بغداد – دخلت العمليات العسكرية الواسعة التي تشنها القوات العراقية على المسلحين في محافظة الأنبار، أسبوعها الثاني، في ظل تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي باقتلاع تنظيم «القاعدة» من البلاد، مؤكداً أن القوةَ لن تُستخدمَ ضدَّ مدينة الفلوجة، التي أعلنها المسلحون «إمارة إسلامية» ما دامتِ العشائرُ تتعهدُ بطردِ المسلحين.
ووجه المالكي، في كلمة بثها التلفزيون العراقي الأربعاء الماضي، الشكر للمجتمع الدولي للدعم الذي قدمه في المعركة ضد «القاعدة» وحث اعضاء التنظيم ومؤيديه على الاستسلام واعداً بإصدار عفو.
وقال «إن الانتخابات البرلمانية المقبلة لن تؤجل يوماً واحداً». وأشار المالكي في كلمته الأسبوعية الى أن «القاعدة» تريد أن «توقف العملية السياسية في العراق لأنها لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالحريات ولا بالانتخابات ولا بشيء اسمه تداول السلطة»، مضيفاً أن أحد أهداف هذا التنظيم يتمثل في تعطيل الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وكانت الولايات المتحدة قد قالت الاسبوع الماضي انها ستسرع تسليم شحنات معدات عسكرية تشمل طائرات بدون طيار وصواريخ لدعم العراق، وذلك بعد أن كانت بغداد قد لجأت الى روسيا للحصول على السلاح المطلوب لمواجهة مسلحي «القاعدة» في غرب البلاد.
وقال المالكي «لا نريد للفلوجة ان تعاني أبدا ولن نستخدم القوة مادامت العشائر تعلن استعدادها لمواجهة القاعدة وطردها». وكان مقاتلون من تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) المرتبط بـ«القاعدة» قد اجتاحوا مراكز شرطة في الفلوجة ومدينة أخرى في محافظة الأنبار التي تقع في غرب البلاد الاسبوع قبل الماضي.
بدوره، أعلن رئيس «مؤتمر صحوة العراق» الشيخ أحمد أبو ريشة مقتل 62 من عناصر «القاعدة» بينهم أمير التنظيم في الأنبار التي تشهد أشد المعارك وسط توقعات بانتقال المسلحين شمالاً الى محافظات كنينوى وبابل.
ونشر الجيش العراقي مزيداً من الدبابات وقطع المدفعية حول الفلوجة يوم الثلاثاء الماضي فيما حاول زعماء محليون اقناع المسلحين بمغادرة المنطقة لتجنب هجوم متوقع قد يدمر البنى التحتية في المدينة كما حصل إبان الهجمات في عام 2004.
وجاء تحرك الجيش العراقي بعد عام دموي، حيث عاش العراق في العام 2013 سنته الاعنف منذ نهاية النزاع الطائفي في 2008، بعدما تصاعدت اعمال العنف بشكل كبير، وخصوصا تلك التي تحمل طابعاً مذهبياً.
ومن استهداف دور العبادة الى المقاهي وملاعب كرة القدم والمدارس وحتى مواكب التشييع والمقابر، عاش العراقيون على وقع هجمات دامية شنتها جماعات مسلحة على رأسها تنظيم «القاعدة» في مواجهة قوات أمنية عجزت عن الحد من التفجيرات اليومية.
وقتل، بحسب أرقام وزارات الصحة والدفاع والداخلية حصلت عليها «وكالة فرانس برس»، 7154 شخصاً في العراق في اعمال العنف المتفرقة على مدار العام 2013، وهو اعلى معدل سنوي رسمي منذ العام 2008 حين قتل وفقا للمصادر نفسها 8995 شخصاً. ويشكل عدد القتلى خلال العام 2013 ضعف عدد ضحايا السنوات الثلاث التي سبقت.
Leave a Reply