ساعتان ونيف أمضاها صاحبي بانتظار أن يأتيه الدور لمراجعة الموظف المختص في «أكسس». وبعد أن دفع الرسم المطلوب والبالغ خمسة وعشرين دولاراً بالتمام والكمال، أجابه الموظف ببرود شديد «لا يمكننا مساعدتك وعليك أن تنتظر سبع سنوات على الأقل لتلم شمل عائلتك».
عاد صاحبنا بخُفَّي حنين جارّاً ذيولَ الخيبة معه وهو يبلغ زوجته بما أشار عليه موظف «أكسس»، فابنته تعيش وحيدة في بلدها الام، ولا حول ولا طول لإحضارها.
وبعد أيام عاد لمراجعة «أكسس» بشأن آخر ودفع المعلوم. وتقدم بطلب وانتظر أسابيعاً دون أن يصله جواب على طلبه.. وعاد ثالثة وانتظر لساعات وطلبوا منه دفع الخمسة وعشرين دولاراً مجدداً ليراجع بشأن آخر من الشؤون الني تواجه المهاجرين الجدد. فترك «أكسس» ومضى بدون أن يراجع الموظف.
لم تكن شكواه عن المبالغ التي دفعها في كل مرة دون نتيجة، بل كانت من ساعات الانتظار المقيتة التي يمضيها الناس بانتظار أن يفرغ أحد الموظفين لمقابلتهم. ويا لها من مقابلة غالباً ما تكون بلا نتائج ومدفوعة الأجر سلفاً.
وعندما تجرأ صاحبنا وسأل الموظفة التي كانت تنادي بالأسماء، عن سبب الانتظار الطويل، وهل كل مراكز «أكسس» مثل مركز شايفر، ردت الموظفة ببرود شديد «ماذا نفعل إذا كان لايوجد لدينا سوى موظفة واحدة؟».
إذن موظفة واحدة فقط هي من يرد على طلبات الناس المدفوعة الأجـر سلفاً، فكيف الحال لوكانت الخدمة مجانية؟ وكيف لموظف أو اثنين أن يقابلا هذا الكم الهائل من المراجعين يومياً والذين يضطرون للحضور قبل ساعة من بدء العمل وربما يقف بعضهم وسط البرد القارس أمام الباب بانتظار أن يفتح عند الساعة الثامنة صباحا ليجلس على كرسي الانتظار ريثما يبدأ استقبال المراجعين عند الساعة التاسعة، لتبدأ معها مرحلة جديدة من الانتظار قد تدوم لساعات. فترة الانتظار القاتلة هذه بمثابة عقوبة للمراجع الذي يقضي الوقت بالنظر في ساعته والتحديق بوجوه المنتظرين من أمثاله.
أما عن لطف ومهنية الموظفة، فحدّث ولا حرج.
لا ننكر أن «اكسس» تقدم خدمات صحية وواجتماعية عديدة للجالية العربية وسائر السكان في المنطقة، ولكن كيف للمركز الذي يتلقى المنح والتبرعات، ألا يوفر أي خدمة مجانية حقيقية للسكان. أوليس «أكسس» للفقراء ومحدودي الدخل؟
أم أنه كالمنشار يأكل عالطالع والنازل؟
Leave a Reply