القاهرة – بعد أن مرت ذكرى «٢٥ يناير» بـ«سلام نسبي» بات ترشح وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي للرئاسة المصرية، محسوماً عقب تفويضه من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبوع الماضي للترشح في الانتخابات المتوقع إجراؤها منتصف شهر نيسان (أبريل) المقبل، ما يمهد الطريق امام الرجل القوي في البلاد، الذي رقي لرتبة مشير، لتولي الحكم بمساندة قاعدة جماهيرية واسعة اكتسبها بعد إزالة «حكم الإخوان» بخلع محمد مرسي الذي تأجلت محاكمته في قضية اقتحام السجون بعد جلسة أصر على بطلانها وعلى أنه الرئيس الشرعي للبلاد.
وقد فوض «المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالاجماع وزير الدفاع الترشح فى الانتخابات الرئاسية»، ذلك حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية.
وبدوره، أعلن الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في كلمة للشعب ألقاها الأحد الماضي عن قرار تعديل خريطة الطريق وإجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية. وقال «سأطلب من اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية ممارسة اختصاصها المنوط بها طبقا لقانون الانتخابات الرئاسية وفتح باب الترشح لمنصب رئيس الجمهورية».
وأصدر منصور قرارا جمهوريا بترقية السيسي لرتبة مشير. ليصبح الجنرال المصري سابع من يحصل على رتبة المشير في تاريخ القوات المسلحة المصرية، وذلك بعد عبد الحكيم عامر وأحمد اسماعيل علي ومحمد عبد الغني الجمسي و أحمد بدوي ومحمد حسين طنطاوي.
ويبدو ان هناك ردود أفعال إيجابية في جزء كبير من الشارع المصري وفي صفوف أنصار السيسي ومؤيدي ترشحه في الانتخابات الرئاسة، باعتبار أن ترقيته تأتي تقديرا لجهوده لبسط الأمن والاستقرار في سيناء والأراضي المصرية بأكملها. لكن جماعة الإخوان المسلمين في مصر أصدرت بيانا ردت فيه على إعلان منصور عن تعديل خريطة الطريق، فاعتبرت أن جميع القرارات الصادرة عن ما وصفتها بـ«سلطة الانقلاب» معدومة، واتهمت السيسي بأنه «متهلف» للوصول إلى كرسي الرئاسة.
وقالت الجماعة إن كل القرارات التي تصدر عن ما وصفتها بـ«سلطة الانقلاب العسكري الدموي» تكون «هي والعدم سواء لأنها باطلة تصدر عن سلطة باطلة غير شرعية» على حد تعبيرها.
على الصعيد الامني أعلنت وزارة الداخلية في مصر أن الخسائر البشرية في صفوف قوات الأمن بلغت منذ اندلاع ثورة «25 يناير» قبل ثلاث سنوات، 432 قتيلا.
وأشارت الوزارة الى تصاعد حاد في عدد رجال الأمن القتلى منذ آب (أغسطس) الماضي، عندما وقعت أحداث تفريق اعتصامي أنصار الرئيس المعزول في رابعة العدوية وميدان النهضة، موضحة أن 190 شرطيا قتلوا منذ 14 آب المنصرم حتى الأربعاء الماضي، وأضافت الداخلية أيضا أن 12 من رجال الشرطة قتلوا خلال كانون الثاني (يناير). ويبدو أن جماعة أنصار بيت المقدس وجّهت ضربة قوية للقوات المسلحة المصرية باغتيال مساعد وزير الداخلية اللواء محمد السعيد، باعتباره كان المسؤول عن ملف «الجماعات الإرهابية»، كما كشفت مصادر أمنية لـ «الأخبار»، متوعدة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بـ«القصاص».
Leave a Reply