرياضي، وقد طلبوا منا عرض الموضوع في إجتماع المجلس البلدي الشهري القادم».
وقد نقل عبدالناصر نجار تعهد أعضاء المجلس البلدي المنتخبون بالسير في هذا الملف فور توليهم مناصبهم مطلع العام المقبل، كما أفيد بأن «لدى البلدية ملعب مغلق سوف يُعمل على افتتاحه قريباً».
Leave a Reply