ملفات ساخنة وانتخابات حاسمة بانتظار أوباما
أوباما يصافح أحد المواطنين أثناء تناوله المثلجات برفقة ابنتيه خلال عطلته في هاواي. (رويترز) |
واشنطن – اختتم الرئيس الاميركي باراك أوباما ليل السبت الماضي عطلته في هاواي واستقل الطائرة الرئاسية للعودة الى واشنطن في عزّ
موجة الصقيع التي تضرب شرق البلاد. ويبدأ أوباما العام 2014 وأمامه ملفات داخلية ساخنة تشمل معالجة إخفاقات نظام الرعاية الصحية (أوباماكير) وبرنامج مساعدات العاطلين عن العمل وإصلاح قانون الهجرة ومراقبة وكالة الأمن القومي لاتصالات الأميركيين الهاتفية والإلكترونية.
ومن المتوقع أن يلقي الرئيس في نهاية الشهر الحالي خطابه حول «حال الإتحاد» الذي سيكون بمثابة إطلاق لحملته في الإنتخابات النصفية، حيث من المقرر أن تجري في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية لانتخاب مجلس نواب جديد يحل مكان الحالي الذي يهيمن عليه الجمهوريون. كما سيتم انتخاب ثلث مجلس الشيوخ حيث الغالبية الحالية بأيدي حزبه الديمقراطي.
وأعرب أوباما في الأشهر الأخيرة عن أمله بأن يعيد له الناخبون الغالبية في الكونغرس بعد تعايش بالغ الصعوبة مع المحافظين منذ العام 2011، غير أن المراقبين يشكون في ذلك على ضوء خارطة الدوائر الإنتخابية غير المؤاتية والصعوبات التي يواجهها أوباما في استطلاعات الرأي.
ويعود تدني الثقة بأوباما الذي تراجعت شعبيته إلى ما دون 40 بالمئة بشكل أساسي إلى الإخفاقات في إطلاق مرحلة حاسمة من نظام «أوباماكير» في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) حيث ظهرت ثغرات كبرى في الموقع الإلكتروني المخصص للتسجيل في النظام الصحي الجديد، الى جانب وعود أطلقها أوباما ولم تتحقق مما شكل نكسات إضافية للسلطة التنفيذية.
وأعلنت الإدارة في 31 كانون الأول بارتياح كبير أن ما يزيد عن مليوني شخص تسجلوا لتغطية صحية في إطار القانون الجديد غير أن حجم الانتساب ما زال بعيدا عن مستوى التوقعات لنهاية شهر آذار (مارس) وقدره سبعة ملايين.
وسيطلب أوباما من الكونغرس في الوقت الراهن تمديد برنامج المساعدات للعاطلين عن العمل منذ فترة طويلة والذي انتهى بالنسبة لـ1,3 مليون أميركي في 28 كانون الأول لعدم إعطاء إعضاء الكونغرس الضوء الأخضر لاستمراره، فيما يرى جمهوريون أن هذا البرنامج لم يعد ضروريا مع انتعاش قطاع التوظيف حيث تدنت نسبة العاطلين عن العمل إلى 7 بالمئة في تشرين الثاني بالمقارنة مع 10 بالمئة في إوج الأزمة التي اندلعت عام 2008.
ومن الملفات الصعبة الأخرى التي تنتظر ضوءاً أخضر من الكونغرس إصلاح قانون الهجرة. ويطمح أوباما لإيجاد تسوية لوضع حوالى 11 مليون شخص يقيمون بصفة غير شرعية على أراضي الولايات المتحدة.
وسيباشر الرئيس الأميركي خلال الشهر معالجة موضوع إصلاح عمل وكالة الأمن القومي وقد تسلم في منتصف كانون الأول تقريرا ضخما أعده خبراء ويدعو إلى مراجعة معمقة لممارسات الوكالة على صعيد التجسس والمراقبة على ضوء التسريبات التي كشفها المتعاقد السابق في الاستخبارات إدوارد سنودن.
وتعاقبت هذا الأسبوع الدعوات إلى التساهل حيال سنودن وصولا إلى العفو عنه غير أن البيت الأبيض ظل متمسكا بموقفه المطالب بمغادرة المستشار السابق روسيا التي لجأ اليها وعودته إلى الولايات المتحدة لمحاكمته بتهمة التجسس.
