بقلم خليل اسماعيل رمّال
إنَّ الله سبحانه وتعالى يُمهل ولا يُهمل، وبشِّر القاتل بالقتل ولو بعد حين، هذه «الحين» كانت سريعة الأجل للمجرمين في مدينة يبرود القلمونيَّة السوريَّة خبراء تفخيخ السيارات وإرسالها إلى المناطق الحاضنة للمقاومة، ولعلَّ أفضل إنجاز حقَّقتْه معركة إستعادة «يبرود-غراد» هو توغُّل مجموعة من المقاومة بالتنسيق مع الجيش العربي السوري إلى مسافة ١١ كلم في عمق الأراضي التي يسيطر عليها المسلَّحون، حيث قامتْ بتفخيخ منزل يتردَّد إليه المجرمون السفَّاحون أحمد علي حمرا وفريد محمد خير جمعة وحسام مسعود حمود، ولدى وصولهم مع أربعة من مساعديهم وغيرهم من الإرهابيين إلى الفيلا تم تفجير العبوات الناسفة فنفقوا جميعاً على الفور قصاصاً لهم على قتل النفوس البريئة، وبعضها في عمر الزهور، في مناطق الضاحية الجنوبيَّة والهرمل وبعلبك وربَّما في طرابلس أيضاً حيث لا يُستبعد تورُّطهم بتفجير مسجدي «التقوى» و«السلام» من أجل تسعير الفتنة المذهبيَّة وتسخين الرؤوس الحامية أصلا بالحقد والكراهية، مثل صيصان أشرف ريفي من «زعران المحاور» وهم بائع البقدونس المجنَّس زياد العلوكة وسعد المصري وعمر إبراهيم وأسامة منصور وحسام الصبَّاغ وعميد حمَّود مستشار الحريري الأمني. هؤلاء الميلشياويين، بالإضافة إلى أقرانهم من النوائب «أولياء الدم» ممن هم بلا دم من أمثال محمَّد كبَّارة و«معيب» المرعبي و«الصاروخ» خالد الضاهر ولا ننسى فتفت وعلّوش وحوري وسائر أعضاء «فرقة الدروندي سعَيْد»، وصل بهم الجنون إلى درجة أنَّ أغبياءهم أطلقوا النار بكثافة في الهواء بعد شائعة وفاة المناضل علي عيد بحيث قُدِّرتْ كلفة الرصاص والقذائف بمليون دولار! مليون دولار في بلد شريعة الغاب لا كهرباء فيه ولا خدمات والبلد الوحيد الذي يموت فيه الفقير على أبواب المستشفيات كما تموت فيه النساء أسبوعياً من جراء العنف المنزلي آخرهن رقية منذر إبنة ٢٤ ربيعاً والتي قُتلتْ برصاصة في رأسها في عيد الأم من قبل أحد أشباه الرجال الذين يستقوون على المرأة الضعيفة بسبب نقص نفسي وجسدي يعتورهم. وأخيراً، وليس آخراً، في بلدٍ عنصري شوفيني تُؤدَّب فيه العاملات الاجنبيَّات بالضرب والإغتصاب!
