تسبب قرار «جمعية الدراسات الأميركية» التي تضم نحو خمسة آلاف عضو من أساتذة الجامعات والعلماء الأميركيين بمقاطعة الجامعات والكليات الإسرائيلية في خطوة شكلت نكسة لإسرائيل في الأوساط الأميركية، وتسببت في استنفار «جماعة إسرائيل» داخل وخارج الكونغرس الأميركي للرد على هذا القرار. وشكلت الرسالة التي بعث بها العضو الديمقراطي البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، إليوت إنغل، المحسوب على اللوبي الصهيوني-الإسرائيلي واحدة من سلسلة ردود وصلت الى الجمعية في سياق الجهود التي تبذل لدفعها إلى التراجع عن قرارها الذي صدر بغالبية أعضائها قبل أسبوع. وقد جادل إنغل في رسالته إلى قادة الجمعية بأن مقاطعة إسرائيل بسبب معاملة حكومتها للفلسطينيين هو بمثابة «الكيل بمكيالين».
وكان إنغل بذلك قد انضم إلى عدد من المؤسسات الأكاديمية والإعلامية التي يحظى الصهاينة وجماعة إسرائيل بنفوذ فيها مثل جامعة «هارفرد» و«يل» وصحيفة «واشنطن بوست» التي كتبت في افتتاحية لها ضد قرار الجمعية.
وقال إنغل في رسالته «لقد فوجئت عندما علمت أن إسرائيل هي أول دولة تخضع رسميا لمقاطعة من قبل «جمعية الدراسات الأميركية»، التي من الغريب أنها اختارت البقاء صامتة على قمع الصين لأصوات أكاديمية مستقلة تنتقد الحزب الشيوعي، أو انتقام الحكومة الفنزويلية ضد الجامعات ذات التوجه المعارض، أو حرمان الأكاديميين الأجانب من الدخول إلى زيمبابوي بسبب انتقادهم لحكومة روبرت موغابي الديكتاتورية والحصول على الزمالة الأكاديمية في جامعة زيمبابوي».
وكان نحو 3800 من اعضاء الجمعية قد صوتوا على قرار مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية في سياق جهد عالمي أكبر يهدف إلى مقاطعة المؤسسات الإسرائيلية بسبب معاملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت الجمعية في بيانها إن «القرار يأتي تضامنا مع العلماء والطلاب المحرومين من حريتهم الأكاديمية وانها تطمح لتعظيم تلك الحرية للجميع ومنهم الفلسطينيون». مستشهداً «بالانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة والتأثير الموثق للاحتلال الإسرائيلي على العلماء والطلاب الفلسطينيين وإلى اي مدى أصبحت مؤسسات إسرائيلية للتعليم العالي طرفا في سياسات الدولة التي تنتهك حقوق الانسان»، وقال بيان الجمعية «إن جمعية الدراسات الأميركية تدين دور الولايات المتحدة الجوهري في دعم وتشجيع إنتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين واحتلالها للأراضي الفلسطينية من خلال استخدام حق النقض في مجلس الأمن».
وقد انتقدت الحكومة الإسرائيلية قرار الجمعية كما أن السفير الأميركي لدى إسرائيل انتقد القرار.
وفيما برزت جامعات «هارفرد» و«يل» و«برنستون» بأنها تعمل على تقييم موقفها ضد قرار المقاطعة فإن جامعتي «برانديس» و«بنسلفانيا» قد أعلنتا انسحابهما من الجمعية بسبب القرار.
وقال رئيس جامعة «هارفرد»، درو فوست، في بيان بهذا الشأن الأسبوع الماضي إن «المقاطعة الأكاديمية تخرب الحريات الأكاديمية والقيم الضرورية للتدفق الحر للأفكار، التي هي بمثابة شريان الحياة بالنسبة لمجتمع الدارسين في جميع أنحاء العالم». معتبرا أن قرار الجمعية بمقاطعة الجامعات الإسرائيلية يمثل «تهديدا مباشرا لهذه المثل التي ينبغي لجميع الجامعات والجمعيات الدراسية أن تدافع عنها». وأشار إنغل في رسالته إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قال إن حكومته لا تؤيد مقاطعة الجامعات الإسرائيلية التي تستهدفها «جمعية الدراسات الأميركية».
Leave a Reply