أعلنت عضو مجلس نواب ولاية ميشيغن، العربية الأميركية، رشيدة طليب عن ترشحها لمجلس الشيوخ في الولاية لمنافسة السناتور الحالي، فيرجيل سميث (ديمقراطي عن ديترويت)، في صيف ٢٠١٤، وقد أقامت لهذه الغاية الشهر الماضي حفل عشاء لإطلاق حملتها الإنتخابية في «مطعم حبيب» بمدينة ديربورن بحضور ٧٥ شخصاً من المؤيدين والنشطاء ومسؤولي الجالية.
طليب |
وإذا حالف طليب الحظ فإنها سوف تحل مكان سميث في مقعد الدائرة الإنتخابية الرابعة، وذلك لعدم وجود منافسة حقيقية من جانب الجمهوريين في هذه الدائرة التي تضم مناطق من ديربورن وديترويت.
وتدرك طليب التي فازت بثلاث دورات انتخابية لعضوية مجلس النواب عن جنوب غرب ديترويت، أنها أمام تحدٍ كبير خاصة وأنها العضو العربي الوحيد حالياً في مجلسَي الكونغرس في لانسنغ، وبحال عدم فوزها في السباق فهذا قد يشكل انتكاسة سياسية بعد أن لمع نجمها داخل الحزب الديمقراطي في السنوات الخمس الماضية، وذلك بطرحها ودعمها العديد من المقترحات الإنتخابية. وبحسب دستور الولاية لا يحق لطليب الترشح الى ولاية رابعة على التوالي في مجلس نواب الولاية، ما يعني أن خسارتها في الإنتخابات التمهيدية المنتظرة في آب (أغسطس) المقبل ستخرجها من المجلس التشريعي، ليخرج معها تمثيل العرب والمسلمين تحت قبة الكابيتول.
وما الذي حملها على إتخاذ هكذا قرار صعب؟ عزت طليب ذلك إلى الناخبين ونشطاء من الجالية الذين أقنعوها بضرورة الترشح لمجلس الشيوخ، وقالت «لقد قال لي أحد الناخبين في تعليق على الموضوع «هلا تجربين خوض غمار الترشح لا لأجلي؟ بل لأجلنا؟».
وعن سجلها في مجلس النواب تقول طليب إنها تملك «سجلاً ناصعاً»، وذلك «لسبب أساسي هو أني مقترعة دائمة وثابتة». وتضيف «الناس يعرفون تماماً مواقفي من القضايا الراهنة وأنا حتماً لا أخفيها ولا أذهب وأبيع نفسي من أجل صوت إنتخابي أو أي شيء من هذا القبيل. بعض الناس لا يحبون هذا الموضوع ولكن بسبب دعمكم، أشعر أني قادرة على «عدم بيع نفسي» من دون الخوف من الفشل في الإنتخابات المقبلة».
وأضافت أنه في الوقت الذي تعتبر وقتها في لانسنغ مهم، إلا أنها تشعر بالفخر أكثر وبشكل أكبر نتيجة إنجازاتها في مركز «خدمات الأحياء» التي أسسته، لأنه ساعد فعلاً في تحسين حياة الكثير من الأشخاص.
وحسب الإحصاءات، التي تتفاخر بها طليب، فإن المركز ساعد ٤٠٠ عائلة كانت مهددة بمصادرة منازلها بسبب عدم دفع الضرائب.
ووفق ما كشفت طليب، زاد عدد المتقدمين للحصول على «برنامج الوقاية من الطقس القارس» إلى ٢٥٠ عائلة وأوقف عمليات قطع الكهرباء والتدفئة عن البيوت لمئات العائلات، وإستحصل على خدمات بلدية أفضل لآلاف السكان وزوّد ١٥٠٠ عائلة بخدمات التقديم على الضرائب «مما أدى إلى إسترجاع أموال لها بقيمة مليون دولار أدت إلى إنعاش الإقتصاد المحلي» بحسب طليب.
وضمن خدماته التربوية، وفر المركز برنامج تعليم القراءة للأطفال حيث تم توزيع ٢٠ ألف كتاب مجاناً، الى جانب برنامج جامعي يربط المئات من الطلاب الشباب بممثلين عن مكاتب الدخول في الجامعات ويساعد متخرجي الثانويات في ملء طلبات القروض الطلابية.
وأردفت طليب في كلمتها أمام حفل إطلاق حملتها أن «من علامات القوة أني أتلقى مكالمات على هاتفي الجوال الشخصي حيث يشعر الناس بما يكفي من الراحة لكي يبلغون عن أمورهم وقضاياهم وأنا عاجزة عن شكركم جميعاً بمافيه الكفاية».
وقد تركت طليب إنطباعاً قوياً أدى إلى تغيير المفاهيم في لانسنغ حول العرب والمسلمين وذلك من خلال دورها كشخصية سياسية عامة تقوم بأدوار إيجابية فعالة، إلى درجة أن بعض الشبان في فلوريدا قرروا الترشح لمناصب عامة بسببها. وحول هذا الموضوع أشارت طليب إلى «أنّي استبشرت بالشبان المسلمين في فلوريدا الذين قرروا أن يخوضوا غمار التجربة الديمقراطية بسببي».
ويعرف عن طليب أنها في مقدمة الصفوف المحاربة لمسألة سرقة وتجريد الخردة من البيوت عن طريق السرقة وبيعها حيث أن اللصوص يستهدفون الأحياء المهدمة والبيوت المهجورة فيقومون بتجريد كل أنواع الحديد والفولاذ منها ومن الكنائس والمدارس والمحلات التجارية وحتى المقابر.
وتسعى طليب إلى جمع ١٠٠ ألف دولار بحدود نهاية العام من أجل دعم حملتها، وقد ساهمت حفلة التبرعات بجعلها تقترب من الهدف، أما السباق الإنتخابي فسيبدأ رسمياً في أوائل العام الجديد ٢٠١٤. وتنجز طليب حالياً ولايتها الثالثة في مجلس النواب حيث كسبت شعبية وثقة كبيرين.
ولعل هذه الشعبية والثقة الفائقة جعلاها تختم كلمتها بالقول «أنا المرأة التي لن تقبل بكلمة لا، عندما يتعلق الأمر بناخبيها ومعاً سوف نصنع التاريخ مجدداً بإيصالي إلى مجلس الشيوخ».
Leave a Reply