يبدو أن مشروع حظر بيع السجائر الإلكترونية لمن هم تحت سن 18 عاماً سيواجه مزيداً من النقاش في لانسنغ، فبعد أن نال مشروع القانون موافقة مجلس الشيوخ، رفع حاكم الولاية ريك سنايدر السقف وطالب مجلس النواب بإقرار مشروع آخر بحجة أن مشروع مجلس الشيوخ «لم يذهب بعيداً بما فيه الكفاية». كلا الجانبان المشاركان في الجدل حول السجائر الالكترونية في الولاية متفقان على ضرورة إبعاد مصادر نفث النيكوتين عن الصغار، ولكنهم مختلفون حين يتعلق الأمر بتنظيم السيجارة الإلكترونية التي يثار حولها الكثير من الجدل وسط دعم شركات التبغ لأي توجه يحد من انتشار هذه الأجهزه التي تعمل بالبطارية الأسطوانية لتسخين سائل النيكوتين ونفث البخار.
في مجلس الشيوخ وافق الحزبان على حظر بيع واستخدام السجائر الإلكترونية وأجهزة نفث النيكوتين لمن هم تحت سن 18 عاماً. وقال السناتور غلين أندرسون (ديمقراطي عن وستلاند) انه يرعى المشروع لأنه من غير المعقول السماح للصغار بشراء واستخدام منتجات تسبب الإدمان.. لكن سنايدر يطالب بالمزيد قبل التوقيع. فالحاكم ويسانده لوبيات الصحة يقول إن المشروع يعطي السجائر الالكترونية «وضعاً خاصاً» من خلال عدم إخضاعها للمعايير المفروضة على التبغ. ويطالب هؤلاء بمعاملة السجائر الالكترونية بمثل ما تعامل به السجائر التقليدية، ليس فقط فيما يتعلق بصغار السن وإنما لجهة الضرائب وقوانين الاستخدام العام، بحيث يحظر استخدامها في المطاعم وأماكن العمل، وهو الأمر المتروك حالياً لأصحاب الأعمال التجارية. وتستند وجهة النظر هذه على أن السيجارة الإكترونية تسبب الإدمان على النيكوتين تماماً مثل منتجات التبغ، رغم عدم ثبوت تسببها بأضرار صحية على المدى الطويل.
بل إن الدكتور ماثيو دايفس، من وزارة الصحة في ميشيغن، قال إن «أفضل شيء يمكن فعله في الولاية الآن هو، أن نعمل للمساعدة في حماية السكان من المخاطر الصحية المحتملة من السجائر الإلكترونية التي لا نعرف عنها سوى القليل».
وبدلا من استنشاق المواد السامة الموجودة في التبغ، فإن مستخدمي السجائر الإلكترونية يستنشقون بخار النيكوتين السائل.
ويتوقع السناتور أندرسون أن تفشل محاولات الولاية تصنيف السجائر الالكترونية ضمن منتجات التبغ بانتظار صدور قرار في هذا الشأن من وكالة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أي).
وهناك 27 ولاية تحظر بيع السجائر الالكترونية لصغار السن بحسب المؤتمر الوطني للمجالس التشريعية في الولايات،
مع الإشارة الى أن استخدام السجائر الالكترونية يلاقي شعبية متزايدة بين صغار السن خلال السنوات القليلة الماضية حيث تضاعف عدد مستخدميها في أوساط طلبة المرحلتين المتوسطة والثانوية بين العام 2011 و2012 بحسب تقرير مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها (سي دي سي) الصادر في أيلول (سبتمبر)، والذي أظهر أن معدل استخدام السجائر الالكترونية في أوساط طلبة المدارس الثانوية على مستوى أميركا ارتفع من 1,5 الى 2,8 بالمئة خلال هذه الفترة، كما وصل عدد طلاب المدارس المستخدمين لهذه السجائر (خلال شهر من سؤالهم) 1,78 مليون طفل في العام 2012.
وقال التقرير إنه في العام ٢٠١١ ارتفعت نسبة مستخدمي السجائر الالكترونية من المدخنين، من 10 الى 21 بالمئة مقارنة بالعام ٢٠١٠، أما نسبة مستخدمي السجائر الالكترونية من البالغين وصلت في العام ٢٠١١ الى 6 بالمئة، أي ضعف ما كانت عليه في 2010.
لا أحد يعرف ما هي الآثار الصحية للسجائر الإلكترونية على المدى الطويل. تحت هذا العنوان تشن حرب عالمية باسم الصحة العامة على السجائر الإلكترونية. وقد وافق مؤخراً مجلس مدينة لوس أنجلوس على حظر تدخين السجائر الإلكترونية في الأماكن العامة والمطاعم والحانات والأندية الليلية بالمدينة.
وكانت مدينة نيويورك قد صوتت لصالح حظر السجائر الإلكترونية في الأماكن العامة نهاية العام الماضي، بينما لا تسمح شيكاغو للأشخاص بتدخين السجائر الإلكترونية في الأماكن التي يحظر فيها التدخين العادي.
أما في بريطانيا، فقد منعت الحكومة الأشخاص الأقل من 18 عاماً من شراء السجائر الإلكترونية، كما هو الحال بالنسبة لمنتجات التبغ حالياً.
Leave a Reply