نيويورك، واشنطن – قال مجلس الاحتياطي الفدرالي، الأربعاء الماضي، إن الاقتصاد الأميركي واصل النمو بوتيرة معتدلة من أواخر تشرين الثاني الى نهاية 2013 وإن معظم مناطق البلاد تتوقع انتعاشا للنمو.
وفي تقريره الدوري Beige Book قال البنك المركزي إن ثلثي المناطق الـ١٢ في أميركا أبلغت عن زيادة في التوظيف.
وقال التقرير «التوقعات الاقتصادية إيجابية في معظم المناطق وبعض التقارير تشير الى توقعات لاستمرار وتيرة النمو فيما يتوقع البعض الاخر انتعاشا للنمو».
وتتماشى نتائج التقرير بشكل عام مع بيانات اقتصادية تتراوح من انفاق المستهلكين الى الانتاج الصناعي والتي أظهرت تعزيزا لقوة الاقتصاد في أواخر 2013.
وبينما قال مجلس الاحتياطي الفدرالي إن سوق العقارات واصلت التحسن إلا أنه أشار الى عدد قليل من المناطق التي أبلغت عن تباطؤ أو تراجع في مبيعات أو بناء المساكن في الأشهر القليلة الماضية.
أما عن سوق العمل، فتدعم التقارير عن زيادة التوظيف، الآراء القائلة بأن تباطؤا حاداً في نمو الوظائف في كانون الأول كان نتيجة لأحوال جوية شديدة البرودة شهدتها بعض مناطق الولايات المتحدة في ذلك الشهر.
معدل البطالة ينخفض إلى 6,7 بالمئة
وكانت وزارة العمل قد كشفت في تقريرها الشهري إضافة الإقتصاد الأميركي لوظائف بأقل من المتوقع في كانون الأول وذلك بأبطأ وتيرة منذ كانون الأول عام 2011.
وأضاف الإقتصاد 74 ألف وظيفة جديدة فقط الشهر الماضي، في حين عدّلت بيانات شهر تشرين الثاني بالرفع إلى 241 ألف وظيفة من 203 آلاف حسب القراءة الأولية.
أما معدل البطالة فإنخفض إلى 6,7 بالمئة، وهو الأدنى منذ شهر تشرين الأول (أكتوبر) من عام 2008، من 7 بالمئة في تشرين الثاني، على عكس التوقعات التي أشارت لبقائه ثابتا دون تغيير.
لكن الرقم الرسمي هذا لا يدل بكامله على انخفاض معدل البطالة لأن جزءاً من هذا الانخفاض ناتج عن خروج نسبة من العاملين عن مجموع القوى العاملة (وهم الذين يبحثون عن عمل خلال الاسابيع الاربع الماضية) لاسباب كثيرة منها مثلا عدم توقع الحصول على عمل.
ارتفاع كبير بالإنفاق الاستهلاكي
وفي إشارة واضحة على تحسن الإقتصاد، ارتفع مؤشر الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة الشهر الماضي بوتيرة تفوق التوقعات، وقالت وزارة التجارة إن مبيعات التجزئة (ريتايل) باستثناء السيارات والبنزين ومواد البناء والخدمات الغذائية زادت بنسبة 0,7 بالمئة الشهر الماضي، مقارنة بشهر كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٢، وبنسبة 0,2 بالمئة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، وكان توقعات الاقتصاديين تتحدث عن زيادة بنسبة 0,1 بالمئة في كانون الأول الماضي، وهو الشهر الذي يتميز بذروة موسم الأعياد في أميركا.
وقد غير العديد من الأميركيين طريقتهم في التسوق أثناء إجازات الأعياد، حيث زاد الشراء الإلكتروني بنسبة 1,4 بالمئة الشهر الماضي، وقد أنفق المستهلكون الشهر الماضي أكثر في محلات الملابس ومتاجر المواد الغذائية والمطاعم. بالمقابل، كان الإنفاق أقل في ما يخص مواد الأثاث والمنتجات الإلكترونية.
وبحساب السيارات والوقود ومواد البناء والخدمات الغذائية ارتفع الإنفاق بنسبة 0,2 بالمئة خلال الشهر الماضي.
وتؤشر هذه الزيادة الكبيرة في إنفاق المستهلكين على تحسن الاقتصاد الأميركي نهاية العام الماضي وتنبئ بـنمو أقوى في العام الجاري. وتفيد البيانات الرسمية بتسارع الإنفاق الاستهلاكي -والذي شكل 70 بالمئة من النشاط الاقتصادي بأميركا- في الربع الأخير من العام 2013 مقارنة بالربع الثالث منه.
هذا وتمثل مبيعات التجزئة حوالي ثلث إنفاق المستهلكين، الذي يعد المحرك الأساسي لنمو الإقتصاد الأميركي ويشكل حوالي ٧٠ بالمئة منه.
Leave a Reply