ديترويت – في إطار مساعيه لوقف النزيف السكاني في المدينة، أعلن رئيس بلدية ديترويت مايك داغن، مؤخراً عن تخفيضات على الضرائب العقارية المفروضة على المنازل بنسبة تتراوح بين ٥ الى ٢٠ بالمئة حسب حالة المنطقة ومستوى الخدمات البلدية المتوفرة لها في مختلف أنحاء ديترويت التي لطالما كان نظامها الضريبي محل انتقاد بسبب تدني الخدمات الموفرة للسكان.
ولكن خطوة داغن ستكلف خزانة البلدية المفلسة من 10 الى 15 مليون دولار سنوياً غير أنها في المقابل ستخلق انفراجة لآلاف اصحاب المنازل ممن ارهقتهم الضرائب لسنوات وبعضهم يفكر بالإنتقال من المدينة، وهذا بالضبط ما وضعه داغن على رأس اهتماماته، حين أعلن أنه سيسعى الى تسجيل ارتفاع في عدد السكان خلال العام الأول من قيادته لبلدية ديترويت التي تتوثب لانطلاقة جديدة.
وقال «لقد كان التقييم مصدراً لغضب عدد كبير من اهالي ديترويت وقد أدت في كثير من الأحيان الى خسارتهم لمنازلهم رغم أن تلك التقييمات بمعظمها لم تكن عادلة». وقال مسؤولون في البلدية إن هذه التخفيضات ستدفع الكثيرين الى الالتزام بتسديد ضرائبهم، مؤكدين أن الخسارة في العوائد لن تؤثر على حالة الافلاس التي تعاني منها المدينة بحسب بيل ناولينغ المتحدث باسم مكتب مدير الطوارئ، كفين أور.
ويأتي هذا الاعلان في أعقاب سنة من تفجير صحيفة «ديترويت نيوز» لقضية تضخم الضرائب العقارية التي جعلت الكثيرين من أصحاب المنازل في ديترويت يمتنعون عن دفع الضرائب العقارية «غير العادلة»، ما أدى الى مصادرة منازلهم. وقالت الصحيفة الأسبوع الماضي إن نصف أصحاب المنازل امتنعوا عن دفع الضرائب السنة الماضية كما أن 10 بالمئة من هؤلاء تمت مصادرة منازلهم خلال ٢٠١٣.وكان تقرير صحيفة «ديترويت نيوز» قد حرض الكثيرين من هؤلاء على عدم دفع ضرائبهم لأن تقييم الضرائب يحتسب وفق نصف القيمة السوقية للعقار، إلا أنه في ديترويت كانت الضريبة تحتسب وفق قيمة تفوق بأضعاف القيمة الحقيقية للعقار. فمثلاً تصل الضريبة على منزل قيمته ٣٠ ألف دولار الى 2700 دولار سنوياً، في حين يدفع أحد الجيران 700 دولار لمنزله المقيّم بـ4500 دولار فقط.
وقال داغن في مؤتمره الصحفي الذي خصص للإعلان عن التخفيضات الضرائبية، إن ضرائب المنازل كانت الخطوة الأولى التي سيتبعها خفض لجميع أنواع العقارات، وذلك بعد أن يتم اجراء تقييمات جديدة تتنقل من منطقة الى أخرى خلال السنوات الثلاث القادمة. مع العلم بأن هيئة الضرائب في الولاية تقوم بمراجعة تقارير الصحيفة حول التقييم الضريبي «غير العادل» في ديترويت.
وقال داغن إن التخفيضات ستكون متباينة فهناك مناطق شهدت استقراراً في الأسعار مثل بالمر وودز وشيروود فوريست وإنديان فيلدج وإيست إنغليش فيلدج وميدتاون وجنوب غرب ديترويت، ومثل هذه المناطق ستشهد خفضاً بنسبة 5 بالمئة فقط. أما نسبة 10 بالمئة فهي للمناطق الواقعة شرق وودورد، و20 بالمئة للمناطق الواقعة غرب ليفرنوي، ومن المنتظر بدء السكان بتلقي اشعارات خلال الاسبوعين المقبلين، ولن يصار الى تطبيق الضرائب الجديدة لحين دفع الضرائب الصيفية، ومن المتوقع أن يشهد السكان خفضاً آخر في الضرائب في كانون الأول (ديسمبر) القادم.
وتقرر تحديد معدلات الخفض الأخيرة وفق مقارنة أسعار عدة آلاف من المنازل المباعة في الفترة من 1 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 ولغاية 30 أيلول (سبتمبر) 2013 وهذا في نظره «تقييماً أكثر عدلاً»، وسيصار الى إجراء تقييمات جديدة خلال السنوات الثلاث القادمة.
Leave a Reply