وأعلنت الرئاسة الاميركية أن أوباما سيكثف خلال الأيام المقبلة لقاءاته مع نواب ومسؤولين في الاستخبارات قبل إعلان الاجراءات التي ينوي اتخاذها حيال عمليات مراقبة الاتصالات الهاتفية التي تقوم بها الوكالات الأميركية.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس التقى «مسؤولي وكالات الاستخبارات» وسيجري مشاورات أيضاً مع اعضاء وكالة شكلها الكونغرس مكلفة مراقبة احترام الحريات والحياة الخاصة.
وقالت كايتلين هايدن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن أوباما سيدعو الى البيت الأبيض أعضاء اللجان في الكونغرس المكلفة بالإشراف على الاستخبارات. وسيجري أيضا مشاورات مع نواب من الحزبين حول التوازن بين احترام الحياة الخاصة ومكافحة الإرهاب.
وبعدها، سيعرض الرئيس نتائج ما توصل اليه في خطاب سيلقيه خلال الاسابيع المقبلة يسبق خطابه حول «حال الاتحاد» في 28 كانون الثاني.
يعود من عطلة هاواي.. بدون ميشيل!
عاد الرئيس الأميركي باراك أوباما من عطلته، بعد 16 يوماً قضاها في هاواي في المحيط الهادئ، استراح خلالها من المتاعب التي واجهها عام 2013 سواء على الساحة السياسية الداخلية أو الخارجية.
وقضى أوباما عطلته في ممارسة رياضة الغولف والتنزه مع عائلته في غابات جزيرة أواهو وحرص على البقاء بعيدا عن الميكروفونات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، وقال قبل أن يغادر في 20 كانون الأول (ديسمبر) إلى مسقط رأسه «إنني واثق بأن أفكاراً أفضل ستراودني بعد يومين من النوم والشمس». وكان أوباما وصل مع زوجته وابنتيه في 21 كانون الأول (ديسمبر) الى هاواي مسقط رأسه.
وعاد أوباما من قاعدة «بيرل هاربر هيكم» برفقة ابنتيه اللتين «يجب أن تعودا الى المدرسة» فيما بقيت السيدة الأولى وحيدة في هاواي، بعد تقارير عن تعكر العلاقة الزوجية بين الزوجين. وقال البيت الأبيض في بيان «كجزء من هدية عيد ميلادها ستبقى السيدة الاولى في هاواي لقضاء بعض الوقت مع الأصدقاء قبل عيد ميلادها الخمسين». وتحتفل ميشيل أوباما بعيد ميلادها في 30 كانون الثاني (يناير).
أقل الرؤساء رحمة
أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال الشهر الأخير من عام 2013 ثمانية قرارات بتخفيف العقوبات الصادرة بحق مساجين، كما أصدر 13 عفواً رئاسياً، ليرفع بذلك حصيلة قرارات العفو التي أصدرها منذ توليه السلطة إلى 52، ليبقى مع ذلك ضمن قائمة أسوأ الرؤساء في تاريخ أميركا على هذا الصعيد، مع العلم أن الرئيس السابق جورج بوش أصدر مئتي عفو رئاسي خلال سنوات حكمه.
فمجموع ما أصدره أوباما الرئيس الـ٤٤ للبلاد حتى اليوم يجعله في المرتبة 40 على صعيد قرارات العفو، متقدما على جون أدامس، الذي تولى السلطة لولاية واحدة فقط، ووليم هاريسون، الذي مات بعد 30 يوماً على تولي الرئاسة، وجيمس غارفيلد الذي اغتيل بعد أربعة أشهر على تسلمه السلطة، والرئيس جورج واشنطن.
وقد لفتت صحيفة «نيويورك تايمز» في مقال لها إلى أن الرئيس أوباما لا يمتلك أعذاراً مقنعة تبرر سبب تردده في استخدام صلاحياته لإصدار قرارات العفو، داعية إياه إلى القيام بالمزيد من الجهد على هذا الصعيد، كما انتقدت عدة جهات حقوقية ومدنية هذا الأمر، داعية أوباما إلى ممارسة سلطاته على هذا الصعيد بشكل متكرر.
Leave a Reply