لانسنغ – أقرت ولاية ميشيغن الأسبوع الماضي السماح بصرف وصفات الماريوانا الطبية للأشخاص الذي يعانون من «اضطراب ما بعد الصدمة»، وذلك بعد أن صوت أعضاء اللجنة الإستشارية العليا لصالح هذا القرار بنتيجة 6–2، وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تضاف فيها حالة مرضية نفسية لمجموعة الحالات التي تسمح فيها الولاية بتعاطي الماريوانا الطبية.
وتجدر الإشارة الى أنه منذ إقرار قانون الماريوانا الطبية من قبل الناخبين في العام ٢٠٠٨، لم تجر السلطات في ميشيغن أي تعديل على قاعدة المستفيدين منه، بحيث صوت الناخبون لصالح استخدام هذه المادة المخدرة من قبل الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة ومؤلمة مثل السرطان، ومنذ ذلك الحين لم تتم توسعة قاعدة المستفيدين من وصفات الماريوانا الطبية، بل باءت محاولة ضم الأشخاص الذين يعانون من الأرق، لكن اللجنة العليا لم تتمكن من إقرار ذلك بعد تعادل الأصوات ٤-٤.
ويقول المدافعون عن استخدام الماريوانا إنها أكثر أماناً للمرضى مقارنة بالوصفات الطبية الأخرى مثل الحبوب المهدئة، علماً أن العديد من العسكريين السابقين ممن خدموا في العراق وأفغانستان يعانون من «اضطراب ما بعد الصدمة» الذي قد يصيب أي شخص يتعرض لحدث صادم.
ما هو «اضطراب ما بعد الصدمة»؟
حالياً، هناك سبع ولايات على الأقل تسمح للأطباء بصرف الماريوانا الطبية لهذا الغرض، ويذكر أن «اضطراب التوتر» هو اضطراب نفسي ينشأ بسبب صدمة مادية أو نفسية أو كليهما. وقد تنتج الصدمة عن عدة مصادر منها التعرض أو مشاهدة أحداث قاسية تهدد الحياة أو السلامة البدنية أو التوافق النفسي، ومثال ذلك مشاهدة المريض لموت أحد ما أو تهديد حياة المريض أو شخص آخر حوله أو التعرض لأذىً بدني بليغ أو اعتداء جنسي أو تهديد نفسي، بحيث تتجاوز تلك الأحداث قدرة الدفاعات النفسية للمريض على التحمل.
ومن الشائع إصابة الجنود في أثناء الحروب وموظفي الطوارئ بهذا الإضطراب، كما أنه شائع عند ضحايا الاختطاف والتعذيب والعنف وأسرى الحرب وضحايا الكوارث وحوادث السير.
ومن أعراض «اضطراب التوتر» يعاني المريض من تكرار تجربة الصدمة على شكل استرجاع ذهني للأحداث أو على شكل كوابيس. كما يتجنب المريض أية مثيرات مرتبطة بالصدمة (مثل الحديث أو أية أشياء قد تعيد إليه ذكريات الحادثة)، ويعاني المريض من صعوبات في النوم وفرط اليقظة.
ومن الناحية الطبية، إذا تعرض شخص ما لأحداث قاسية أصابته بالهلع أو العجز وعانى من أعراض «اضطراب التوتر» لفترة تتجاوز الشهر مع صعوبة العودة إلى حياته الإجتماعية أو المهنية بشكل معتاد، فإن هذا المريض سيشخص على أنه مصاب فعلياً بهذا الإضطراب النفسي وبات يحق له الحصول على «بطاقة الماريوانا الطبية» التي تصدرها في ميشيغن.
وفي السياق، أقرت وزارة الصحة الأميركية الأسبوع الماضي دراسة حديثة تظهر فعالية الماريوانا في معالجة مرضى «اضطراب ما بعد الصدمة»، لكن الدراسة مازالت بحاجة الى موافقة «وكالة الغذاء والدواء الأميركية» (أف دي أي) قبل اعتمادها لتصنيف الماريوانا كعقار طبي، مع الإشارة الى أن ولاية ميشيغن، كما العديد من الولايات الأخرى، تنظر قراراً فدرالياً يمنح الماريوانا صفة دواء حتى يتسنى بيعها في الصيدليات.
والجدير بالذكر أن الناخبين في ولايتي كولورادو وواشنطن (غرب) أقروا قوانين تسمح باستخدام الماريوانا لأغراض ترفيهية، كما صوتت العديد من مدن ميشيغن لصالح عدم تجريم تعاطي الماريوانا داخل حدودها.
Leave a Reply