سلطت وفاة الممثل فيليب سيمور هوفمان، التي يشتبه بأنها نتيجة جرعة هيروين زائدة، الضوء على مخاطر تعاطي المخدارت في الولايات المتحدة، لاسيما انتشار تعاطي مخدر الهيروين القاتل.
وعثر على النجم السينمائي هوفمان (46 عاماً) الحاصل على جائزة الأوسكار ميتاً الأحد الثاني من شباط (فبراير) الماضي، في شقته فيما كانت الحقنة مدلاة من ذراعه الأيسر.
وتؤكد مأساة الممثل المشهور على مشكلة آخذة في التنامي داخل الولايات المتحدة، ألا وهي الإدمان على الأفيون بسبب الوصفات الطبية المخدرة التي يحررها الأطباء لتسكين الآلام والتي تدفع -في بعض الحالات- المرضى للإدمان على الهيروين الأرخص، الذي يباع في الشارع ويخلط غالبا بمواد كيمياوية أخرى وتنجم عنه آثار صحية خطيرة على متعاطيه.
وقد عثرت السلطات على حبوب وصفات طبية وحقن مستعملة و50 حقيبة صغيرة تحتوي على هيروين في شقة هوفمان.
وأظهر تقرير صادر عن وزراة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن عدد الأشخاص الذين يقولون إنهم تعاطوا الهيروين في العام الماضي ارتفع من 404 آلاف شخص في عام 2002 الى 669 ألفاً في عام 2012.
ووفقا لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية فإن مصادرة الهيروين ارتفعت بنسبة 30 بالمئة خلال نفس فترة الأعوام العشرة. وكانت عودة الهيروين للظهور الأكثر وضوحاً في شمال شرق الولايات المتحدة حيث يتوفى العشرات سنوياً بسبب تعاطي هذا النوع من المخدرات.
رخيّص.. مش كويّس
وفي ميشيغن، ازداد الإقبال على تعاطي الهيروين خلال السنوات الخمس الماضية كبديل للعقاقير الطبية الآخذة أسعارها بالصعود بسبب التضييق الحكومي. فالحبوب المهدئة والمخدرة التي يحررها الأطباء بوصفات تجعل الكثير من المرضى يقعون فريسة الإدمان على الأفيون. وهؤلاء لا يجدون غير الهيروين الرخيص للإحلال مكان الوصفات الطبية المكلفة.
ويقول ريتش آيزاكسون، من شعبة مكافحة المخدرات في ديترويت، إن جميع المناطق في جنوب شرق ميشيغن تاثرت بموجة انتشار الهيروين بسبب ارتفاع أسعار الحبوب المخدرة الطبية مثل «فايكودين» و«أوكسيكودن». يشار الى أن سعر حبة «فايكودين» في الشارع تصل الى 80 دولاراً في مقابل 5 دولارات لجرعة الهيروين.
وقد سجلت معدلات تعاطي الهيروين على المستوى الوطني زيادة 79 بالمئة بالمقارنة بين 2007 و2012 كما أن عدد الوفيات الناتجة عن الجرعات المفرطة زاد 45 بالمئة بالمقارنة بين 2006 و2010. وهناك 158 حالة وفاة سجلت في ميشيغن بهذا السبب بين 2007 و2011.
وقالت دائرة الصحة في مقاطعة أوكلاند إن هناك ارتفاعاً بعدد المراجعين للعلاج من الادمان على الهيروين بنسبة 9 بالمئة بين العامين 2012 و2013، وإنه خلال السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت نسبة المراجعين للعلاج من الإدمان على الهيروين 25 بالمئة.
وفي مقاطعة ماكومب وصل عدد المتعالجين من الإدمان على الهيروين الى 1886 في العام 2013، يمثلون 42 بالمئة من المتعالجين من كافة انواع الإدمان مقارنة بـ25 بالمئة في عام 2003.
وأكد مسؤولون صحيون أن الادمان على مواد الأفيون، بما في ذلك الهيروين، ظاهرة آخذة في الإتساع سنة بعد أخرى. وقال مسؤولون في دائرة الصحة بمقاطعة وين، إن أسباب الوفيات الناتجة عن تعاطي المخدرات سببها الأساسي الهيروين. ويقول آيزاكسون إن هذا المخدر خطير جداً «فليس هناك هيروين آمن.. والمتعاطي كمن يلعب الروليت الروسية». وأضاف آيزاكسون أن الإدمان منتشر بين جميع الفئات العمرية لكن أخيراً تبين أن معظم الوفيات بين سن 15 و39 عاماً.
ويذكر أن الإقلاع عن تعاطي الهيروين يعد من أصعب تحديات المدمنين على المخدرات، علماً بأن حوالي ٢٥ بالمئة من المتعاطين يدمنون عليه بعد الجرعة الأولى.
والهيروين مخدر قوي للجهاز العصبي المركزي ويسبب إدماناً جسدياً ونفسياًَ قوياً. ويستخلص الهيروين من أستلة المورفين وهي مستخرج من نبات الأفيون، غير أن الجرعات التي تباع في الشارع غالباً ما تكون مخلوطة بمواد كيمياوية أخرى تجعل من المخدر أكثر ضرراً
وقد صنع الهيروين أول مرة سنة 1898 بواسطة الكيميائي الالماني، هنريك دريسار، لصالح شركة الأدوية الألمانية «باير».
Leave a Reply