ملايين الدولارات تُنفَق على زعران الاحياء في طرابلس معظمها تأتي من حوت المال «نجيب الحريري» الذي صنَّفَتْه مجلة «فوربس» الأميركيَّة رابعاً في لائحة مليارديريي العالم، متقدِّماً بذلك على سعد الحريري نفسه. والسؤال هو ماذا يريد أصحاب المليارات من الحكم والسلطة؟ وماذايستفيد من يتبعهم من الشعب من دون مبادىء ولا هدف محدَّد بعد أنْ غشَّهم حيتان المال عدَّة مرات؟ الم يتَّعظوا من فرط عقد «الشركات الأمنيَّة» التي لم تصمد ساعات في تأديبة السابع من أيار؟ بل أما آن لهم أنْ يفهموا كيف أصبحت سوريا صديقةً في أحد الأيام، بعد أنْ كانت عدوَّاً لدوداً، لدرجة الإعتذار لها عن شهود الزور وحتَّى الإستعداد للتخلِّي عن المحكمة الإسرائيلية السنيوريَّة؟! هل يتَّعظ الشعب التابع لأصحاب المليارات، وهو لا يملك ثمن الدواء والماء، كيف تم تجييشه وشحنه لرفض حكومة مع القَتَلة ثم طُلب منه الرضى والسكوت على المشاركة في حكومة واحدة بعد أنْ جاءَتْ الإشارة من رعيان الطويسة؟ وهل يتَّعظوا من سرعة تضحية سعدو بسمير جعجع الذي يريد أنْ يترشَّح لرئاسة الجمهورية في الوطن البائس الذي يستأهل «خرِّيج حُوس» مثل هذا المتَّهم بدزِّينة من جرائم القتل الرهيبة والمجازر. إنَّه «البلد» الوحيد في عالم الواقع وحتى الخيال، تمر فيه مجرَّد خاطرة ترشيح كهذه. ولكن تعلَّمنا في بلدالغرائب أنَّ الوطن السائب لا شيء يفاجِيء فيه بوجود عجيبة خلق الله من «النوائب» في البرلمان الفكاهي. ألم يتحول قاتل محترف إلى رئيس لبعبدا؟ ألم تصبح أليس شبطيني وزيرة مع المشنوق وريفي؟! هذه والله من عجائب الدنيا السبع.
كنَّا نظن أنَّ برلمانيي «شقفة الوطن» يمثِّلون قمة الخزي والعار كونهم من خلال مداولاتهم الاخيرة المخزية برهنوا أنهم يعيشون خارج التاريخ ولا يتحسَّسوا مشاعر الشعب، إلى أنْ وقعت علينا أنباء مؤتمر «القمامة» العربيَّة في الكويت للحكَّام المحنَّطين، قمة الخرفانين والهرمين التسعينيَّين «“الزهايمريين» الذي كان أصغرهم سنَّاً ميشال سليمان السبعيني بعد تميم قطر. لقد كان مؤتمراً لغير الناطقين باللغة العربية بدليل رؤية مشاركين كثر يضعون سمَّاعات على آذانهم لسماع ترجمة كلمة الصباح أمير الكويت الذي يعادي حرف القاف معاداة مريرة وينتقم له بحرف الغاء فتتحول كلمة الإستقرار عنده إلى «إستغرار»، أو كلمة أمير قطر أو أمير السعودية وولي المهد فيها سلمان، وهم يرتكبون المجازر اللغوية بحق لغة الضاد رغم تدرُّبهم على الإلقاء من قبل خدمهم وحشمهم منذ أكثر من شهر! كان الحري بأمير الكويت، بدل أنْ يدعو إلى الوحدة الوهمية، إيقاف ومحاكمة السفَّاحين المجرمين من الكويتيين الذين يمدون الإرهابيين في سوريا بالمال والنفوس المريضة مثل شافي العجمي الذي تباهى امام كاميرات العالم بذبح أطفال شيعة في سوريا. والمضحك المبكي أنْ يُحاضر هؤلاء بالديمقراطية وحاكورة قطر هي الوحيدة في الكرة الأرضية التي حكمت على شاعر بالسجن المؤبَّد بينا يتلهَّى مفتو البلاط السعودي بمنع الرسوم المتحرِّكة! دول العالم كلها مرَّ عليها التغيير ماعدا المومياءات العربية الحاكمة التي لا تريد التغيير إلاَّ في سوريا!
غير أنَّ الكوميديا المضحكة كانت عندما أنهى ميشال سليمان «خطابه العرمرمي» المعيب للغة العربية والسياسية معاً أيضاً فما كان من الصبَّاح إلاَّ أنْ «تشخشب» من خطابه الخشبي فأخطأ باسمه وسمَّاه «ميشال عون سليمان». أمير الكويت هذا إمَّا كان مخرِّفاً بالمرَّة أو أنَّ ميشال سليمان غير معروف لا إسماً ولا شكلاً ولا هيئة بالمرَّة! فأي فرضية نختار؟! بالمناسبة يريد سليمان من حكومة موقتة أنْ يحقق في شهر ما عجز عنه في ست سنوات ولكن الأخطر ما في هذه الحكومة تسليم مصائر وحياة اللبنانيين من خلال «داتا» إلاتصالات!
