في أقصوصة شهيرة للأديب الفرنسي أناتول فرانس، كلف الملك الشاب علماء بلده أن يكتبوا له تاريخ البشرية، فاعتكف العلماء والمؤرخون لسنوات ثم رجعوا إليه ومعهم أحمال ضخمة من المجلدات.
استهول الملك الشاب قراءة كل هذه الكتب فطلب منهم إختصارها. فغابوا سنوات أخرى وعادوا إليه ببضعة مجلدات كبيرة، لكنه استعظم قراءتها أيضاً.
تقدم منه أحد العلماء قائلاً له: أيها الملك، أنا سألخص لك تاريخ البشرية في كلمات بسيطة وقليلة: يولد الناس، يتألمون ويموتون!! ثم حمل مجلداته الضخمة وانسحب مع زملائه من مجلس الملك.
بعد سنوات أخرى جاء الكاتب الأميركي الساخر مارك توين، فأجرى تعديله الخاص على هذه العبارة الموجزة وقال: يولد الناس، ثم يجبرون بعضهم البعض على الألم ثم يموتون!!
إن معظم آلام الإنسان هي من صنع البشر بالفعل والقول. فهم مولعون بإيلام غيرهم.
***
لا شك أن هناك ذكاء وغباء مستحكمين بين الناس، والله يعطي كل إنسان حقه ولا راد لمشيئته تعالى.
سأورد لكم أمثلة بسيطة وعادية تحدث بين بني آدم في كل يوم، وقد لا يفطن لها الكثيرون. مثل ذلك الأستاذ الذي أجرى إختباراً لتلاميذه في الصف الرابع الإبتدائي وطلب منهم أن يكتبوا موضوعاً، لا يتجاوز الخمسين كلمة، يصفون به ماذا يفعلون لحمل سائقي السيارات على مراعاة الآخرين واحترام إشارات المرور.
إكتفى أحدهم بثلاث كلمات فقط وهي: أقود سيارة البوليس.
ومن غباء الأستاذ أنه فرح بجواب التلميذ وأعطاه العلامة الأعلى.
هذا عن الغباء، أما عن الذكاء فهو ما أجاب به أحد الأطباء عندما سأله أحدهم في مكان عام يريد إهانته قائلاً: يقولون عنك إنك طبيب بيطري، فهل هذا صحيح؟ فأجابه الطبيب بسرعة: «هذا صحيح فهل أنت مريض».
إختبار آخر للذكاء: سؤال إفتراضي وجهه كاتب في شبكة الإنترنت، وأنا بدوري أنقله لكم. يقول السؤال:
كيف تُدخل الفيل إلى الثلاجة وكيف تخرجه منها؟ وعندما دعا الأسد كل حيوانات الغابة لإجتماع طارئ، حضر الجميع عدا حيوان واحد، وخالف الأوامر، فمن هو؟
هذا السؤال، كما يقول الكاتب، كان أحد الأسئلة التي وردت في إستمارة طلب الإلتحاق بإحدى الوظائف الهامة. والمتقدمون للوظيفة كانوا كلهم من حملة الشهادات العالية من جامعات عريقة وأصحاب دراسات عليا وأبحاث منشورة بأسمائهم.
ورغم سذاجة السؤال وبساطته، فقد عجز أغلب المتقدمين من تقديم إجابة صحيحة ودقيقة للسؤال.
أما الإجابة «البليدة» للفائز بالوظيفة فكانت: تفتح باب الثلاجة ليدخل الفيل إليها. ولأن الفيل كان في الثلاجة تغيب عن الإجتماع الذي دعا اليه ملك الغابة. ولإخراج الفيل من الثلاجة فقط إفتح الباب فيخرج!!
***
في أحد مستشفيات الأمراض العقلية، إحدى المريضات صبت جام غضبها على الطبيب النفساني في محاولة للدخول في عراك معه. وقالت له دون مقدمات: إن جميع أطباء الأمراض العقلية مجانين. فلم يسع الطبيب إلا أن قال لها: إنه فعلاً أمر مضحك، هل تصدقين أن هذا ماكنت أفكر به وأنا في طريقي إلى المستشفى!!
***
ذهبت إحدى العوانس إلى محل لبيع الأثاث وسألت البائع عما إذا كانت تستطيع مبادلة سريرها العريض القديم الطراز، بسريرين صغيرين متشابهين، فقال لها موظف المحل: وما الغرض من ذلك؟ فأجابته بسرعة: إنني أعيش بمفردي، وقبل أن آوي إلى فراشي كل ليلة، أنظر تحت السرير لأرى ما إذا كان تحته رجل، وستتضاعف فرحتي إذا كان لدي سريران!!
Leave a Reply