القدس المحتلة – يعود وزير الخارجية الأميركيّ، جون كيري، الإثنين المقبل الى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أن أنهى الأسبوع الماضي جولة لقاءات في المنطقة استمرت لأربعة أيام، بغية دفع عملية السلام، دون أن ينجح في اقناع اسرائيل والفلسطينيين بـ«خطته». وخلال زياراته التي شملت الأردن السعودية، حيث سعى الى تسويق فكرة «يهودية الدولة»، طرح الوزير الأميركي مشروع «اتفاق إطار» يحدد الخطوط العريضة لتسوية نهائية لقضايا الحدود والأمن والقدس ومصير اللاجئين الفلسطينيين.
كيري يستقل طائرته في مطار بن غوريون بتل أبيب. |
وبحسب صحيفة «معاريف» الاسرائيلية فإن كيري مَارَس على ما يبدو ضغوطا على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو كي يوافق على صيغة تسمح بها إسرائيل بعودة عدد محدود من اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من أراضيهم في 1948، وهو ما يرفضه بالمطلق القادة الاسرائيليون الذين يعارضون «حق العودة».
ولكن غياب كيري عن المنطقة لن يطول. فمن المقرر ان يعود الى المنطقة مطلع الأسبوع المقبل لمواصلة جهوده التفاوضية، كما أكدت الصحافة الاسرائيلية.
وخلال جولته العاشرة هذه قام كيري، الأحد الماضي، بزيارتين خاطفتين الى كل من الاردن والسعودية حيث حصل من الملك السعودي على دعم لجهوده. وبعد اللقاء، قال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السعوديّ سعود الفيصل إن «الملك يعتقد أنّ التوصل إلى اتفاق للسلام يمكن أن يعود بعظيم النفع على منطقة الشرق الأوسط بمجملها».
وكيري الذي نجح في إعادة إطلاق المفاوضات الاسرائيلية-الفلسطينية في تموز (يوليو) 2013 بعد انقطاع دام ثلاث سنوات، أقر بأنه يستحيل في الوقت الراهن التكهن بمتى «يمكن لقطع الاحجية الاخيرة ان توضع في مكانها لتكتمل الصورة أو أن تسقط أرضاً وتبقى الصورة غير مكتملة».
وأكد الوزير الأميركي حصول «تقدم» خلال اجتماعاته الماراثونية مع كل من نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ولكن هوة الخلاف لا تزال كبيرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني فنتنياهو يأخذ على القيادة الفلسطينية «رفضها الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية» متهماً إياها أيضاً بأنها بالتالي «تنكر علينا (اليهود) حقنا في الوجود هنا».
وترفض اسرائيل كذلك المقترحات الاميركية المتعلقة بمراقبة الحدود بين الدولة الفلسطينية المقبلة والاردن، في غور الاردن، والتي تقترح واشنطن ان تتم عبر انظمة مراقبة الكترونية متطورة.
وزيارة كيري التي اعقبت تصاعدا في وتيرة العنف الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي القدس المحتلة، حيث اقتحمت مجموعة من المجندين والجماعات المتطرفة الخميس الماضي، ساحات المسجد الأقصى المبارك، عبر باب المغاربة، وسط حراسة شرطية مشددة. وشارك في الإعتداء 52 من المجندين والمجندات اقتحموا «الأقصى» بزيّهم العسكري، وقاموا بجولات واسعة في ساحاته، وقدمت لهم جهات يهودية متطرفة شروحات في عدة مواقع وذلك ضمن ما يسمى «بجولات الإرشاد العسكري».
وتتألف خطة كيري بحسب مصادر إسرائيلية من تسع نقاط أبرزها:
– تضم إسرائيل ستة وثمانية أعشار بالمئة من أراضي الضفة الغربية، مقابل أن تسمح للفلسطينيين بالسيطرة على خمسة ونصف بالمئة من أراض بديلة.
– إقامة ممر أمني سريع بين غزة والضفة للتواصل الجغرافي، ويدور الإقتراح حول قطار سريع يربط بين مدينتي غزة والخليل إلا أن الرئيس عباس يرفض هذا الاقتراح ويطالب بقطار سريع بين غزة ورام الله، في المقابل تطالب إسرائيل بالحصول على واحد بالمئة من الأراضي بدلاً عن مكان إنشاء سكة الحديد. وبالتالي تصبح الأراضي التي ستأخذها السلطة الفلسطينية أربعاً ونصفاً بالمئة.
– تقسيم القدس الشرقية -وليس الحرم القدسي- بحسب ما جاء في خطة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أيام الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والجديد في هذا الاقتراح تشكيل لجنة دولية تشارك فيها السعودية والأردن لإدارة المدينة.
– حق العودة بحسب خطة كلينتون. وتشمل إنشاء صندوق دولي لتوطين من يريد من الفلسطينين في استراليا والسماح لجزء قليل بلمّ الشمل داخل إسرائيل.
– إخلاء إسرائيل لغور الأردن واستبدال وجودها العسكري بوجود أميركي.
– تجميع ثمانين بالمئة من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في تجمعات كبيرة.
Leave a Reply