وبعيداً عن المزاح، فإنَّ هذه القمَّة عُقدتْ في ظروفٍ متغيِّرة جذرياً حيث كانت سوريا الحاضر الأكبر بصمودها الأسطوري رغم كرسيها الفارغ مع العلم السوري لا علم الانتداب الفرنسي والذي حاول جربان الزمن إحتلال هذا الكرسي، مما يفسِّر تراجع العرب، حيث فرضت سوريا الأسد نتائج إنتصاراتها الأسطورية على القمَّة التي أصبحت تتحدَّث عن الحلول السلميَّة بعد مليارات الدولارات التي أُهرقت والمرتزقة التي أُرسلتْ إلى بلد الشهداء والياسمين من قبل دول مجلس التآمر الخليجي الذين يبتلون اليوم ببعضهم البعض. وسبق المؤتمر محاولة يائسة من قبل آل سعود وحاكم تركيااللاطيِّب أردوغان بالتدخُّل مباشرة في سوريا عن طريق فتح معابره الحدودية وإسقاط طائرة سوريَّة والمشاركة في القصف المدفعي ثم بإفلات قطيع من الإرهابيين المسعورين من «جبهة النصرة» التي وضعتها السعودية على لائحة الارهاب كذباً وزوراً لأنَّها تقاتل مع «الجبهة الاسلامية» التابعة لها، على مدينة كسَب الأرمنيَّة المسيحيَّة قرب ساحل اللاذقيَّة للتعكير على مكتسبات الجيش السوري على الأرض، ولكي يفوز أردوغان في الإنتخابات المحليَّة وللتغطية على فضائحه الماليَّة. ويقف وراءه بشكلٍ غير مباشر حلف الأطلسي «المقروم» من روسيا القيصر بوتين للتعويض عن خسارته في أوكرانيا. إلاَّ أنَّ مصادر عليمة أميركيَّة أكَّدت أنَّ الولايات المتَّحدة قد رضختْ للأمر الواقع في القرم وسوف تنتقل أخبار أزمتها مع روسيا إلى الصفحات الخلفية خصوصاً بعد معارضة الرأي العام الأميركي للتدخُّل في الأزمة الأوكرانية ثم جاء موقف إيران والمقاومة الحاسمين لمنع تورُّرط أنقرة التآمري، مما يعني أنَّ أردوغان والوهَّابيين سيخرجون مجدَّداً من المولد بلا حُمُّص وستتحوَّل أحلامهم في كَسَب إلى خيبة أمل وحطَب.
إنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمدير مدرسة المقاصد فرع منطقة العرب قضاء الزهراني المدعو موسى ضاهر متلبّساً بالضرب المشهود لتلامذته على أرجلهم وأجسامهم وبأسلوبٍ من العصر الحجري منعته كل الشرائع ودول العالم. والحق يقال انه لولا وجود الكاميرا وكشفها له لاستمر هذا «الوحش التربوي» في طريقته العنيفة المستمرَّة منذ ١٥ عاماً من دون أنْ يقول له أحد «ما أحلى الكحل في عينيك». والمستغرب هو دفاع الأهالي عن أسلوبه الهمجي بحق أبنائهم في مازوشية مبرِّرة للإرهاب التربوي! ولطالما تغنَّى المدرِّسون في الزمن القديم بفنون «الفلقة» الجائرة ضد أقدام التلاميذ المسكينة الذين عانوا من طرق تعليمهم الوحشيَّة من دون رقيب وضمن نظام تربوي فاسد لا يختلف كثيراً عن النظام السياسي المهتريء عقاب هذا المدرِّس الظالم يجب أنْ يكون بإذاقته من نفس الكأس المُرَّة ثم جَعْل العصا تأكل من أجساد بعض النوَّاب اللبنانيين الذين لا يستحقُّون تمثيل الشعب المضروب ثم تمريرها على هذه الجِيَف النتنة الحيَّة من الحكَّام والقادة العرب في القمة الزهايمرية «المخشوشبة».
Leave a Reply