بغداد – تتواصل في العراق عمليات ملاحقة عناصر تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) وتخوض القوات الحكومية معارك ضارية مع هذه المجموعات المسلحة بهدف استعادة السيطرة الكاملة على مدن الأنبار. وفي خطوة ذات مؤشرات سياسية بارزة في إطار تعزيز العلاقات الروسية العراقية تعهد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بتسريع تسليح العراق. وأعلن وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي ان العراق حصل على وعد من موسكو بتسريع تسليحه في مواجهة الارهاب مؤكداً ان للعراق عقود تسليحية بعيدة المدى، وقد وعد الجانب الروسي بتسريع عملية تسليم أسلحة عاجلة لمساعدة القوات العراقية في تصديها للإرهاب.
برغم ملامح التدهور الأمني الذي يشهده العراق في الأشهر الأخيرة نتيجة تصاعد الإرهاب المنفلت والآتي عبر الحدود، فرضت بغداد نفسها، كطرف محوري في المشهد الشرق أوسطي المنشغل أكثر من أي وقت مضى بتداعيات الأزمة السورية، حيث نجحت بشكل معلن لدى استقبالها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بتخطي المراوغة الأميركية بشأن صفقات التسليح العسكري، فاتحة الأبواب في الوقت ذاته أمام الديبلوماسية الروسية لتوجيه انتقادات شديدة لمواقف واشنطن في الشأن السوري المؤدية، وفقاً للافروف، إلى تشجيع «المتطرفين» و«التنظيمات الإرهابية». وأعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في بيان صادر عن مكتبه، الخميس الماضي، أنه جرى خلال لقائه بوزير الخارجية الروسي «البحث المعمق للعلاقات الثنائية ولمختلف شؤون وقضايا المنطقة، والتركيز على الأزمة السورية وضرورة التوصل إلى حلول سياسية لها، وبحث سبل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه».
وكان العراق، الذي يشهد تصاعدا في أعمال العنف اليومية، وقّع في العام 2012 صفقة تسليح تاريخية مع روسيا بلغت قيمتها 4,3 مليارات دولار، قبل أن تعلق هذه الصفقة بسبب شبهات بالفساد، وتستأنف في وقت لاحق. وفي شهر تشرين الأول الماضي أعلن مسؤول عراقي كبير أنّ بغداد بدأت تتلقى أسلحة بموجب هذه الصفقة. وأشارت تقارير إعلامية روسية عند التوقيع إلى أنّ الصفقة شملت 30 طوافة هجومية و42 من أنظمة الصواريخ «بانتير-أس 1» (أرض جو)، فيما جرت مناقشات إضافية حول احتمال شراء العراق طائرات «ميغ-29» وآليات ثقيلة مع أسلحة أخرى.
Leave a Reply