دون أي معارضة تذكر، أقر أعضاء المجلس البلدي، مساء الثلاثاء ١١ شباط (فبراير) الماضي، قراءة أولية لـ«مرسوم الكاراجات» الذي من المتوقع أن يكون له تداعيات على أصحاب المنازل في مدينة ديربورن ممن أنفقوا آلاف الدولارات لتجميل كاراجاتهم واستصلاحها للعيش والترفيه والطبخ وحتى الضيافة.
ووفق المرسوم الذي ينتظر التصويت النهائي عليه في جلسة تعقد بتاريخ ٤ آذار (مارس) المقبل، سيصبح أصحاب الكاراجات التي لا تصلح لإدخال واستيعاب السيارة عرضة للمساءلة القانونية، إلا في حال الحصول على إذن بلدي لتحويلها الى مساحة سكن ما يعني إضافة ضريبة عقارية موازية.
كما أنه بات على أصحاب الكاراجات ذات الأبواب الزجاجية أو الشفافة الى استبدالها بأبواب الكاراجات التقليدية.
وقد وافق الأعضاء الحاضرون بالإجماع على «القراءة الأولية» لمرسوم الكاراجات، بعد طرحه على التصويت من قبل رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة، فأقر بستة أصوات، حيث سجل غياب العضو براين أودونال.
وقد سعت البلدية إلى تغيير لغة المرسوم لكي تعكس الفرضية الدقيقة لإستعمال الكاراج في الحاضر وقد أضيفت الفقرة التالية إلى المرسوم «يمنع إستخدام الكاراج كمقر سكن عادي أو لأغراض تجارية»، وسمي المرسوم «ملحقات الأبنية والبنى العمرانية»، لفصله عن مقر السكن قانونياً.
وحسب المرسوم الجديد فإنه يمنع أصحاب البيوت من السكن أو الطبخ أو النوم في كاراجاتهم بسبب السلامة العامة كما يحدد المرسوم الجديد حجم المساحات المخصصة لركن السيارات في الشوارع وأن الباحة الإسمنتية الأمامية أمام المنزل يجب أن تكون كافية لركن سيارتين. وكانت البلدية دائماً تشكو في السنوات الأخيرة من عدم تمكن سيارات وشاحنات الطوارئ من خدمة وتنظيف الشوارع بسبب ركن السكان لسياراتهم على الشوارع بدل الكاراجات. وهذه فاتورة دفعها أصحاب المنازل في شرق ديربورن خلال الشهر الماضي بعد تحرير حوالي ثلاثة آلاف مخالفة أثناء حالات الطوارئ الثلجية للسيارات المتوقفة على الشارع..
أحد السكان العرب من القاطنين على شارع أورشارد، سأل بماذا يكون مخالفاً للقانون إذا ركب باباً زجاجياً منزلقاً على مدخل الكاراج بدل الباب التقليدي، فرد العضو البلدي ديفيد بزي بأن الباب المنزلق المؤلف من زجاج هو خطر على السلامة العامة لأنه في حال حصول حريق أو إنفجار فإن الزجاج المتناثر سيؤذي الناس أكثر.
لكن المواطن رد أن عائلته تستخدم الكاراج بسبب التدخين غير المسموح به في البيت فقيل له أن يستشير محامياً ليتأكد من تقييده بقانون البلدية.
وتحدثت بعده مواطنة تسكن في نفس الشارع اسمها دوروثي كليس أن بيتها يقع مقابل بيت الرجل الذي تحدث قبلها، وأعربت عن إمتعاضها من عائلته «التي تقلق راحة الحي بكامله بسبب إستخدام الكاراج في غير محله». وقالت «يأتيهم الكثير من الضيوف، سيارات مركونة باستمرار في الشارع. زوجي مريض جداً، واضطررت في الليلة السابقة لأن أطلب الإسعاف لكن لم تكن هناك طريقة لعبور الإسعاف في الحي». وتابعت السيدة حديثها عن معاناتها مع «الجيران المزعجين»، بالقول «إنهم عندما يحين وقت مغادرتهم، غالباً ما بعد منتصف الليل، لا ينسوا أن يطلقوا أبواق سياراتهم مما يقلق راحة الأشخاص الذين يحاولون أن يخلدوا إلى النوم في مثل هذا الوقت». وأضافت «إنهم أيضاً يشعلون ناراً كل ليلة وعندهم غرفة تحتية مجهزة (بايسمنت) وغرفة شمسية».
