وصلت الحرارة الى درجات مميتة يوم الثلاثاء الماضي إذ قاربت العشر درجات فهرنهايت تحت الصفر، أي مايعادل الثلاثين درجة مئوية تحت الصفر.
وللدعابة أقول: لقد صحت بعض توقعاتي الفلكية التي توقعتها بداية هذا العام ،ما شجعني على المضي قدماً في هذا المضمار، ومن يعلم فقد أصبح عرافا في يوم ما استهلت مسيرته بدعابة.
على أي حال، الإنخفاض الكبير في درجة الحرارة أدى إلى تعطيل المدارس وإلزام الأطفال لبيوتهم وإطلاق صفارات الإنذار للطوارىء. وقد جابت سيارات البلدية الشوارع منذ الصباح الباكر وعملت على إزالة الثلوج عن الطرقات ورشت الملح وشهدت الشوارع الرئيسية في ديربورن (وورن وشيفر وفورد وميشيغن أفينو) حركة مرور انسيابية طبيعية وكذلك معظم الطرق الرئيسة بين الأحياء السكنية على عكس العاصفة السابقة التي تأخرت فيها البلدية عن تنظيف الطرقات وانصب الاهتمام على تسجيل المخالفات.
وكما فعل الطقس فعله بالطرقات، فعل فعلته بالسيارات التي احجم بعضها عن الحركة بسبب البرودة الشديدة مما استدعى همة الجيران والأصدقاء لتشغيل السيارات «المعندة». ولأن السيارات في ميشيغن عصب الحياة الاساس، فالنقل العام بالحافلات والقطارات والباصات، بالكاد موجود، ولذلك تبقى السيارة ضرورة ملحة في للتنقل منطقة ديترويت، بدءاً من مسافة نصف ميل أو أقل مع هذا الطقس.
منطقة ديترويت بدأت تشهد في الآونة الأخيرة مشاريع خجولة مثل «ترامواي وودورد» وتجديد قطارات «أمتراك»، لكن المنطقة بحاجة الى أكثر من ذلك بكثير.
إذا كان هناك أحد يظن أن وجود النقل العام يؤثر سلباً على صناعة السيارات، عصب ديترويت- فهو مخطىء بالتأكيد، فالنقل العام يخفض من حركة السيارات ولا يحد من اقتنائها، وبالتالي يوفر الوقود ويحد من انبعاث الغازات من عوادم السيارات التي تطلق ملايين الاقدام المكعبة من السموم في الجو. ومن لا يصدق فليراقب عوادم السيارات في هذا الصقيع وما تنفثه من أبخرة تساهم في الإحتباس الحراري وتغيير المناخ.
Leave a Reply