تقترب المؤسسة الرياضية اليمنية الأميركية في ميشيغن (MYSA) من اختتام دورتها الشتوية العاشرة، التي تحولت خلال العقد الأخير الى ملتقى أسبوعي يجمع هواة كرة القدم (ميني فوتبول) من البراعم والأشبال والشباب من أبناء الجالية العربية في منطقة ديترويت. نسخة هذا الموسم انطلقت في 19 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي ومن المقرر إقامة حفلها الختامي في أواخر نيسان (أبريل) القادم كما جرت العادة. لكن الأمر المختلف لهذا العام، هو إقامة الدورة في مدينة ملفينديل، بعد أن ظلت ملاعب مدينة تايلور المغلقة تحتضن منافسات البطولة منذ انطلاقتها في العام ٢٠٠٣، وذلك بسبب عدم توفر قاعة مغلقة ملائمة في مدينة ديربورن، التي لطالما تباهى المسؤولون فيها بتوفير أفضل الخدمات لسكان المدينة!
«المؤسسة» قررت نقل دورتها هذا العام الى ملعب «ملفينديل أرينا» الجديد، الواقع على «شارع ديربورن» في مدينة ملفينديل (١٠ آلاف نسمة) التي تقع مباشرة الى الجنوب من ديربورن وتتصل بها عبر شارعي شايفر وغرينفيلد، وذلك بسبب قرب القاعة المغلقة من مركز تجمع الجالية العربية مما يسهل مهمة الحضور الى الملعب لاسيما في ظل الأحوال الجوية الرديئة خلال فصل الشتاء.
النسخة العاشرة انطلقت بمشاركة 16 فريقاً مؤلفاً من لاعبين من مختلف الأعمار. ومع انتهاء مرحلة الدوري التي حسمها لصالحه فريق «شباب اليمن» (إبن المؤسسة المنظّمة)، في حين فاز فريق «وي أي سي إيغلز» ببطولة الدرجة الثانية، انطلقت مؤخراً منافسات الكأس التي تتقابل فيها فرق الدرجتين الأولى والثانية وفق ترتيبها في مرحلة الدوري، على أن تقام المباراة النهائية للكأس مباشرة قبل الحفل الختامي للدورة الذي لم يحدد موعده بعد.
«المؤسسة الرياضية اليمنية الأميركية في ميشيغن»، هي مؤسسة غير ربحية تأسست في تموز (يوليو) العام 2003، على أيدي مجموعة من النشطاء والمتطوعين، بهدف خلق بيئة سليمة لتنشئة الجيل الشاب من خلال الأنشطة الترفيهية والإجتماعية والتثقيفية وطبعاً الرياضية، سيما لعبة كرة القدم، حيث للمؤسسة فرق من مختلف الفئات العمرية وفي مقدمتها «شباب اليمن» و«الشباب».
ولسنوات طويلة اقترن اسم المؤسسة باسم رئيسها السابق، محمد ناصر التريادي (أبو طارق) الذي انتقل العام الماضي إلى مهمة الإشراف العام واضعاً خبرته الطويلة في قيادة المؤسسة بين أيدي الجيل الجديد.
وقد شهدت المؤسسة في نهاية العام الماضي إنتخابات إدارية أسفرت عن تشكيلة إدارة جديدة برئاسة الدكتور عدنان الدعيس، فيما توزعت باقي المناصب على الشكل التالي: المهندس إبراهيم صالح (نائب الرئيس للشؤون الإجتماعية)، إبراهيم ناصر (نائب رئيس المؤسسة للشؤون الإدارية)، فؤاد العليي (أمين سر)، فايز الحمري (أمين المالية) وليم علي (مسؤول العلاقات العامة)، إضافة الى مناصب إدارية وفنية أخرى تبوأها كل من فهد العليي، عبدالسلام التتح، توفيق البعداني، محمد الرياشي، نوح الشامي، خالد النمر، طارق ناصر، شمسان المنصوب، صلاح الدين صالح، مراد قاسم وخالد موسى.
أنشطة المؤسسة والجاليات العربية
ورغم أن اسم المؤسسة وأغلب أعضائها من اليمنيين الأميركيين، غير أن إبراهيم ناصر يؤكد أن منظمي الدورة الشتوية حريصون دوماً على مشاركة فرق من كامل الطيف العربي في منطقة ديترويت، حيث تشارك في نسخة هذا العام فرق لبنانية وعراقية إضافة الى لاعبين من مختلف الجنسيات العربية. كما أن «الخصوصية اليمنية» لا تعني الإبتعاد عن الهوية العربية المشتركة لجميع أبناء الجالية، بل على العكس، إذ يؤكد «أبو طارق» لـ«صدى الوطن» أن ٩٠ بالمئة من التبرعات التي تتلقاها المؤسسة من غير الأعضاء مصدرها متبرعون لبنانيون.
