واصل رئيس بلدية ديترويت المنتخب مايك داغن تحضيراته لمهمة إنهاض ديترويت قبل تولي منصبه الجديد مطلع العام المقبل، حيث التقى يوم السبت الماضي بعشرات القيادات الدينية والإجتماعية والإقتصادية في فطور تحالف «ديترويت إنهضي» الذي يضم 400 كنيسة ومنظمة أهلية وتكتلات وشركات، قبل أن يتوجه الى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما في حفل عشاء يقام يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد) في البيت الأبيض بمشاركة ١٠٠ رئيس بلدية منتخبين حديثاً في أكبر المدن الأميركية.
داغن |
ومن المعروف أن الرئيس أوباما يبدي اهتماماً متزايداً بديترويت أسفر عن تقديم العديد من المنح الفدرالية لإعادة تأهيل المدينة.
وفي فطور تحالف «ديترويت إنهضي»، تحدث داغن عن موضوعات تتعلق باعلان الافلاس وخطته لتطوير مناطق الجوار، إلا أن الأبرز كان في دعوته الحكومة الفدرالية الى مزيد من التعاون و«عدم الإكتفاء بكتابة الشيكات فقط».
وكشف داغن النقاب عن دعوة تلقاها من البيت الأبيض، وقال إنه سوف ينتهز الفرصة للحديث عن المصاعب التي تواجهها ديترويت، «خاصة الاتفاقية بيننا وبين وزارة العدل الاميركية حول دائرة الشرطة والتي تكلفنا ملايين الدولارات» لافتاً الى أن هناك الكثير من الوسائل أمام الحكومة الفدرالية للمساعدة على إنهاض ديترويت الى جانب التمويل.
والاتفاقية التي يتحدث عنها داغن تقضي بضرورة اخضاع دائرة الشرطة في ديترويت لإصلاحات في مجالات متعددة تثقل كاهل ميزانية الدائرة، وذلك على خلفية اتهامها بإطلاق النار على مدنيين وسوء معاملة سجناء في مقار الاحتجاز لدى الشرطة واعتقالات غير قانونية لشهود في جرائم قتل. كما أعرب داغن عن أمله في التوصل لاتفاق مع مدير الطوارئ المالية كفين أور خلال الأسبوعين القادمين لتحديد صلاحيات كل منهما حال تسلمه مهام منصبه في كانون الثاني (يناير) المقبل. وقد تحدث داغن في الحفل الذي استمر لحوالي ساعة واحدة حول مواضيع تتعلق بإعلان الإفلاس ورد على أسئلة الحضور، حيث قال إن المتقاعدين إذا ما تلقوا معاملة منصفة فإن عملية الافلاس ستكون لها نتائج إيجابية في تحسين الخدمات المقدمة من البلدية، وأضاف «بالرغم من الإفلاس إلا اننا ذاهبون نحو مستقبل أفضل».
وأشاد داغن بالجهود المبذولة لإنشاء صندوق برأسمال نصف مليار دولار من مساهمات القطاع الخاص والمنظمات غير الربحية للمساعدة في حماية معاشات التقاعد و«كنوز» معهد ديترويت للفنون، معتبراً ذلك خطوة إيجابية ومطلوبة. وفي رده على سؤال من أحد الحاضرين حول دور الولاية في حماية صندوق المعاشات التقاعدية، قال داغن إننا بانتظار ما سوف يقرره الكونغرس في لانسنغ.
وسرد داغن بعض تفاصيل خطته لتحسين الحياة في الأحياء المهجورة والمخربة في المدينة، وقال إنه يخطط لتعيين مدير منطقة اقليمي يكون مسؤولا عن اطلاق المبادرات في كل حي في مناطق ديترويت المختلفة. وتحدث رئيس البلدية المنتخب مطولا عن الحاجة إلى تنسيق جهود عديدة ومختلفة من الحكومة الفدرالية وحكومة الولاية والمدينة، فضلا عن المنظمات غير الربحية وغيرها في التعامل مع معضلة المنازل والمباني المهجورة والمشاكل الأخرى. وقال داغن «إننا نفتقد الى استراتيجية شاملة حتى نخرج من الفوضى القائمة حالياً»، وأكد أن «لدينا الإمكانيات وهناك المال متوفراً ولكن ذلك لن يجدي أذا ما عملنا ضمن دزينة من الاستراتيجيات» مشدداً على ضرورة توحيد الرؤيا.
وسُئل داغن عن رأيه في اطلاق اسم نيلسون مانديلا على أحد شوارع ديترويت، فرد بالقول إنها «فكرة رائعة».
Leave a Reply