ثلاثة مرشحين حتى الآن أعلنوا رسمياً دخولهم السباق التمهيدي على منصب محافظ مقاطعة وين الذي سيقام بين الديمقراطيين في آب (أغسطس) المقبل، فيما يظل المحافظ الحالي، روبرت فيكانو، في «المنطقة الرمادية» حيث لم يعلن بعد عن ترشحه للاحتفاظ بمنصبه على رأس حكومة أكبر مقاطعة في ميشيغن (١,٩ مليون نسمة) ومن ضمنها مدن ديترويت وديربورن وليفونيا.
فيل كافانو (عضو مجلس نواب الولاية) الذي أعلن ترشحه رسمياً يوم الإثنين الماضي، وكفين مكنمارا (عضو هيئة مفوضي مقاطعة وين)، يأتيان من عائلتين سياسيتين بارزتين في المقاطعة، فالأول هو ابن رئيس بلدية ديترويت الأسبق جيرومي كافانو (١٩٦٢-١٩٧٠)، أما الثاني فهو نجل محافظ مقاطعة وين السابق إدوارد مكنمارا (١٩٨٧ -٢٠٠٢) الذي كان خلال سنوات حكمه يعتبر «صانعاً للملوك» حيث دعم مسيرة جنيفر غرانهولم من موظفة في إدارته الى اعتلاء منصب مدعي عام الولاية ثم حاكمة لها، كما أن فوز كوامي كيلباتريك برئاسة بلدية ديترويت جاء بفعل دعم مكنمارا الذي أُطلق اسمه لاحقاً على المبنى الرئيسي في مطار ديترويت الدولي.
المنافس الثالث في السباق التمهيدي للديمقراطيين، هو رئيس بلدية مدينة وستلاند الحالي بيل (وليام) وايلد، الذي يتميز عن كافانو (ريدفورد) ومكنمارا (تايلور) بأنه يأتي من عالم الأعمال ويستفيد من ذلك لإدارة شؤون المدينة بأفضل فعالية وبأقل مصاريف ممكنة، وقال وايلد في حديث لـ«صدى الوطن، إن خبرته العملية في إدارة مصلحته التجارية ساعدته في وضع موازنة للبلدية لعامين اثنين مع تحقيق فائض بخمسة ملايين دولار، دون اللجوء لفرض ضرائب اضافية على السكان أو تقليص الخدمات الأساسية، بل اعتمد في ذلك فقط على تخفيض نفقات إدارة البلدية الى أقل حدود ممكنة.
التقشف من أعلى الهرم
وايلد (45 عاماً) صاحب ورشة خردة اسمها «سكراب بسترز»، أُسِّسَت قبل 25 عاماً، قال إنه في حال انتخابه محافظا للمقاطعة سيسعى الى فعل الشيء نفسه الذي فعله لوستلاند التي تعرضت لأزمة مماثلة لأزمة المقاطعة، حيث تقلصت إيرادات الضرائب بشكل حاد نتيجة تراجع أسعار المنازل. وما فعله وايلد تحديداً أنه قام بإلغاء العديد من الوظائف العليا في البلدية، حيث يحق له تعيين ١٨ موظفاً لمساعدته في الإدارة، لكنه اكتفى بـ١٢ تعييناً، ما سمح بتوفير مليون دولار سنوياً لصالح خزانة البلدية.
وأضاف رئيس البلدية انه عمل أيضاً مع النقابات لتأمين تنازلات وتمكن من تقليص عدد عمال البلدية بـ125 موظفاً بما يتناسب مع الإيرادات. وهذا ما لا يحصل في مقاطعة وين، بحسب وايلد، الذي انتقد إدارة فيكانو قائلاً إن الرواتب والمزايا التي يحظى بها موظفو المقاطعة ينبغي أن تعكس قدرات المقاطعة المالية، كما تعهد بحال فوزه على إحالة موظفي المقاطعة الجدد الى نظام «401 كاي» التقاعدي بدلاً من صندوق المقاطعة، بحيث يساهمون شخصياً في معاشاتهم التقاعدية، وبهذه الطريقة يمكننا رفع هذا العبء عن كاهل المحافظة.
وبخصوص إمكانية وضع الولاية يدها على مقاطعة وين وتعيين مدير طوارئ مالية لها بسبب عدم قدرتها على ضبط ميزانيتها، قال وايلد إنه يوافق على ذلك، لكنه يؤكد أنه سيسعى الى هذا المنصب حتى لو صودرت سلطاته من قبل مدير معين من لانسنغ، كما حال بلدية ديترويت مثلاً. وأضاف ان المقاطعة ليست بحاجة الى مدير طوارئ وانما الى محافظ يتمتع بقدرات قيادية فذة، وضرب مثالاً على ذلك شركة «جنرال موتورز» التي تعرضت لهزة مالية ولم تلجأ الى تعيين مدير طوارئ وانما قامت بتعيين مدير تنفيذي جديد.
