روزمونت – على مدى ثلاثة أيام وتحت شعار «بناء النهضة لبنة لبنة» انعقد في مدينة روزمونت بولاية إلينوي المؤتمر السنوي المشترك الـ12 للجمعية الإسلامية الأميركية (ماس) والجمعية الإسلامية لأميركا الشمالية (إسنا)، وهو أحد أكبر تجمعات مسلمي أميركا.
وبينما ركز المؤتمر الذي انطلق في ٢١ كانون الأول (ديسمبر) على التحديات التي تواجهها الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، شدد بعض المشاركين على أن تغيير حال المسلمين الأميركيين يكمن في «الخروج من عقلية الضحية ولوم الآخر» وتحمل المسؤولية لتغيير الصورة النمطية السلبية عبر «ممارسة الحق الكامل في المواطنة»، بحسب ما نقل موقع «الجزيرة نت».
وتحدث في الموتمر الذي أقيم في مركز «دونالد ستيفنز»، عشرات الضيوف. وقد أجمع معظم المشاركين على أن تحقيق «النهضة» يتطلب قيام مسلمي أميركا بنقد ذاتي عميق لتشخيص أسباب انحسار نفوذهم السياسي رغم كونهم يشكلون قوة اقتصادية وانتخابية ملحوظة ويعزو بعضهم ذلك إلى التقصير في مجالي الإعلام والسياسة.
وبشأن الإعلام يقول أستاذ الأديان المقارنة أمجد قرشية إنه لا توجد (للمسلمين) قناة إعلامية محترمة لها وزن في الولايات المتحدة رغم أن عدد المسلمين هنا يتجاوز عشرة ملايين، معتبرا أن «هذا بلغة قوة التأثير الدولي والحضاري جريمة أخلاقية حضارية».
ولوحظ في المؤتمر غياب شخصيات سياسية أميركية من غير المسلمين، باستثناء حاكم ولاية إلينوي بات كوين، الذي اقتصرت مشاركته على افتتاح المؤتمر والترحيب بالمشاركين.
من جانبه، قال أستاذ التاريخ الإسلامي محمد موسى الشريف «للجزيرة» إنه لا بد للمسلمين أن يخاطبوا الآخرين، مشيرا إلى أن هذه المؤتمرات فرصة كبيرة جدا ليأتي الساسة والمفكرون والعلماء في الغرب ليشاهدوا ويحتكوا، مضيفا «آفتنا هنا أن الآخر يخاف منا وسبب خوفه منا أنه لا يعرفنا».
وبدوره قال المفكر الإسلامي طارق رمضان في كلمته أمام المؤتمر «يجب أن تتوقفوا عن التحدث فقط عندما يتعلق الأمر بالإسلام، يجب أن تشاركوا في جميع المجالات، عندما يتعلق الأمر بالتعليم والتضامن والعدالة الاجتماعية والحريات المدنية، يجب الحديث عندما يتعلق الأمر بأي شيء له علاقة بوجودنا كمسلمين ومواطنين، يتعين علينا المشاركة والانخراط».
يذكر أن مدينة رزمونت تقع الى الشمال الغربي من مدينة شيكاغو التي تضم مع ضواحيها كثافة سكانية للمسلمين الأميركيين من العرب والآسيويين والأفارقة.
Leave a Reply