وتوجه أبو طارق بـ«رسالة عتب» بسبب شحة المساعدات المقدمة من مؤسسات الجالية «فهي لا تكفي لتغطية كل أنشطتنا»، مشيراً إلى أن تقديمات الأعضاء هي الرافد الأساسي لتمويل أنشطة المؤسسة على مدار العام «فهم يقدمون بالمال إضافة إلى التبرع بوقتهم وسياراتهم لنقل اللاعبين والأطفال». ويشيد «أبو طارق» أيضاً بسخاء بعض المتبرعين من خارج المؤسسة، ومعظم هؤلاء هم من أطباء الجالية الذين ساندوا المؤسسة منذ انطلاقتها، مثل الدكتور علي صبح «الذي يشعرنا وكأنه يقدم المال لأولاده حينما يتبرع»، والدكتور نبيل سليمان والدكتور محمد سهوبة (رئيس مجموعة صيدليات «فارمر»)، والدكتور سمر سلقا والدكتور محمد حمزة وآخرين…
دور إصلاحي
ولحصولها على ترخيص رسمي كمنظمة غير ربحية، تستقطب المؤسسة اليمنية الرياضية العديد من الشبان المحكومين بتأدية ساعات الخدمة العامة، وهو إجراء تأديبي تتخذه المحاكم بحق مرتكبي أفعال غير قانونية مثل القيادة تحت تأثير الخمور. والجميل في الأمر، بحسب «أبو طارق»، هو أن أغلب من يؤدون ساعات الخدمة في المؤسسة «يعودون لاحقاً للمشاركة في أنشطتنا، أحياناً يبقون بعد إنتهائهم من الساعات المطلوبة، وهذا دليل واضح على الدور الإصلاحي للرياضة».
الجدير بالذكر أن «المؤسسة الرياضية اليمنية الأميركية في ميشيغن» تقوم بتنظيم العديد من الدورات الكروية سنوياً ولمختلف الفئات العمرية، إضافة الى مشاركة فرقها ببطولات محلية وإقليمية وفوزها بالعديد من الألقاب. كما أن المؤسسة متعاقدة مع مدرسة «سالاينا» العامة في ديربورن من أجل تدريب طلابها الراغبين بتعلم وتطوير مهاراتهم في لعبة كرة القدم، وذلك ضمن حصة أسبوعية تقام بعد الدوام الدراسي.
بطل الجالية
وعن موضوع تنظيم دورة شتوية يمنية أخرى انطلقت قبل ثلاث سنوات، وانتقلت هذا الموسم الى ملاعب تايلور بعد موسمين في مدينة كانتون، يرحب «أبو طارق» بالتنوّع، بل يدعو الى توفير المزيد من المتنفسات الرياضية للشباب العربي، معتبراً أن تنظيم دورة ثانية أو ثالثة نتيجة طبيعية لتنامي الجالية واهتمامها بالرياضة، وهذا «مؤشر إيجابي رغم أهمية التعاون» حسب «أبو طارق»، لكنه اقترح تنظيم «بطولة مصغّرة» يشارك بها بطل ووصيف الكأس وبطل ووصيف الدوري من كل دورة، لتتنافس الفرق الثمانية على لقب «بطل الجالية».
لا ينكر «أبو طارق» أهمية الإعلام في تحفيز الوسط الرياضي عبر السنوات الماضية، ولاسيما جهود المحرر الرياضي السابق في «صدى الوطن»، ربيع عبد الله، حيث قال «قد نخطئ أحياناً ونصيب أحياناً أخرى لكن في النهاية لا يمكن أن نتجاهل أو ننسى دوره وما قدمه من على صفحات جريدتكم».
لا ينسى «أبو طارق» في حديثه عن «الأخوة اللبنانيين والعراقيين» توجيه الشكر لمن ثابروا ولا زالوا يثابرون للحفاظ على إنهاض الوسط الرياضي في المجتمع العربي المحلي، من أمثال حيدر بزي (سبورتنغ ميشيغن-نادي بنت جبيل اللبناني) وعباس خضر (ديربورن ستارز-الذي انتقلت ملكيته الى رجل الأعمال نسيب فواز) وخالد حمود (فريق غالاكسي) إضافة الى المشرفين على سائر الفرق المحلية.
Leave a Reply