جلس مايك داغن في اليوم الأول من ٢٠١٤ على كرسي رئيس البلدية الجلدي الوثير، وكان مبتسماً وهو يُنصَّب الرئيس الـ75 لبلدية ديترويت في حفل مصغر أقيم بهذه المناسبة في الطابق 11 من المبنى البلدي الكائن على شارع كولمان. وكان داغن محاطا بزوجته لوري ماهر ووالده القاضي الفدرالي باتريك داغن أثناء أدائه القسم بالمحافظة على مصالح المواطنين في المدينة واحترام الدستور.
لكن أول موقف رسمي لداغن جاء في خطاب التسليم والتسلم الذي أقيم في «مركز كولمان يونغ» البلدي، حيث طلب مهلة ستة أشهر لتحسين ديترويت داعياً السكان الى عدم النزوح من المدينة.
وفي التنصيب الرسمي المصغر لم تدم مراسم أداء القسم أكثر من 10 ثوان لتعلن «سيتي كليرك» المدينة، جانيس واينفري، تنصيب داغن رئيساً رسمياً للبلدية، في الثاني من كانون الثاني (يناير)، وهو أول رجل أبيض يشغل هذا المنصب منذ 40 عاماً لمدينة يشكل السود ما نسبته 83 بالمئة من سكانها.
وقدم داغن عقب انتهاء مراسم التنصيب شكره للجهود التي بذلها سلفه دايف بينغ الذي كان حاضراً بالمناسبة، وقال إنه يرتبط بعلاقات ودية مع أعضاء المجلس البلدي التسعة، ثم نظر الى بينغ وتبادل معه الابتسامات. ونوه داغن الى أن هناك جزءاً من المسؤوليات يتحملها مدير الطوارئ المالية كفين أور بضمنها الأمن، وأشار الى أن منصب أور مؤقت، قائلاً «إن هدفي إعادة قيادة المدينة الى المسؤولين المنتخبين بحلول تشرين الأول (أكتوبر) القادم».
وبخصوص الـ100 يوم الأولى تعهد داغن بتحسين الانارة في شوارع ديترويت والسعي لازالة المباني المهجورة. وسيتولى داغن مسؤولية تسيير الأعمال اليومية في البلدية فيما يتولى أور المسؤوليات المالية والأمور المتعلقة بالإفلاس وإعادة الهيكلة ودائرة الشرطة، كما أنه يحتفظ بسلطة الاعتراض على القرارات التي يتخذها داغن. يشار الى أن أور لم يحضر الحفل لكن داغن تمنى له عاماً جديداً مفعماً بالخير والنجاح. وقال داغن إنه ينوي الإقامة في قصر «مانوغيان» البلدي «إذا ما أعطاه بينغ مفتاح القصر»، رد عليه بينغ «لا يوجد له مفاتيح» لتنفجر القاعة بالضحك.
مهلة ستة أشهر
وفي أول خطاب عام له، أطلق داغن جملة من الوعود طالباً من سكان المدينة الواقعة على شفير الإنهيار الإقتصادي أن يعطوه مهلة ستة أشهر لحل المشاكل العالقة. وأعرب داغن عن تفاؤله بأن الكثير من الأمور تتقدم إلى الأمام لاسيما في وسط المدينة بمنطقتي الـ«داوتاون» والـ«ميدتاون» (محيط جامعة «وين ستايت»)، إلا أنه لفت الى أن أحياء المدينة تتهاوى وأصدر «رجاءً خاصاً» إلى السكان الذين يعتزمون النزوح من ديترويت أن يبقوا فيها.
وأضاف «البعض ينتقلون للعيش في ديترويت لكن المشكلة أن عدداً أكبر من السكان يغادرونها، ولهؤلاء أقول أعطونا مهلة ستة أشهر لكي نبرهن لكم أننا يمكن أن نقلب الأمور نحو الأفضل». وتابع «إضغطو على زر التوقف ولا تتركوا بيوتكم الآن. أعطونا ستة أشهر لكي نثبت لكم ماذا بوسعنا أن نقوم به.
