عُقدت مساء الأربعاء الماضي جلسة إستماع علنية حضرها أكثر من ٢٥٠ شخصاً لمناقشة التغييرات المقترحة على مصنع «سفرستال» للصلب والحديد في جنوب شرق ديربورن والتي من شأنها السماح بإنبعاث كميات أكبر من الملوثات البيئية، الأمر الذي يعتبره سكان المناطق المحيطة بالمصنع العملاق «ضرباً من الجنون»، لاسيما وأنهم يعانون في الوقت الراهن من أسوأ معدلات التلوث على المستوى الوطني، فماذا لو سُمح برفع مستوى الإنبعاثات الملوثة بمئات الأضعاف.
جانب من الحضور خلال الجلسة العلنية في كلية هنري فورد. |
عقد الإجتماع في إحدى قاعات «مركز التعليم التقني» التابع لـ«كلية هنري فورد» حيث احتشد معارضو ومؤيدو التغييرات المقترحة لتبادل وجهات النظر بشأن الموضوع، وذلك بعد يوم واحد من إجتماع عقد في قاعة «بيبلوس» ضم ممثلين عن المصنع ونشطاء محليين.
وفي جلسة الإستماع، عبر عدد كبير من سكان منطقة «ساوث إند» (ديكس) عن إحباطهم من المشروع.
وبدورها، طالبت باتريسيا غوزياك، وهي من سكان المنطقة، الشركة بشراء المنازل القريبة من المصنع تماماً كما فعلت شركة «ماراثون» في منطقة جنوب غرب ديترويت حيث تقع مصفاتها النفطية، وأضافت غوزياك «أن رفع المستويات المسموحة للتلوث أمر جنوني.. فأنا لا أريد أن أصبح مجرد رقم ضمن إحصاءات، بل أود أن يكون لدي حديقة وأن أتمكن من الجلوس على العشب دون أن اضطر الى تنظيفه من الغبار الأبيض.. نحن لا نختلف عن سكان جنوب غرب ديترويت.. فجسمي يحكني وعيناي تدمع».
وتسمح التعديلات المقترحة بانبعاث المزيد من مادة الرصاص في الهواء قريباً من الأحياء السكنية الواقعة في جنوب شرق ديربورن (منطقة ديكس)، وسيصبح بإمكان المصنع بث الرصاص بوتيرة أعلى بـ٧٢٥ ضعفاً مما كانت عليه وفق شروط العام ٢٠٠٦ التي تم تعديلها.
وعليه يخشى السكان من ارتفاع نسبة التلوث لكن هناك من يعتقد أن توسعة أعمال المصنع ستكون مفيدة للمنطقة. ويقول جورج مارتينيز، وهو من سكان ديكس منذ ١٦ عاماً، إنه يرفض التعديلات تماماً وأضاف أن «الغبار.. والهواء الملوث والضجيج كل هذا يزعجنا.. هناك العديد من السكان يعانون من مشاكل تنفسية بسبب هذه الغازات المتصاعدة من دواخين المصنع».
لكن المدافعين عن التعديلات يقولون إنها لن تتسبب بزيادة التلوث في المنطقة التي تضمّ العديد من المصانع وفي مقدمتها مصانع «فورد».
ويقول مدير العلاقات الحكومية في «سفرستال»، ويليام نواكيس، «إن المصنع لن يتسبب بالمزيد من التلوث في المنطقة»، لافتاً الى وجود حوالي عشرين مصدراً آخر للتلوث في منطقتي جنوب غرب ديترويت وديربورن غير مصنع «سفرستال». وأضاف نواكيس «خضعنا لإختبارات صارمة طيلة السنوات الماضية والآن نعرف تماماً نسبة الملوثات الصادرة من مصنعنا.. والآن سوف يخفض المصنع نسب الملوثات الصادرة مقارنة بالأعوام ٢٠٠٤ و٢٠٠٥ و٢٠٠٦.. هذا يعني أننا نتحدث عن أننا نعمل على خفض التلوث».
أما في اجتماع «بيبلوس»، فكانت الأمور لصالح «سفرستال»، حيث دافع مروان بيضون وهو موظف في المصنع عن المشروع مطالباً بضرورة إقراره، «لأن عدم تحقيق ذلك سوف يهدد العديد من الوظائف المحتملة»، كما تحدث مؤيدون آخرون أشادوا بدور المصنع وإسهاماته في المجتمع عبر تقديم التبرعات للمنظمات المحلية وإنشاء أماكن ترفيهية للأطفال.
الموافقة على الترخيص تبقى قيد الإنتظار ويمكن أن تتم خلال الأشهر القليلة المقبلة، كما أنه سوف تؤخذ كل الملاحظات والأفكار المطروحة في الجلسة بعين الإعتبار عند صياغة القرار النهائي.
وتتعلق هذه الاجتماعات بالتغييرات المقترح إجراؤها على مرافق مصنع «سفرستال» للحديد والصلب في ديربورن الكائن على شارع ميلر وهو واحد من اضخم مصانع الصلب والتعدين الرائدة في العالم، وكانت ادارة المصنع بعثت رسائل في 12 شباط (فبراير) الى المقيمين في المنطقة وآخرين بينهم وكالات بيئية، تتعلق بطلب السماح باجراء تغييرات مقترحة على الانبعاثات المسموح بها الناتجة عن تشغيل أفران الاحتراق والمعدات الملحقة.
وبعد مناقشة القضايا المثارة في الاجتماعات سيتم اتخاذ القرارات النهائية بشأن طلبات الإذن، وقد اعلنت وزارة البيئة في ميشيغن بأن جلسة الاستماع العامة مطلوبة وفق الانظمة واللوائح الفدرالية وتلك المعمول بها في الولاية.
واعرب محمد حسن الذي يقيم في منطقة ديكس المحاطة بالمصانع منذ عقود، عن خشيته من أن تؤدي هذه التغييرات الى زيادة معدلات التلوث البيئي في هذه المنطقة واضاف «كنت دوما أناضل من أجل الأطفال.. نحن قلقون تجاه الاطفال وهم كثر هنا». المخاوف من التلوث البيئي في الجزء الجنوبي من ديربورن ليست جديدة، فطالما اشتكى السكان من استنشاق الأبخرة الخطرة الناتجة من مصانع فورد وسفرستال إضافة الى مصفاة ماراثون القريبة في ديترويت.
الملاحظات العامة على الترخيص تستقبل حتى ٣١ آذار (مارس) فلمن يرغب بإرسال تعليق والمشاركة يمكنه الإتصال بمنطقة جنوب شرق ميشيغن، مكتب ديترويت الميداني على الرقم التالي: ٤٧٠٠-٤٥٦-٣١٣ أو على رقم كاتي كوستير قسم جودة الهواء، مكتب ديترويت الميداني: ٤٦٧٨-٤٥٦-٣١٣
Leave a Reply