المدافع الأبرز عن «أصحاب الكاراجات» ، كان أميركياً يدعى لي جاكسون، وقد قال إنه من سكان المدينة لكنه لا يوافق على المرسوم الجديد، وقال للمجلس إن المخترع العظيم هنري فورد كان يبني مشاريعه في كاراجه بديربورن.. ومن المؤسف والمنكر أن تقوم البلدية الآن بمنع الناس من حرية إستخدام الكاراج كيفما شاؤوا.
يمكن للمواطنين أن يقرأوا نص المرسوم البلدي المتعلق بكيفية إستخدام الكاراج بزيارة موقع البلدية الإلكتروني www.cityofdearborn/city-departments/law والضغط على ملف «المراسيم البلدية».
وكان إستهل إجتماع المجلس البلدي بتكريم المدرب المساعد لفريق «سياتل سي هوك»، العربي الأميركي روبرت صالح بسبب فوز فريقه بنهائي «السوبر بول». وقد منح رئيس البلدية جاك أورايلي مفتاح المدينة لصالح وشهادة تقدير أمام جمهرة من عائلته وأصدقائه. صالح الذي ترعرع في ديربورن تخرج من ثانوية «فوردسون» العامة وكان مدرب التحكم النوعي بالدفاع لبطل «السوبر بول»، فريق «سياتل سي هوك».
كما شهد المجلس بعد النقاشات «المضيّعة للوقت»، حسب وصف الرئيس السابق للمجلس توم تافيلسكي، منتقداً بذلك إدارة دباجة للجلسة التي أخذت إنعطافة غريبة ناجمة عن مداخلة أحد المواطنين حول «مشاكل حادة» تعصف بمدينة ديربورن.
وبعد البسملة والحمد والصلاة بأعلى صوته على محمد وآل محمد، قال «حسن» إن على البلدية مراقبة المنتزهات في الأحياء السكنية على مدار الساعة لأن الناس يستعملونها لممارسة «نشاطات جنسية».
رئيس المجلس سوزان دباجة أجابت أن البلدية لا تملك الإمكانيات المادية والبشرية من أجل زيادة الأمن في المنتزهات وطلبت منه أن يتحدث عن نقطته الثانية.
وأشار حسن أيضاً إلى وجود بعض الصحف والمجلات في المكاتب العامة والمركز المدني البلدي (سيفيك سنتر) التي من شأنها أن تسبب ضرراً كبيراً لصحة الأولاد طالباً من البلدية مراجعة ومراقبة المحتوى قبل توزيع الصحف والمجلات، غير أن دباجة أشارت إلى قضية حرية الرأي والتعبير والاعلام الدستورية وأن على الأهل تقع مسؤولية مراقبة الأبناء ومتابعة ماذا يقرأون لا البلدية.
أما تافيلسكي الذي بدا متبرماً من هذا الموضوع فقال «هذه القضايا ليست من إختصاص المجلس». وطلب إلى حسن أن يسرع في سرد نقاطه في الوقت المحدد بثلاث دقائق حتى يتسنى لغيره المساهمة، فأوجز كلامه بالقول إن لديه مآخذ على المحسوبية والتمييز والتحيز بين موظفي البلدية بشكل شائع. وأضاف «لا يوجد تصحيح سياسي وهناك تمييز عرقي كبير ضد العرب والمسلمين».
مرة جديدة سارعت دباجة إلى إبلاغ المتحدث حسن أن كلامه خرج عن المألوف والسياق العام وأن القضايا التي أثارها ليست من إختصاص المجلس. وأضافت «إذا كان عندك مشكلة مع مديرك فاطلب نصيحة المجلس القانوني».
Leave a Reply