ديترويت – في «خطاب ناري» ألقاه أمام 18 ألف شخص احتشدوا في حلبة «جو لويس» بمدينة ديترويت، شن زعيم منظمة «أمة الاسلام»، لويس فرقان، هجوماً على النظام القضائي في الولايات المتحدة واصفاً إياه بـ«الفشل» بسبب التحيّز الفاضح ضد الافارقة الاميركيين.
وطالب فرقان في خطابه الذي جاء في اليوم الختامي من فعاليات المؤتمر الذي استمر لأربعة أيام، الأميركيين السود بإنشاء محاكمهم الخاصة «لأن شعبنا لم يعد قادراً على تحمل المزيد». وفي خطابه الذي استمر ثلاث ساعات، دعا زعيم «أمة الإسلام»، السود الى الإعتماد على أنفسهم وعلى تعاليم القرآن والإنجيل لإنشاء نظامهم العدلي، محذراً من أن الولايات المتحدة تذهب في «طريق الخراب لأنها تخلت عن طاعة الله».
وفيما جلس خلفه عضو الكونغرس الأميركي عن ديترويت جون كونيورز، الى جانب رئيس مجلس بلدية ديترويت بريندا جونز: سأل فرقان الحضور: هل كانت أميركا عادلة معنا؟». فجاء الرد من الحضور: «لا».
وقد شهد المؤتمر مشاركة رجال دين مسيحيين بينهم الأب جيم هولي راعي كنيسة «ليتل روك» المعمدانية، فيما انتقد فرقان في كلمته رجال الدين المسيحيين الذين يتساهلون مع زواج المثليين ويعقدون قرانهم، مؤكداً أن هذا يتنافى مع تعاليم الإسلام والمسيحية التي تحرم هذا النوع من الزواج.
ونوه فرقان الى أن «أمة الإسلام» (ومقرها شيكاغو) التي تأسست في ديترويت عام ١٩٣٠ ستعود الى هذه «المدينة العظيمة»، لافتاً الى أن اختيار ديترويت لعقد المؤتمر السنوي، وذلك للمرة الأولى منذ عام ٢٠٠٧، يعني أننا «عدنا لنبقى».
وكان فرقان قد دعا العام الماضي، السود للاستثمار في ديترويت، فيما تقول مصادر «أمة الإسلام» إن العديد من أعضائها انتقلوا للعيش في ديترويت للمساهمة في نهضة المدينة التي تشهد تحولات كبيرة هذه الأيام قد تعيد تشكيل توازناتها الديموغرافية التي يشكل السود أكثر من ٨٠ المئة من مجمل سكانها.
والجدير بالذكر أن خطاب فرقان جاء احتفالاً بـ«يوم المنقذ» الذي يحتفي به أتباع هذا المذهب بعيد ميلاد والاس فارد محمد، مؤسس حركة «أمة الإسلام» ومقرها «مسجد مريم» في شيكاغو، علماً بأن «المعبد الأول» لا زال قائماً في ديترويت. ويذكر أن والاس، رجل غامض الأصل -يُعتقد بأنه يمني- ظهر في ديترويت سنة 1929 ثم اختفى بعد خمس سنوات، وحمل لواء الحركة بعده رجل اسمه إليجا محمد وعلى يديه تأصلت عقيدة هذه المنظمة، التي حاول «مالكوم أكس» إصلاحها قبل اغتياله.
Leave a Reply