وأبدى وايلد الذي يرأس بلدية وستلاند منذ 7 سنوات ثقته بقدراته لتقلد منصب محافظ مقاطعة وين، قائلاً إن خبرته في القطاع الخاص الى جانب خبرته على رأس بلدية وستلاند (٨٢ ألف نسمة)، تجعل منه مؤهلاً لقيادة المقاطعة التي لا بد من «إصلاح صورتها»، مشيراً الى مشروع سجن المقاطعة الفاشل والذي كلف المقاطعة 100 مليون دولار قبل إلغائه وعرضه للبيع، وقال «لو كنت المحافظ لما سمحت بكل هذه الفوضى»، لافتاً الى أنه يتم حالياً بناء مقر جديد لبلدية وستلاند وآخر لدائرة الاطفاء وكلاهما ضمن الميزانية وسوف يستكملان في الوقت المحدد.
قضايا المقاطعة
وقال وايلد إنه يريد تغيير الصورة المأخوذة عن مقاطعة وين الملطخة «بالفضائح والفساد والمشاريع الفاشلة»، وذلك بهدف استعادة ثقة المقيمين ورجال الاعمال والمستثمرين. وأكد أنه سوف يسعى لجعل وين مقاطعة مرحبة بالاستثمار ويتخذ اجراءات لتحقيق هذه الغاية، منوها الى استثمارات بقيمة 200 مليون دولار دخلت وستلاند في عهده، وقال انه سينقل برنامج «الطريق السريع نحو الاعمال» المطبق في وستلاند الى المقاطعة والذي من خلاله يطرح المستثمرون افكارهم مباشرة على المسؤولين في البلدية.
وفي الشأن الأمني، قال وايلد إن الناس يريدون من مكتب شريف المقاطعة الضلوع في محاربة الجريمة وليس اقتصار دوره على إدارة السجون، «ولكن لتحقيق ذلك علينا أولا ضبط الميزانية.. وإلا سيتواصل تراجع الخدمات».
وفي سياق الصراع بين مدعي عام المقاطعة كيم وورثي وفيكانو، أعرب وايلد عن تضامنه مع الأولى التي تطالب بميزانية أكبر لمكتبها، وقالت وورثي الشهر الماضي إن نقص الموظفين في مكتبها سببه المحافظ الذي لا يهتم بالأمن ولا نحصل منه سوى على الكلام المعسول». وأكد وايلد وقوفه الى جانب وورثي مشددا على أهمية الأمن والسلامة العامة، وهي «الشيء الأهم» لكل مدينة أو مقاطعة.
وايلد لم ينتقد فيكانو مباشرة وقال إن والده علمه ألا يحاول إبراز نجاحه من خلال التهكم على فشل الآخرين.. فهذا ليس طريق النجاح»، وأضاف أنه كان على علاقات طيبة مع فيكانو وإدارته.
وايلد متزوج من شيري وهي معلمة في وستلاند، ولديه منها ثلاثة أبناء، ومن هواياته مشاهدة الأفلام والطبخ ولعبة الهوكي.
وايلد الذي يتمتع بمظهر أنيق يؤكد أن طموحه قديم حيث قال لـ«صدى الوطن» إنه كان يتطلع منذ سنوات لخوض الانتخابات لمنصب المحافظ، وقد أمكنه جمع 250 الف دولار لحملته، لافتاً الى أنه ينوي اقامة العديد من اللقاءات لجمع التبرعات بضمنها لقاءات مع الجالية العربية الاميركية، بهدف جمع 1,5 مليون دولار قبل الانتخابات التمهيدية في آب (اغسطس) والتي سيتمكن الفائز فيها من حسم السباق عملياً، نظراً لأن المقاطعة تعتبر عرين الحزب الديمقراطي في ميشيغن.
ترحيب بالتنوع.. وبالعرب
ومن المعروف أن مدينة وستلاند تقع الى الغرب من مدينة ديربورن هايتس والجنوب من ليفونيا، حيث تضم هاتان المدينتان نسبة متنامية من العرب الأميركيين، أما وستلاند، فيقول إنها تعتمد منذ توليه رئاسة البلدية سياسة الترحيب بالتنوع الإثني. وأضاف وايلد «عملت مع مختلف الهيئات واللجان في البلدية لجذب التنوع الى المدينة، بما في ذلك العرب». وأضاف «عملنا مع نوال حمادة لفتح مدرسة تشارتر في المدينة تحت اسم «يونيفرسال ليرنينغ أكاديمي»، وهي فكرة ما كانت لتوافق عليها الإدارة السابقة.
وشدد وايلد على أن وستلاند تزداد تنوعاً بشكل كبير لاسيما في السنوات الأخيرة، حيث ينتقل للعيش فيها سكان من مختلف الإثنيات.. «أصبحنا نسميها «مدينة جميع الأميركيين» فهي تشبه أميركا المكونة من جميع الناس من كافة الخلفيات».
وطلب وايلد من العرب الاميركيين الذين لديهم أقارب أو معارف يقيمون في وستلاند أو لهم اعمال تجارية فيها أن يسألوا عن أدائه وأداء البلدية.. «عندها ستصبح لديكم فكرة عني كمحافظ».
Leave a Reply