أكد الرئيس باراك أوباما على أهمية التحالف التاريخي بين واشنطن وباريس، خلال القمة التي جمعته بنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند الذي أنهى الأربعاء الماضي زيارة الى واشنطن استمرت ثلاثة أيام في ظل تحديات دولية مشتركة تشمل الحرب الأهلية السورية، وطموحات إيران النووية، والمشاكل الاقتصادية في أوروبا. وقد أكد الزعيمان على ضرورة الحل السلمي للأزمة السورية التي باتت تشكل مصدر قلق للغرب بسبب «الجهاديين العائدين»، كما أبقيا على التهديد بالعقوبات مرفوعة في وجه طهران في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص برنامجها النووي.
اليوم الأول من الزيارة اتخذ طابعاً تاريخياً، حيث أكد هولاند الإثنين الماضي أن بلاده والولايات المتحدة سيظلان «صديقين دوما»، وذلك في جولة اصطحبه خلالها أوباما إلى مزرعة توماس جيفرسون.
أوباما وهولاند بعد مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء الماضي. (رويترز) |
وقال هولاند «حلفاء، هكذا كنا في عصر جيفرسون ولافاييت، وهكذا نحن اليوم. أصدقاء كنا في عصر جيفرسون ولافاييت، وأصدقاء نحن اليوم وسنبقى كذلك دوماً».
وفي اليوم الثاني، طغى ملف الأزمة السورية ومفاوضات الملف النووي مع إيران على لقاء القمة الأميركي–الفرنسي في واشنطن، حيث أكد الرئيسان في الشأن السوري على ضرورة إيجاد حل سياسي، بينما أبقيا على التهديد بالعقوبات مرفوعة في وجه طهران في حال عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بخصوص برنامجها النووي.
وفي مؤتمر صحافي مشترك عقداه في البيت الأبيض بعد نحو ساعتين من المحادثات، قال الرئيس الأميركي إنّ «الأزمة السورية على سلم أولويات أمننا القومي، حيث ان نفوذ المتشددين يزداد بقوة في هذه التداعيات التي تمر بها سوريا»، والتي وصفها بـ«المريعة».
وفي الشأن الإيراني، أعلن الرئيس الأميركي أنّ الشركات الأجنبية التي تدرس احتمالات إجراء تعاملات تجارية مع إيران تقوم بذلك على مسؤوليتها الخاصة، متوعدا باتخاذ إجراءات قاسية ضد أي شركة تنتهك العقوبات.
وجاءت تصريحات اوباما بعد نحو أسبوع من توجه وفد فرنسي تجاري كبير إلى طهران لدراسة الفرص بعد تخفيف الدول الغربية عقوباتها على إيران. وقال اوباما إنّ «الشركات ربما تستكشف الفرص»، مستدركاً «لكن استطيع أن أقول لكم إنهم يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة حالياً، لأننا سنتخذ إجراءات قاسية بحقهم» في حال انتهكوا العقوبات.
كما قال الرئيس الأميركي في كلمته «نحن سنواصل تطبيق كل العقوبات القائمة»، مضيفاً أنه «حالياً، فإنّ أي تجاوز يقوم به الإيرانيون لن يخدم مصلحتهم».
بدوره، قال هولاند انه لا يسيطر على الشركات الفرنسية، إلا انه أوضح أنّ العقوبات على إيران لن ترفع إلا بعد التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن برنامجها النووي.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت فرنسا ستحل محل بريطانيا كشريك يتمتع بعلاقة مميزة مع الولايات المتحدة، قال الرئيس الأميركي «لدي ابنتان وهما رائعتان ولن أقوم أبدا بالاختيار بينهما. وهكذا هي الحال مع شركائي الأوروبيين العظام. كلهم مميزون وكل على طريقته».
كما دعا الرئيس الفرنسي إلى التحرك سريعا نحو توقيع اتفاق للتجارة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وكان أوباما قد خص نظيره الفرنسي باستقبال حافل في البيت الأبيض، وأعرب الاثنان عن عزمهما رفع التحديات الكبيرة التي تواجه العالم «معاً»، بدءا من «الإرهاب» وانتهاء بمسألة الاحتباس الحراري.
عشاء فاخر
واستضاف أوباما نظيره الفرنسي، فرانسوا هولاند، في مأدبة عشاء رسمية مساء الثلاثاء الماضي، في إطار سهرة اجتماعية راقية. وقد انضم إلى الرئيسين السيدة الأميركية الأولى ميشيل وعدد من مشاهير السياسة وهوليوود.
ووضعت قائمة الدعوات بناء على توصيات من الرئيس أوباما وزوجته، وكبار المسؤولين الحكوميين، ووزارة الدفاع الأميركية، وأعضاء الكونغرس، والمحكمة العليا ووزارة الخارجية الأميركية .
وغالباً، ما يطلب أيضا من نجوم السينما وقادة المجتمع ورجال الأعمال الحضور إلى حفل العشاء.
وقال أوباما خلال العشاء: «نحن الأميركيون كبرنا لنحب كل الأشياء الفرنسية، والأفلام، والطعام، والنبيذ، وخصوصا النبيذ. ولكن الأهم من ذلك كله أننا نحب الأصدقاء في فرنسا لأننا وقفنا معاً جنباً إلى جنب من أجل حريتنا لأكثر من 200 سنة».
سيشارك بذكرى إنزال النورماندي
كما أعلن الرئيس باراك أوباما، الثلاثاء الماضي، انه سيتوجه الى النورماندي في حزيران (يونيو) للمشاركة في إحياء الذكرى السبعين لانزال قوات الحلفاء في هذه المنطقة بفرنسا.
وقال أوباما في مؤتمر صحافي مشترك مع هولاند «قبلت دعوة فرنسوا وساتوجه الى فرنسا في حزيران (يونيو) لإحياء الذكرى السبعين «لإنزال قوات الحلفاء» في السادس من حزيران (يونيو) 1944. وأضاف «كنت (في فرنسا) في الذكرى الخامسة والستين وكانت تجربة استثنائية. واتطلع الى العودة لتكريم قدامى جنودنا المميزين والتأكيد مجدداً على هذا التحالف».
بدورها، ستقوم الملكة اليزابيث الثانية بزيارة لفرنسا بين الخامس والسابع من حزيران (يونيو) تشارك خلالها في احياء ذكرى الإنزال الذي قام به 150 ألف جندي اميركي وبريطاني وكندي على شواطىء النورماندي، في وقت يشهد العالم تبدلات في موازين القوة الدولية مع صعود الماردَين الروسي والصيني.
Leave a Reply