وظل داغن خلال حملته الإنتخابية وفي الأشهر التي تلت انتخابه، يؤكد على تفاؤله بمستقبل المدينة، وقد أكد في خطابه الأول كرئيس للبلدية على التطور الذي حصل في المدينة مشيراً الى تقدم نسبي في خدمة تنظيف شوارع المدينة من الثلوج وجمع القمامة، لكنه أبدى استياءه من مستوى خدمات النقل العام. ولفت داغن الى أنه عندما كان يقود سيارته يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين على شارع وودورد بوسط المدينة، صادف وجود ركاب ينتظرون الباصات، وقال إنه علم أن ثمانية باصات «سمارت» وباصين تابعين للمدينة قد تأخروا ساعتين عن الموعد. فقام برفع طلب الى مدير الطوارئ لتعيين مدير جديد للمواصلات.
وقال داغن إن مدير المواصلات الجديد الذي لم يفصح عن اسمه يعيش خارج الولاية، وأضاف «لقد شعرت بالإحراج والغيظ لرؤية ناس واقفين ينتظرون وسائط النقل ليذهبوا إلى أعمالهم وكانت درجة الحرارة تحت الصفر ولكن رغم ذلك طال إنتظارهم ساعات».
وقد ألقى داغن كلمته في ملعب داخلي رياضي في «مركز كولمان يونغ» البلدي وسط حشد كبير من المسؤولين وكانت كلمته جزء من مراسيم حفل التسلم والتسليم. وتابع داغن الكلام حول خدمات النقل في ديترويت فقال «إني أحب أن أقرب لكم نقطة أن أمامنا الكثير لنحققه ولن نتساهل مع هكذا مستوى متدن من الخدمات في ديترويت ونريد تعيين مدير للمواصلات والنقل يملك خبرة واسعة في إدارة نظام النقل المشترك وسوف نصل إلى مرحلة في هذه المدينة حيث تصل الباصات إلى محطاتها على الموعد».
وتعهد داغن، الذي سيكون راتبه السنوي 158 ألف دولار، بإعادة النظر في عمليات بلدية أخرى مثل دائرة الإطفاء ووافق على عدم الوقوف في وجه خطة أور لتعديل الإقتطاع في ديون البلدية في محكمة الإفلاس. إلا أن أور يحتفظ بحق النقض «الفيتو» على بعض قرارات رئيس البلدية حسب مذكرة وقعها أور وداغن معاً. ويسري حق «الفيتو» على إعادة هيكلة الدوائر البلدية والإستعانة بمصادر خارجية في العقود الخدماتية والإستثمار في البنية التحتية، إضافة إلى توظيف أو إعفاء موظفين من الخدمة ممن يكسبون أكثر من ٥٠ ألف دولار في السنة.
وبعد أن أشرف القس كينان نوكس على أداء اليمين أمام سكان المدينة، دعا داغن الناس إلى التقدم إلى الأمام مع القيادة الجديدة المنتخبة التي لن تحرج ديترويت بعد الآن، وقال «لقد إنتهت تلك الأيام التي كانت تعامل فيها ديترويت كمدينة مستهزأ بها على الصعيد الوطني بسبب خلافاتها فاليوم عندنا قادة منتخبون سيسعون إلى التطور والتقدم».
وكان داغن أعلن مؤخراً تعيين جوناثان جاكسون قائداً مؤقتاً لدائرة الإطفاء لحين تعيين قائد دائم للدائرة، وتعيين صديقه القديم مالفين هولويل مستشاراً قانونياً للبلدية، وتعيين المستشارة القانونية الحالية بورتشيا روبرسون مديرة لدائرة الحقوق المدنية التي ينوي داغن انشائها لتعزيز النزاهة والمبادئ الأخلاقية.
Leave a Reply