يتوعّد روسيا بـ«ثمن» إذا لم تتراجع عن ضمّ القرم
واصل الرئيس الاميركي باراك أوباما استخدام الوعيد ضد موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية مهدداً إياه بـ«دفع الثمن» اذا لم تتراجع عن محاولات ضم شبه جزيرة القرم، وذلك قبل أيام قليلة من الاستفتاء الذي تنظمه السلطات الانفصالية في القرم الاحد المقبل والذي يتوقع أن يقر انضمام شبه الجزيرة الى الإتحاد الروسي.
وفي سيناريو يبدو شبيها بزمن الحرب الباردة، رفضت موسكو تحذيرات واشنطن بشأن القرم وقررت العودة الى الوراء عدة عقود، الى زمن توازن الرعب بين القوتين النوويتين العظميين. وفي حال ثبتت موسكو سيطرتها على القرم فان ذلك سيؤثر على صورة اوباما الذي تعرض اصلا لهجمات خصومه الجمهوريين في الكونغرس، وسيتعين عليه تنفيذ تهديداته بفرض عقوبات على موسكو مع ما سيستتبع ذلك من خطوات انتقامية قد يلجأ اليها الروس وفي مقدمتها قطع إمدادات الغاز عن أوروبا.
ورغم نفيه وجود حرب باردة، أطلق أوباما تهديداً مباشراً أثناء استقباله رئيس الوزراء الأوكراني المؤقت أرسيني ياتسينيوك في المكتب البيضاوي، الأربعاء الماضي، وقال أوباما إنه والمجتمع الدولي يرفضان ما أسماه «انتخابات متهورة» في القرم. وحذر من أن «واشنطن وحلفاءها سيضطرون الى فرض ثمن» على روسيا اذا لم تتراجع عن «انتهاكات للقانون الدولي وتعدياتها على أوكرانيا».
وانعقد الاجتماع الرامي الى إظهار دعم أميركي قوي لكييف، فيما يستعد وزير الخارجية الأميركي جون كيري للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في لندن الجمعة (مع صدور هذا العدد)، في محاولة لا مفر منها لوقف التصعيد المتفاقم بين موسكو وواشنطن بعد «الهجوم المعاكس» الذي شنه الروس بمواجهة الإنقلاب المدعوم من الغرب ضد الرئيس يانكوفيتش تحت عنوان «الأمر الواقع»، وهو ما قابلته موسكو بـ«واقع» جديد على أرض القرم بانتشار آلاف الجنود والاستعداد لضم شبه جزيرة القرم التي تحتضن أهم الموانئ الروسية المطلة على المياه الدافئة.
وشكلت الأزمة الأوكرانية محور اتصالات أوباما بعدد من زعماء العالم، حيث أعلن البيت الابيض أن الرئيس الأميركي تحدث هاتفيا مع نظيره الصيني شي جينبينغ بشأن الوضع في اوكرانيا. وأوضح البيان أن الرئيسين «أكّدا اهتمامهما المشترك بخفض حدة التوتر وايجاد حل سلمي للأزمة». واتصل أوباما أيضاً بنظيره الكازاخي نور سلطان نزارباييف، ورئيس الوزراء الأسباني ماريانو راخوي إضافة الى زعماء أوروبيين آخرين، وأكدوا جميعاً دعم سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. ومنذ أن اتخذت الأزمة منعطفاً حاداً مع تحركات القوات الروسية في القرم، اتصل الرئيس الاميركي هاتفيا مرتين ببوتين وأجرى معه محادثات مطولة -لـ90 و60 دقيقة توالياً- وصفتها واشنطن بـ«المباشرة» و«الصريحة».
يقاطع أردوغان..
تمر العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وتركيا في أزمة غير مسبوقة على وقع التطورات السياسة الداخلية التي تنتهجها حكومة رجب طيب أردوغان ضد المعارضة التي بدأت بدورها بتنظيم مظاهرات واسعة للإطاحة برئيس الوزراء التركي الذي يعيش «خريفه السياسي» بحسب المراقبين.
وعلَّقت على ذلك صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأميركية بقولها إن سر توقف الرئيس الأميركي عن الاتصال بأردوغان خلال الفترة الماضية هو «أمر متعلق في الأساس بالسياسات التي ينتهجها أردوغان في الداخل، سواء بقمعه مظاهرات المعارضة، ولجوئه لنظريات المؤامرة المناهضة للغرب وتلويحه بإغلاق موقعي يوتيوب وفيسبوك».
وحصل هذا الجفاء فجأة بعدما كان يهاتف أوباما أردوغان بانتظام في عز الحملة على «النظام القمعي في سوريا»، وبعدما ظل ينظر البيت الأبيض إلى تركيا باعتبارها نموذجاً يحتذى به للديمقراطية الإسلامية الناجحة، بدأت الإدارة الأميركية، بحسب «كريستيان ساينس مونيتور»، تبتعد عن أنقرة تحت عنوان القمع نفسه.
يستعين بـ«نجوم يوتيوب» لتسويق موقع «أوباماكير»
في إطار جهوده لحث الشباب الأميركي للتسجيل في نظام الرعاية الصحية الجديد قبل موعد ٣٠ آدار (مارس)، أظهر الرئيس باراك أوباما بعض مواهبه الفكاهية عندما حل ضيفا على الفنان الكوميدي زاك غاليفياناكيس الذي سخر مطولاً من أوباما وقال عنه إنه «أول وآخر رئيس أسود لأميركا» كما اقترح بناء «مكتبة أوباما الرئاسية» في كينيا.
