العاصفة القطبية التي هبت على مدينة ديربورن مثل معظم أجزاء الولايات المتحدة، لم تمنع المئات من السكان لكي يحتشدوا مساء يوم الخميس الثاني من كانون الثاني (يناير) في قاعة مركز «فورد للفنون» من أجل حضور حفل التنصيب وأداء القسم التاريخي لأعضاء المجلس البلدي ورئيس البلدية وأمينة السر (سيتي كليرك).
سوزان دباجة تلقي كلمة بمناسبة توليها رئاسة بلدية ديربورن. (عدسة: بيل شابمان) |
وجاء الحفل الذي أقيم على خشبة «مسرح غايدو» بعد شهرين من إنتخابات تاريخية حصدت فيها المحامية العربية الأميركية سوزان دباجة أعلى نسبة من الأصوات مما رفعها إلى مصاف رئاسة المجلس البلدي لأول مرة في تاريخ ديربورن. كما حاز الوجه الجديد في المجلس البلدي مايك سرعيني على المرتبة الثالثة.
عريفة الحفل ديبي دينغل إستلمت دفة البرنامج وكان زوجها عضو الكونغرس جون دينغل بين الحضور في حين أشرف على أداء القسم قاضي قضاة محكمة ميشيغن العليا براين زهرا.
وجدد الأعضاء القدامى مارك شوشانيان وروبرت إبراهام وديفيد بزي وبراين أودونل وتوماس تافيلسكي قسمهم ليحتفظوا بمقاعدهم لأربع سنوات إضافية، بينما أدت دباجة وسرعيني اليمين الدستوري لأول مرة.
شوشانيان الذي هو أقدم عضو في المجلس بدأ بولايته السادسة بينما دخل تافيلسكي وابراهام ولايتهما الرابعة، أما أودونال وبزي فدشنا ولايتهما الثانية في المجلس. وأتيح لكل عضو أن يتحدث لبضع دقائق فاستهلت دباجة التي أصبحت رئيس المجلس البلدي بعد تفوقها الإنتخابي على الرئيس السابق للمجلس تافيلسكي الذي حل ثانياً في السباق ليتبوأ منصب نائب الرئيس. وتحدثت دباجة عن نشأتها في منطقة ديكس بالمدينة وسلطت الضوء على أهمية واجباتها كأول امرأة تتولى رئاسة المجلس.
وقالت المحامية العربية الأميركية «إن التحديات التي نواجهها في المدينة هي واقعية وتأثيرها نشعر به في كل بيت، وفي حين أن إجتراح الحلول لن يكون سهلاً ولن تحدث في ليلة واحدة لكني أؤكد لكم بأني سأعمل بكل جد وبقوة وحماسة من أجل وضع طريق محكم أمام الحكومة البلدية». وأضافت أنها أمّنت خطوط تواصل جيدة مع باقي أعضاء المجلس ورئيس البلدية من أجل إتمام واجباتها، و«بينما هناك إحتمال وجود تباين في وجهات النظر داخل البلدية»، إلا أنها سوف لن تألو جهداً في العمل كفريق واحد لإتخاذ القرارات الصائبة.
بعد كلمة دباجة، أدى القسم رئيس البلدية أورايلي الذي يحتفظ بمنصبه منذ العام ٢٠٠٧، حين حل مكان رئيس البلدية الراحل مايك غايدو. وشكر أورايلي سكان المدينة لدعم ترشيحه لوقت طويل منذ ١٩٩٠، عندما إنتخب لعضوية المجلس البلدي، لأول مرة. كذلك شكر أورايلي موظفي البلدية ورؤساء الدوائر فيها الذين يعملون إلى جانبه يومياً من أجل إبقاء المدينة متطورة ومتقدمة إلى الأمام.
وشرح أورايلي أولوياته الجديدة من أجل تقديم خدمات نوعية في ديربون خصوصاً من قبل دائرتي الشرطة والاطفاء بالرغم من الإنتكاسات الإقتصادية والصراعات المالية التي عصفت بهما، وقال «في الوقت الذي قامت البلديات المجاورة لنا باقتطاع خدمات حساسة جداً، نجحت بلدية ديربورن في الإبقاء على خدماتها». وأضاف أن «التحدي الذي نجابهه منذ سنوات هو الإبقاء على مستوى عال من الخدمة النوعية.. فنحن نريد أن نبقى مجتمعا مكتمل الخدمات.. وسوف نستمر في النمو والتأقلم مع المستقبل القادم».
وتم توجيه تقدير خاص خلال حفل التسليم والتسلم إلى عضوي المجلس السابقتين نانسي هابرد وسوزان سرعيني اللتين خدمتا في المجلس منذ العام ١٩٨٩ (ست ولايات لكل منهما). ولم تتمكن هابرد من الحضور بداعي المرض، لكن منحت الحفل هدية عبارة عن شريط فيديو يستعرض أهم محطات عملها في المجلس البلدي. ونانسي هي الإبنة الوحيدة لرئيس البلدية السابق أورفيل هابرد الذي بقي على رأس البلدية من العام ١٩٤٢ حتى العام ١٩٧٨.
كذلك كرمت سوزان سرعيني وأعطيت هدية مماثلة وعربون تقدير من رئيس البلدية. وكان مشهد تسليم مقعدها إلى إبنها مايك عاطفياً إلى درجة إستدرار الدموع بعد أن قال إنه «يصعب ملء مكان والدته التي وضعت معايير للخدمة العامة يصعب تقليدها، ولكني سأسعى جهدي لتخطي توقعاتها».
وإذا كانت سوزان دباجة أول إمرأة وأول عربي أميركي يتولى رئاسة المجلس البلدي في ديربورن، فإن سرعيني التي قررت عدم الترشح للاحتفاظ بمنصبها، كانت أول مرشح عربي أميركي مسلم يفوز بانتخابات عامة في ولاية ميشيغن سنة 1989.
Leave a Reply