القاهرة، موسكو – زيارة «المشير» لروسيا ولقاء قيصرها، قبل إعلان دخوله سباق الرئاسة المصرية، ضد المرشح «الناصري» حمدين صباحي، لها دلالات واضحة على التبدلات الدولية وانعكاساتها على المنطقة العربية، والتي قد يكون وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي أحد وجوهها القادمة بعد نيله دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقراره خوض سباق الرئاسة في أكبر دولة عربية.
وقد وصل السيسي الى العاصمة الروسية، الاربعاء الماضي، برفقة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والتقيا مع نظيريهما الروسيين في اجتماعات تركزت على تعزيز التعاون بين البلدين.
ولا شك أن زيارة السيسي لموسكو ستوسع التأثير الروسي في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما وأنها تأتي عبر بلد يحسب كأحد أكبر حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. كما أن كل المؤشرات تعكس محاولات موسكو توسيع تأثيرها في مصر، وخاصة بعد توتر العلاقات المصرية الأميركية عقب عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي.
من ناحيته، قال الرئيس فلاديمير بوتين خلال استقباله السيسي ووزير الخارجية نبيل فهمي الخميس الماضي في مقر إقامته بضواحي موسكو «أعرف أنكم، قررتم الترشح لمنصب رئيس مصر.. إنه قرار مسؤول».
وأوضح بوتين أن السيسي أخذ على عاتقه هذه المهمة التي يرتبط بها مصير الشعب المصري. وقال بوتين «أنا شخصياً وباسم الشعب الروسي أتمنى لكم النجاح». وأشار الرئيس الروسي في هذا الخصوص الى أن الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط مرتبط بدرجة كبيرة باستقرار مصر. وتابع: «أنا واثق من أنكم بخبرتكم الكبيرة، ستتمكنون من حشد أنصاركم وإرساء العلاقات مع كافة أطياف المجتمع المصري في الوقت نفسه». وأشار بوتين الى أن روسيا ومصر شريكان تقليديان، ويستند التعاون بينهما على العلاقة الودية غير المشروطة بينهما.
بدوره أكد السيسي أن المجتمع المصري يسعى للتطور والبناء وتعزيز الأمن، باعتبار أن هذه المهمة تكتسب أهمية كبرى ليس بالنسبة لمصر فحسب، بل للمنطقة بأكملها. وذكر السيسي بأن مظاهر الإرهاب في مصر ودول أخرى تهدد المنطقة بأكملها، مشيرا الى «الآثار الخطيرة للأحداث في ليبيا وسوريا». ودعا الى اتخاذ جهود جماعية من أجل التصدي للتحدي الإرهابي. وفي الوقت نفسه أكد السيسي قدرة الجيش المصري على ضمان الأمن في البلاد.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد المحادثات الروسية -المصرية بصيغة (2+2) (الدفاع والخارجية) التي جرت في موسكو «إن الطرفين اتفقا على تسريع إعداد الوثائق التي من شأنها دفع التعاون العسكري والعسكري التقني الى الأمام». وأوضح لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي أن هذه المسائل كانت في صلب المحادثات بين وزيري دفاع البلدين سيرغي شويغو والسيسي. وتابع قائلا: «اتفقنا حول تعزيز العلاقات مستقبلا»، بما فيها عقد اجتماع للجنة الحكومية الروسية-المصرية للتعاون التجاري-الاقتصادي في أسرع وقت. إن هذا الاجتماع سيعقد في نهاية (مارس) آذار القادم.
وبدورها أعربت وكيلة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى آن باترسون عن خشيتها من الأوضاع في مصر، مؤكدة أن الاستفتاء على الدستور الشهر الماضي لم يساهم في حل الأزمة السياسية العميقة في هذا البلد.
وقالت باترسون إن الوضع الاقتصادي في مصر يثير القلق رغم المساعدات المالية التي قدمتها الدول الخليجية للقاهرة.
وأضافت باترسون خلال جلسة استماع عقدتها لجنة خدمات القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي الثلاثاء (قبل زيارة السيسي) «أصبح من الأساسي أن تتبنى مصر إصلاحات اقتصادية والحصول على استقرار سياسي من أجل إدراك المستقبل الواعد الذي ينتظرها لكن الوضع العام كئيب في الوقت الحالي».
وقللت باترسون التي كانت السفيرة الأميركية في القاهرة حتى وقت قريب، من أهمية انفتاح القاهرة على موسكو، قائلة «من وجهة نظري فإن ما يسمى بانتصارات روسيا في مصر مبالغ به». وأضافت «لدينا علاقة قوية وطويلة على الصعيد العسكري. هناك بعض الأسلحة الروسية المتبقية منذ عقود وزيارات لمسؤولين روس ولكن هذا لا يعني أن روسيا تنافس الولايات المتحدة في مصر».
وفي مصر، أعلن السياسي اليساري حمدين صباحي، يوم السبت الماضي، أنه سيخوض انتخابات الرئاسة مما يبث الحماس في سباق من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز به وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي.
وقال صباحي في كلمة أمام حشد من أنصاره «المواطن حمدين صباحي.. قراري الشخصي أن أخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة». وأضاف أن «معركته هي معركة الثورة».
وتمكن صباحي (59 عاماً) من حشد الكثير من الأنصار أثناء حملته لانتخابات عام 2012 مستخدما خطابا مقرباً من الطبقة الشعبية ليتفوق على مرشحين حظيت حملاتهم الانتخابية بتمويل أكبر إذ حاز على المركز الثالث في تلك الانتخابات خلف محمد مرسي وأحمد شفيق.
أما القيادي الإسلامي عبدالمنعم أبو الفتوح والذي حل رابعا في الانتخابات السابقة انه لا يعتزم خوض الانتخابات مشيرا الى أن الظروف الحالية ليست حرة ولا ديمقراطية.
Leave a Reply