واشنطن – وجه أعضاء بالكونغرس الأميركي انتقادات حادة إلى ماري بارا أول سيدة تتولى رئاسة مجموعة «جنرال موتورز» الأميركية أكبر منتج سيارات في العالم بسبب وقوع سلسلة من الحوادث المميتة المرتبطة بمشكلة في مفتاح التشغيل في عدد كبير السيارات التي تنتجها المجموعة، وذلك بالتزامن مع قرار من الشركة بسحب 1,5 مليون سيارة إضافية جديدة من الأسواق حول العالم، غالبيتها في الولايات المتحدة، بسبب خلل فني في نظام التوجيه الآلي.
ومنذ منتصف شباط (فبراير) الماضي سحبت «جنرال موتورز» أكثر من 6 ملايين سيارة، معظمها في أسواق أميركا الشمالية، بسبب عيوب ميكانيكية مختلفة، لكن المجموعة تخضع حاليا لتحقيقات تجريها وزارة العدل ووكالة سلامة الطرق والكونغرس لمعرفة سبب تأخرها في استدعاء السيارات بعد سنوات على اكتشاف المشكلة.
ومع مرور شهرين على توليها رئاسة المجموعة، التي يقع مقرها الرئيسي في وسط ديترويت، قالت بارا إنها لا تعرف لماذا احتاجت «جنرال موتورز» عدة سنوات لكي تكتشف وجود أجزاء معيبة في السيارات أدت إلى وفاة 13 شخصاً على الأقل. وكانت الشركة قد وسعت الأسبوع الماضي نطاق عملية استدعاء السيارات التي أعلنت منذ نحو أسبوعين بسبب مشكلة في مفتاح التشغيل بالسيارة والذي يمكن أن يؤدي إلى إيقاف المحرك وأغلب الأنظمة الكهربائية بالسيارة.
وركزت جلسة استجواب بارا أمام الكونغرس الثلاثاء الماضي، ليس فقط على معايير الأمن والسلامة في السيارات ولكن أيضاً على أسباب فشل السلطات الرقابية الأميركية في التعامل بجدية مع التقارير التي تحدثت عن عيوب السيارات منذ 2007، وأكدت بارا التي تولت منصبها في كانون الثاني (يناير) الماضي، أن الشركة اليوم ليست كما كانت في السنوات الماضية وأن هذه الأخطاء لن تتكرر.
وبلغ عدد السيارات المستهدفة بعملية الاستدعاء بسبب مشاكل مفتاح التشغيل، حوالي ٢,٦ مليون سيارة وهو تقريبا ضعف الرقم الذي أعلن في البداية بحسب «جنرال موتورز». وهذه السيارات من إنتاج قطاعات «بونتياك» و«ساتورن» و«شيفروليه» التابعة لـ«جنرال موتورز». وقالت الشركة إن هناك احتمالا لوجود المشكلة في 31 مجموعة من سياراتها ويمكن أن تؤدي إلى عدم انتفاخ الوسائد الهوائية عند الضرورة وهو ما يعني إمكانية وفاة الأشخاص أثناء وقوع الحوادث.
وذكرت «جنرال موتورز» أنها أصدرت قرار استدعاء السيارات لإصلاح الخلل الموجود في مفتاح التشغيل والذي «يمكن أن يسمح للمفتاح بالتحرك بشكل غير متعمد أو يتحول إلى وضع «قفل» وهو ما يمكن أن يؤدي إلى توقف المحرك عن العمل وأغلب المكونات الكهربائية في السيارة بما في ذلك وسائد الهواء، ويقول محققو الكونغرس إن «جنرال موتورز» درست بالفعل الخلل الموجود في مفتاح التشغيل بسيارة «شيفروليه كوبالت-2005»، لكنها ألغت اقتراحا بإصلاحه خوفا من زيادة النفقات، وبلغت خسائر الشركة في ذلك العام ١٠,٦ مليار دولار.
وصرحت «بارا» قائلة: «أقدم خالص اعتذاري لكل من تأثر من جراء هذا الإستدعاء، وخاصة لأسر وأصدقاء أولئك الذين فقدوا حياتهم أو أصيبوا، أشعر بأسف بالغ». وقالت إنه «بمجرد أن علمت بالمشكلة، تصرفنا بدون تردد، أخبرنا العالم بأن لدينا مشكلة بحاجة إلى حل، وفعلنا ذلك لانه مهما كانت الأخطاء التي ارتكبناها من قبل، لن نتهرب من مسؤوليتنا الآن وفي المستقبل». وقالت بارا إن «جنرال موتورز» تجري تحقيقاً داخلياً لتحديد المسؤولين عن قرار استخدام مفاتيح التشغيل، وأبلغت بارا لجنة الطاقة والتجارة أنها ليست لديها مـعلـومات بأن سلفها في المنصب دان اكرسون كان على دراية بالخلل في مفاتيح التشغيل.
وتحقق اللجنة لتحديد المسؤولين عن 13 حالة وفاة على الاقل ألقي فيها باللوم على مفاتيح التشغيل المعيبة في سيارات لـ«جنرال موتورز» على مدى عشر سنوات.
استدعاءات أخرى
وفي سياق آخر، أعلنت «جنرال موتورز»، الاثنين الماضي، أنها قررت سحب 1,5 مليون سيارة إضافية جديدة من الأسواق حول العالم، غالبيتها في الولايات المتحدة، بسبب خلل فني في نظام التوجيه الآلي، وقالت الشركة إنه ليس بالإمكان القول ما إذا كانت الطرز المعنية بقرار السحب قد تعرضت لحوادث بسبب هذا الخلل الفني المتمثل في توقف فجائي لنظام التوجيه المعزز آليا (باور ستيرينغ) وبالتالي تحول القيادة فجأة إلى التوجيه اليدوي.
وأوضح البيان أنه عندما تقع هذه المشكلة يتلقى السائق إنذاراً، لكن الأمر يتطلب منه درجة عالية من اليقظة عندما تكون السيارة تسير بسرعة بطيئة.
والطرز المعنية بقرار السحب الجديد هي شيفروليه ماليبو (2004-2009)، وشيفروليه ماكس (2004- 2006)، وكوبالت (2010)، وساتورن أورا (2008- 2009)، وساتورن أيون (2004-2007)، وبونتياك جي 6 (2005-2009).
Leave a Reply