يشيد بالاتفاق على الميزانية الأميركية: لا شلل فدرالي جديد فـي العامين المقبلين
أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بالاتفاق الخاص بالميزانية الذي توصل إليه الحزبان الديمقراطي والجمهوري الأسبوع الماضي، واصفا إياه بأنه «خطوة أولى جيدة» للخروج من الأزمات المتتالية التي تهز أميركا منذ العام 2011.
وأعرب أوباما في بيان عن أمله في أن يكون هذا الاتفاق الذي يتعين إقراره من جانب الكونغرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب)، مؤشرا على أن الأميركيين لن يعانوا شللا جديدا في الدولة الفدرالية خلال العامين المقبلين.
ويأتي تصريح أوباما بعدما أعلن المفاوضون عن الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونغرس أن الفريقين توصلا إلى اتفاق بشأن الميزانية، الأمر الذي سيسمح -في حال اعتماده- بتفادي شلل جديد في الإدارات الفدرالية شبيه بما حصل في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ويهدف الاتفاق إلى تفادي إيقاف عمل المؤسسات الحكومية يوم 15 كانون الثاني (يناير) القادم، وتحديد مستويات إنفاق الحكومة الفدرالية حتى الأول من تشرين الأول 2015.
وذكر أوباما في بيانه أن الاتفاق وإن كان لا يضم كل ما كان يرغب فيه فإنه يعد خطوة مهمة، مشيرا إلى أن هذه هي طبيعة التسوية. واعتبر أن ما حدث يعد مؤشرا جيدا على أن الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس تمكنوا من إيجاد أرضية تفاهم وكسر حلقة القرارات القصيرة الأمد تحت تهديد الأزمات لإنهاء هذا الملف.
وتوجه الرئيس بالشكر للمفاوضين، داعيا الكونغرس بمجلسيه إلى التصويت على ميزانية مبنية على هذا الاتفاق كي يتمكن من المصادقة عليها.
كما عبر أوباما عن أمله بأن يصوت الكونغرس بشكل مستقل على زيادة تعويضات العاطلين عن العمل كي لا يخسر أكثر من مليون أميركي موارد حيوية قبيل عيد الميلاد، وكي لا يتعرض الاقتصاد الأميركي لصدمة.
وعلق السيناتور روب بورتمان -وهو عضو في لجنة أوسع لشؤون الميزانية بالكونغرس- على الاتفاق بالقول «يسعدني أننا سنتفادى زيادة الضرائب وسنبقى في حدود سقف الميزانية، وفضلا عن ذلك سنحقق بعض الخفض لعجز الميزانية». وأعرب عن سعادته بأنه سيتم تفادي إيقاف أنشطة الحكومة خلال العامين القادمين.
وكان الإخفاق في التوصل إلى اتفاق بشأن الميزانية في وقت سابق من العام الجاري قد أدى إلى إغلاق الكثير من مؤسسات الحكومة لمدة 16 يوما في تشرين الأول الماضي، وتوقّف الخدمات واتساع الغموض الاقتصادي.
تكريم خاص لـ«معلمه» مانديلا
في خطوة نادرة لوفاة لا ترتبط مباشرة بالولايات المتحدة، أمر اوباما بتنكيس الأعلام في كل المباني العامة في البلاد وخارجها لمدة أربعة أيام حداداً على الراحل نيلسون مانديلا، قبل أن يتوجه وزوجته الى جنوب افريقيا للمشاركة في حفل التأبين.
وهناك ثلاثة عظماء يجلهم أوباما، اول رئيس اسود للولايات المتحدة، وهم أبراهام لينكولن ومارتن لوثر كينغ ونلسون مانديلا الذي تحدث عنه مطولا في كتابه «أحلام والدي». وفي نعيه مانديلا بتأثر بالغ بعد دقائق قليلة من اعلان وفاته ربط أوباما ضمنا بينه وبين بطليه الآخرين. وقال «إنه لم يعد بيننا، اصبح في الابدية»، مستعيدا عبارة القيت لأول مرة بعد اغتيال الرئيس أبراهام لينكولن الملقب بـ«محرر» العبيد في 1865.
ودعا أيضاً الى التعبير عن «امتناننا لحياة نلسون مانديلا، الرجل الذي صنع التاريخ وحول مسار العالم الاخلاقي نحو العدالة» وهي عبارة كررها مارتن لوثر كينغ المناضل البارز من أجل المساواة العرقية في الولايات المتحدة.
يرد على انتقادات الجمهوريين لمصافحة كاسترو
أكد البيت الابيض الاربعاء الماضي ان الرئيس الاميركي باراك اوباما لم يتبادل سوى احاديث عادية مع نظيره الكوبي راوول كاسترو خلال المصافحة التاريخية بينهما الثلاثاء الماضي، في رد على الجمهوريين الذين انتقدوا هذه الخطوة.
