حكومة ميشيغن تتدخل لتسريع إعلان إفلاس ديترويت: ٣٥٠ مليون دولار لتسوية قضايا الدائنين وحماية «متحف ديترويت»

لانسنغ – بدا التوصل الى تسوية لقضية افلاس ديترويت وضمان حماية معاشات المتقاعدين والمقتنيات الفنية في «متحف ديترويت للفنون» أقرب الى التحقق يوم الاربعاء الماضي، في ضوء تعهد حاكم ولاية ميشيغن ريك سنايدر بمساهمة الولاية بمبلغ 350 مليون دولار بواسطة «صندوق انقاذ مفتوح» يتوافق عليه جميع الاطراف الرئيسية.

وقد لاقى هذا الاقتراح التأييد من قاضي الافلاس الفدرالي ستيفن رودز، والذي كان أعلن في جلسة سابقة بأنه لن يسمح ببيع كنوز معهد ديترويت للفنون لمجرد تسديد ديون المدينة.

يشار الى ان المبلغ الذي تبرعت به الولاية سيضاف اليه مبلغ 330 مليون دولار تبرعت بها 9 صناديق خاصة، محلية ووطنية، وهذه الاموال لن يصار الى توزيعها على الدائنين الا وفق صيغة شاملة يتم من خلالها استبعاد «معهد ديترويت للفنون» من اشكالية افلاس ديترويت، بل وفصل مالية المعهد عن مالية البلدية، وتحويله الى منظمة غير ربحية بادارة مستقلة والى الأبد.

كما أن سنايدر أكد على أن مساهمة الولاية التي توفرت من أموال تسوية بينها وبين شركات التبغ والسجائر، لن تذهب لصالح صناديق التقاعد إلا بعد التوصل لتسوية شاملة لقضية الافلاس، يشارك فيها المتقاعدون والاتحادات العمالية، بحيث يتم بموجبها تسوية جميع القضايا العالقة في المحاكم وهو شرط لإشهار إفلاس المدينة. 

وطالب سنايدر أيضاً بوضع صندوقي التقاعد في ديترويت مستقبلا تحت ادارة طواقم من المحترفين.

وقال سنايدر «دعنا نضع جميع القضايا في المحاكم وراء ظهورنا ونركز على تنمية ديترويت، مؤكداً أن الاموال التي ستدفعها الولاية ليست نوعا من الدعم الكامل، فنحن لا ندعي أننا سنحل مشكلة المتقاعدين برمتها وإنما سنسهم في حل جزء منها». وأعقب تصريحات سنايدر بيان صدر عن «معهد ديترويت للفنون» بمشاركة من كبار المتبرعين، تعهدوا فيه بالمساهمة بمبلغ كبير من المال لم يتم تحديده.

برغم ذلك لا زالت هناك عقبات امام التوصل الى تسوية كبرى تنتهي معها القضايا العالقة في المحاكم، وهي:

– لا بد من موافقة كونغرس ميشيغن على مساهمة الولاية المالية، في ظل وجود معارضة من بعض الاعضاء بتدخل الولاية لحل ازمة ديترويت في تسديد كامل ديونها.

– قد تنشأ معارضة في أوساط مجالس ادارة صناديق التقاعد في ديترويت لمقترحات التغيير التي طالب بها سنايدر.

– ينبغي أن يرضى، مدير ديترويت المالي، كفين أور، عن حجم المساهمة المالية من جانب «معهد ديترويت للفنون» لتخليصه من ملكية البلدية.

_ لا بد للاتحادات والمتقاعدين من الموافقة على التسوية وسحب الدعاوى القضائية المرفوعة.

اعترض بعض الدائنين يوم الاربعاء على صيغة التسوية الشاملة، محبذين بيع مقتنيات المعهد والتي ستدر مليارات الدولارات. من بين هؤلاء، ستيف سبنسر المستشار المالي لشركة تأمين لها قضية في المحكمة ضد بلدية ديترويت، حيث قال «أعجب كيف أن الولاية تفضل المقتنيات الفنية على الاقتصاد والمتقاعدين وحاملي الاسهم والدائنين». وقال «إنه أمر لا يصدقه عقل.. أن تعاني المدينة من شح في الخدمات الأساسية وتدير ظهرها للالتزامات تجاه الدائنين ولا تبادر الى بيع القطع الفنية».