ديترويت – شارك الآلاف من سكان منطقة ديترويت الأسبوع الماضي في المسيرة السنوية لذكرى أسطورة «ناين روج»، وتعني بالفرنسية «القزم الأحمر»، عبر مسيرة على طول «كوريدور كاس» وصولاً الى المعبد الماسوني، في وسط ديترويت، حيث واجه المتظاهرون «المخلوق النحس» وقاموا بطرده من المدينة في تقليد يعود عمره لأكثر من ٣٠٠ سنة.
واحتشد السبت الماضي آلاف السكان على طول شارع كاس، وقد لبسوا أزياء تنكرية من وحي المناسبة، وفيما كان «القزم الأحمر» يقول: «أنا فاتورة المياه.. أنا الباص الذي تأخر.. أنا الحفرة التي سقطت بها للتو..»، لاحقه المتظاهرون وقاموا بمحاصرته أمام المعبد الماسوني حيث قاموا بطرد روحه الشريرة التي لم تتسبب لديترويت سوى بالأذى، كما تقول الأسطورة بحسب المشرفين على المسيرة السنوية التي أقيمت لأول مرة في العام ٢٠١٠.
بعض المشاركين قالوا لـ«صدى الوطن» إنهم جاؤوا من خارج المدينة لطرد «القزم الأحمر» «فقد آن الأوان لديترويت أن تزدهر»، حيث يقال إن هذا المخلوق الذي يوصف بأنه قصير كالأطفال ويكسو قدميه الفرو الأحمر والأسود، يتسبب عند ظهوره بالكوارث الكبرى للمدينة.
وترجع الأسطورة الى زمن مؤسس ديترويت الفرنسي أنطوني دي لاموث كاديلاك الذي يقال إنه التقى مع قارىء للحظ عام 1701، قال له إن الكوابيس التي يراها في نومه تمثل كائناً شريراً يدعى «الشيطان الأحمر» وهذا الكائن يجسد طموحات كاديلاك وغضبه وفخره وحسده. ويُروى أن كاديلاك حين التقى بـ«الشيطان الأحمر» لاحقه بعصا وتخلص منه، وهكذا يفعل سكان ديترويت سنوياً حين تواجههم المصاعب وتسوء الأمور، يطاردون سوء الطالع متجسداً في «ناين روج» على أمل أن يكون غدُ المدينة أفضل.
جانب من المشاركين بمسيرة «ناين روج» |
ويقال إن «القزم الأحمر» ظهر في مناسبات عديدة، من بينها العام ١٧٦٣، قبل أيام من معركة «بلودي ران» التي قتل فيها السكان الأصليون ٥٨ عسكرياً بريطانياً في هجوم على حصن ديترويت نفذته قبيلة بونتياك.
كما قيل إنه ظهر في أكثر من مرة خلال العام ١٨٠٥ الذي شهد حريق ديترويت الكبير الذي التهم الجزء الأكبر من المدينة، وفي العام ١٨١٢ قال الجنرال الأميركي وليام هال إنه تعرض لهجوم من قزم خلال وقوفه في الضباب مباشرة قبل تسليمه ديترويت للبريطانيين في حرب ١٨١٢.
وفي آذار ١٩٧٦ قال عاملا صيانة إنهما شاهدا قزماً يتسلق أعلى عامود الإنارة قبل أن يقفز منه ويلوذ بالفرار عندما حاولا الإقتراب منه، وفي ذلك العام شهدت ديترويت أحد أكثر فصولها مأساوية أو ما عرف بأحداث شغب «الشارع ١٢» التي أودت بين ٢٣ و٢٧ تموز (يوليو) بحياة ٤٣ شخصاً وإصابة ١١٨٩ آخرين إضافة الى اعتقال ٧٢٠٠ شخص.
Leave a Reply