ديترويت – منذ أن وضعت ديترويت تحت سلطة قانون الطوارئ المالية ومروراً بتعيين قائد جديد لشرطتها، وتعزيز التعاون مع شرطة شريف مقاطعة وين وشرطة الولاية والوكالات الفدرالية، شهدت المدينة تحسناً أمنياً بطيئاً لكن ملحوظاً انعكس بتراجع عدد الجرائم العنفية في الأسابيع الأخيرة في طل تكثيف الدوريات وتحسين سرعة الإستجابة لإتصالات الطوارئ.
غير أن كيفية تسيير الأمور في دائرة شرطة ديترويت لا تزال تلقى معارضة واسعة من داخل هيئة مفوضي الشرطة التي بعثت برسالة إلى مدير الطوارئ المالية كفين أور تطالبه بإلغاء بعض السلطات الممنوحة لقائد الشرطة جيمس كريغ. ويأتي هذه الإحتجاج من البيت الداخلي، في ظل انتقادات حقوقية لسياسة «التوقيف والتفتيش» التي اتبعتها الدائرة منذ أشهر، وتمنح عناصر الدوريات سلطة توقيف المشاة والسائقين وتفتيشهم بشكل عشوائي ودون أي مبرر قانوني.
وبالعودة الى الإحتجاج الداخلي، فقد وجهت هيئة مفوضي الشرطة رسالة الى كل من حاكم الولاية ريك سنايدر ورئيس البلدية الحالي دايف بينغ ورئيس البلدية المنتخب مايك داغن، وأعضاء المجلس البلدي والى كريغ نفسه، جاء فيها ان السلطات التي منحها أور لكريغ، لحظة تعيينه في هذا المنصب في تموز (يوليو)، تتضمن انتهاكاً لدستور المدينة، والذي ينص على أن الاشراف على الدائرة منوط بهيئة مدنية هي هيئة المفوضين.
وقد وقع الرسالة كل من رئيسة الهيئة جسيكا تايلور، والأعضاء الأب جيروم وورفيلد، ودونيل وايت. وأكدت الرسالة أن الدستور ينص على أن مهمة الهيئة، الاشراف على ضبط سلوك العاملين في الشرطة وإقرار الترقيات وإقرار التغييرات في هيكلية الدائرة.
ويحتج موقعو الرسالة على أنه وفق قرارات أور بات كريغ وحده مخولاً باتخاذ القرارات و«إن كان حريصاً دوما على التشاور مع الهيئة». وأضافت الرسالة المكونة من ثلاث صفحات أن هناك تواصل دائم بين كريغ ورئيسة الهيئة يشأن الترقيات، «لكن إعادة هيكلة الدائرة تجري دون مشورة الهيئة، والأعضاء يخشون من أن يتم تسريع العملية على حساب الشفافية»، من جانبه، فند كريغ هذا الادعاء قائلاً إن «مستوى الشفافية حاضر الآن أكثر من أي وقت مضى,، وأنا أصارح المواطنين بكل شيء، وإذا ثبت أني لا أفعل هذا فإني لا أستحق الاحتفاظ بمنصبي».
مداهمات
وفي سياق الجهود الميدانية شنت شرطة ديترويت بالتعاون مع ضباط من مكتب الشريف في مقاطعة وين وعملاء مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) مداهمة واسعة هي الثالثة من نوعها منذ تشرين الثاني (نوفمبر) استهدفت اعدادا كبيرة من تجار المخدرات في غرب ديترويت. وقد نالت العملية والتي اطلق عليها اسم «عملية أغصان الكرز» تيمناً بأغصان النبات المستخدمة في شجرة عيد الميلاد المجيد، تغطية اعلامية واسعة.
وبدأت العملية الأخيرة بعد ظهر الثلاثاء وغطت مساحة 1,6 ميلا مربعاً بالقرب من شارعي كوينزي وتشيرمونت وشارك فيها العشرات من قوات الشرطة. وقال كريغ أن المنطقة المستهدفة هي ثاني اخطر منطقة في غرب المدينة حيث وصل عدد القتلى فيها هذا العام الى 27 شخصا جميعهم قتلوا على خلفية الاتجار بالمخدرات. وبحسب الشرطة تم استهداف 113 من تجار المخدرات، وذلك في اعقاب تلقي دائرة الشرطة لـ44 شكوى من المواطنين في الجوار.
وقالت كايرا تشامبيون، وهي أم لثلاثة أطفال تقيم قبالة منزل مهجور تم الاستيلاء عليه من عصابات المخدرات، إنها سعيدة بقيام الشرطة بمهاجمة المنطقة وتنظيفها خاصة وان هناك مدرسة للأطفال في الجوار.
وكانت الشرطة شنت غارة مماثلة منتصف الشهر الماضي شارك فيها 150 شرطياً تحت اسم «عملية اعادة النظام»، وأخرى في الثالث من الشهر الحالي بمشاركة 200 من الضباط استهدفتا مجمعين سكنيين. وفي كلتا العمليتين خرج الأهالي في المناطق المستهدفة يحيون الشرطة ويلوحون لهم من نوافذ وشرفات منازلهم.
وتعهد كريغ بشن مزيد من الغارات في الايام والاسابيع المقبلة وقال «هذه رسالة للمجرمين ممن يحاولون ممارسة الأعمال الإجرامية في مدينتنا، نقول لهم: لا نريدكم بيننا».
Leave a Reply