وقام أوباما خلال توجهه الى المنصة في استاد سويتو في جنوب إفريقيا لإلقاء كلمة في حفل تأبين نيلسون مانديلا، بمصافحة القادة الذين صادفهم على طريقه ومن بينهم كاسترو. وسارع أحد مستشاري أوباما في اليوم نفسه الى التأكيد على ان هذه المصافحة لم تكن مقررة مسبقاً، لكن المراقبين اعتبروها مؤشراً على استعداد أوباما للتواصل مع أعداء الولايات المتحدة. وتفرض واشنطن حصاراً اقتصادياً على كوبا منذ نصف قرن، علماً أنها فشلت في إسقاط حكم الزعيم فيدل كاسترو عام 1959.
ورأت هافانا في هذه المصافحة، الاولى علنا على مستوى رئيسي البلدين منذ نصف قرن، «بداية نهاية اعتداءات الولايات المتحدة ضد كوبا»، وفق ما ورد على موقع رسمي كوبي.
وأشار مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش إرنست الى ان هذه المصافحة السريعة بين الرئيسين اتسمت بالطابع الرسمي فقط. وقال إرنست خلال مؤتمر صحافي «بحسب فهمي، استنادا الى الناس الذين تحدثوا الى الرئيس بعد خطابه، لم يجر (أوباما وكاسترو) محادثة مهمة ومعمقة بشأن المسائل السياسية، لكنهما تبادلا الدعابات خلال تقدم الرئيس باتجاه المنصة».
وأضاف «لذلك، لم تحصل مناسبة بالنسبة للرئيس للتحدث عن بواعث القلق الكثيرة (للولايات المتحدة) بشأن انتهاكات حقوق الانسان في كوبا»، مشيراً الى ان ملف الاميركي آلان غروس المعتقل منذ أربعة اعوام في كوبا لم يتم التطرق اليه في هذه المناسبة.
وكانت المصافحة بين اوباما وكاسترو اثارت استياء المحافظين الاميركيين الذين رأوا فيها نوعا من الدعاية السياسية من جانب الرئيس الكوبي.
وسأل العضو الجمهوري في مجلس الشيوخ جون ماكين «لماذا مصافحة رجل يسجن اميركيين؟»، مضيفا «ما الغاية من ذلك؟ نيفيل تشامبرلين صافح هتلر»، في اشارة الى رئيس الوزراء البريطاني في مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية.
وابدى السناتور من أصل كوبي ماركو روبيو، احد اكثر المتحمسين للحظر الاميركي على كوبا، أسفه لأن أوباما لم يغتنم فرصة هذه المصافحة لسؤال الرئيس الكوبي عن أوضاع حقوق الانسان في بلاده.
يستعين بأحد مستشاري كلينتون السياسيين
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان الرئيس الاميركي باراك أوباما عين مستشارا سياسيا له، جون بوديستا، الأمين العام السابق للبيت الأبيض في ظل رئاسة بيل كلينتون، والذي يعد من أبرز الخبراء السياسيين الديمقراطيين. واوضحت الصحيفة، الاثنين الماضي، نقلا عن مسؤولين طلبوا عدم كشف هوياتهم أن جون بوديستا (64 عاما) سيعود الى البيت الابيض، ضمن دائرة المعاونين المقربين من الرئيس، ليسعى الى اعادة دفع مشاريع اوباما السياسية الكبرى قدما. وسيكلفه أوباما خصوصاً بملف اصلاح النظام الصحي الذي يعتبر المشروع الاساسي في ولايته الاولى لكنه يلقى عثرات، وايضا بالبيئة وملفات رئاسية مختلفة اخرى مثل انتشار السلاح.
وكان جون بوديستا أمينا عاما للبيت الابيض عند اندلاع فضيحة مونيكا لوينسكي وما تبعها من محاولة لبدء إجراء بعزل الرئيس.
يضيء وأسرته شجرة عيد الميلاد
تحدى الرئيس باراك أوباما وأسرته المطر والبرد وغامروا بعبور الشارع من البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي ليترأسوا مراسم إضاءة شجرة عيد الميلاد الوطنية. وشارك أوباما وزوجته وابنتاه وحماته في التقليد السنوي الذي تميز بموسيقى ماريا كاري وأريثا فرانكلين وفريق «ترين». ومازح أوباما الحشد الواقف تحت المطر قائلا «أنتم محظوظون لأنني لم أغن». وأثنى الرئيس مرة أخرى على نلسون مانديلا الزعيم الإفريقي الذي توفي في اليوم السابق، قبل أن يتوجه صباح الثلاثاء الماضي الى جنوب إفريقيا للمشاركة في تأبين الراحل.
Leave a Reply