وبثت المقابلة الساخرة على شبكة الانترنت يوم الثلاثاء الماضي مع غاليفياناكيس، وهو نجم سلسلة أفلام «هانغ أوفر» كما يحظى برنامجه الحواري «بيتوين تو فيرنس» بشعبية كبيرة بين الشباب تحت سن 30 عاما، وهؤلاء تحديداً من يسعى أوباما الى ضمهم الى نظام الرعاية الصحية الجديد.
وعندما سأل غاليفياناكيس عن شعور أوباما بأن أول وآخر رئيس أسود، رد عليه أوباما بسؤاله «ما هو شعورك أن تكون هذه هي آخر مرة تتحدث فيها مع رئيس؟». وردا على سؤال عما إذا كان الأمر مزعجاً أنه لا يستطيع أن يترشح لفترة ثالثة كرئيس، قال أوباما «إذا ترشحت لفترة الثالثة، سيكون هذا كإنتاج جزء ثالث من فيلم «هانغ أوفر»، لم يحقق هذا النجاح المأمول أليس كذلك؟»، علماً بأن المقابلة صورت داخل البيت الأبيض.
ومع التوقف عن المزاح، أعطى غاليفياناكيس في نهاية المقابلة أوباما منبراً لتوجيه رسالة إلى الشباب للحصول على تغطية صحية «يظنون أنهم قد لا يحتاجونها». وقال أوباما «نظام الرعاية الصحية يعطي الشباب الأميركي فرصة الحصول على تغطية صحية بنفس تكلفة فاتورة الهاتف المحمول.. أمامهم فرصة حتى 31 آذار».
وكان أوباما قد التقى الأحد الماضي بعدد من نجوم موقع «يوتيوب» ومن بينهم كوميدي معروف بتقليده للرئيس، وذلك في اجتماع عقد في البيت الأبيض لتباحث سبل تسويق الموقع الحكومي الخاص بنظام الرعاية الصحية، وتشجيع الشباب للحصول على التغطية الصحية التي باتت إلزامية وفق القانون الجديد المعروف باسم «أوباماكير».
وأثنى أوباما على موهبة إيمان كروسون في تقمص شخصيته، وأكد له أنه لم يشعر بأي ضيق من تقليده له، وداعبه قبل بدء الإجتماع بالقول «ينقصك فقط بعض الشعر الرمادي».
ارفعوا الحدّ الأدنى للأجور
أوباما يتبضع في أحد متاجر نيويورك. |
قام الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي كان في نيويورك لمناسبة عامة، بالتسوق سريعاً قبل العودة إلى البيت الأبيض، من متجر «غاب» للألبسة مكافأة لقرار هذه الشركة برفع الحد الأدنى لأجور العاملين فيها، وهو توجه يدعمه الرئيس ويعارضه الكونغرس، ويبدو أنه سيكون من الأوراق الرابحة بيد الديمقراطيين في الإنتخابات النصفية المنتظرة والتي ستحسم مصير العامين الأخيرين من رئاسة أوباما.
وفي نيويـورك، توقف الموكب الرئاسي المؤلف من سيارات مصفحة وآليات للشرطة، بعد ظهر الثلاثاء الماضي، أمام متجر يقع قرب محطة «غراند سنترال»، حيث قام أوباما بشراء ملابس لعائلته. واشترى الرئيس الأميركي كنزات خفيفة لابنتيه وسترة رياضية لزوجته. وقال مازحاً: «أظن أن البنات سيذهلن بذوقي في مجال الموضة».
وخلال خطابه حول «حال الاتحاد»، حض أوباما الكونغرس على رفع الحد الأدنى الفدرالي للأجور من 7,25 دولار إلى 10,10 دولار في الساعة. وأكد أن رفع أجور العاملين «ليس مفيداً لهم ولعائلاتهم وحسب، بل للاقتصاد برمته».
يكرم مغنّيات السول
استضاف الرئيس الأميركي باراك أوباما احتفالاً أقيم مساء السبت الماضي في البيت الأبيض، إحتفاء بمغنيات موسيقى السول اللواتي شكلن «التاريخ الأميركي» وفي مقدمتهن أسطورة الغناء أريثا فرانكلين.
وشاركت في أمسية «نساء السول» مغنيات يعتبرن رموزا في عالم الموسيقى الأميركية مثل فرانكلين وميليسا إثريدج، وباتي لابيل بجانب مجموعة أخرى من الفنانات. وقد تناقلت وسائل الإعلام خطأ وقع به الرئيس عندما حاول تهجئة كلمة «احترام» أثناء تقديم تحية خاصة للمغنية أريثا فرانكلين، وتابع وسط همهمات ضاحكة للحاضرين: «عندما غنت أريثا عن الاحترام. لم تكن لديها أية فكرة بأنها ستصبح صرخة لاستجماع قوى الأميركيين الأفارقة والنساء وكل المهمشين».
ولم يؤثر خطأ الرئيس اللغوي على أجواء الحفل الذي أحيته المغنية باتي لابيل بأغنية «في مكان ما تحت قوس قزح» التي رقص الزوجان الرئاسيان على أنغامها. وموسيقى السول (الروح) هي أحد ألوان الموسيقى الشعبية التي نشأت في الولايات المتحدة في بدايات خمسينيات وستينيات القرن الماضي تقوم على أساس الجمع بين عناصر من موسيقى الغوسبل الكنسية الأفريقية الأميركية والإيقاع والبلوز.
Leave a Reply